معاناة النساء الجنوبيات من الإعتقال والأسر من قبل الاحتلال الاسرائيلي (1994- 1996- 1997)
صفحات وتوثيق لنساء شاركن الرجال في الصمود ومواجهة الاحتلال الصهيوني في التسعينات في قلب الشريط المحتل في الجنوب اللبناني (هي أخبار من تلك الحقبة عن المعاناة والمقاومة في آن)
معاناة النساء للأسر والاعتقال- 1994
- معتقل الخيام: روى [المحرَّر] "ط. ع. نصر الله" (٣٥عامًا): "نتيجة سوء التغذية والأوضاع السيئة داخل معتقل الخيام أصبت بفقر الدم ونقلت أخيرًا الى مستشفى مرجعيون وعندما وجد الأطباء أني بحاجة الى وحدات دم بشكل دائم قرروا الإفراج عني وتم نقلي إلى هذه المستشفى" وذكر "نصر الله" أن في المعتقل حاليًا ٢٢٠ معتقلاً و١٠ نساء وفتيات لافتًا الى الظروف والأوضاع الصعبة التي يعيشها المعتقلون (1).
- اقتحمت قوة مشتركة من الصهيانية والميليشيات بلدة شبعا [في شباط] وفتشت عددًا من المنازل واعتقلت ۷ مواطنين واقتادتهم إلى معسكر التدريب في الجيدية لتجنيدهم إجباريًا، ودهمت قوة مماثلة قريتي كفرحمام وكفرشوبا واقتادت ١٥ شابًا للتجنيد ودهمت قوات العدو بلدة الناقورة واعتقلت الأشقاء ابراهيم وحسن ع. وزوجة الأخير آمال م. واقتادتهم إلى سجن الخيام وسبق لقوات الإحتلال أن اعتقلت والدهم سليم ع. قبل مدة(٢).
- ذكرت مصادر أمنية أن قوة صهيونية -لحدية مشتركة طوقت بلدة "دبين" [في شهر آب] وفتشت بعض المنازل ثم اعتقلت المواطنين "علي ض. ض."، "توفيق ح. س." وزوجته "شما ا." ونقلتهم إلى سجن الخيام بحجة التعامل مع المقاومة(3).
- داهمت الميليشيات اللحدية العميلة منزل المواطنة "مريم ح. ج." في بلدة الخيام واعتقلتها ونقلتها إلى سجن الخيام ليصل بذلك عدد المعتقلين في البلدة الى ثلاثة خلال أسبوع(4) [أي في شهر ت1].
- بلدتا "بلاط" و"دبين" المحاصرتان من قبل العدو الصهيوني شاركتا بلدات الشريط المحتل في دفع ضريبة مقاومة الإحتلال، وقدم الأهالي فيهما حصتهما من الجهاد والصمود ومعاناة الإعتقال، فقد أقدمت ميليشيا العملاء على اقتحام بلدة "بلاط" واعتقلت امرأة من آل أسعد، وكانت الميليشيات اعتقلت قبل اسبوع اشقاء المرأة الثلاثة واقتادتهم إلى معتقل الخيام، وأشار قادمون من الشريط المحتل إلى أن قوات الإحتلال والعملاء شنت حملة اعتقالات واسعة في منطقة مرجعيون لإرهاب المواطنين بعد الضربات التي وجهتها المقاومة للإحتلال في هذه المنطقة(5) [أي في ك1].
- وفيما استمر الحصار الصهيوني للبلدتين: واصل العدو حملات الإعتقال فيهما واعتقل خلال عطلة الميلاد كلاًّ من: حسين أ.، ابراهيم أ.، عواطف م. ذ. وعامر أ. ونقلتهم جميعًا إلى سجن الخيام بتهمة التعاون مع المقاومة.
(١) النهار ١٠/١/٩٤.
(٢) أمل ٢٢/٢/٩٤.
(3) السفير ٨/٩/٩٤.
(4) السفير ٢١/١٠/٩٤.
(5) السفير ٢٢/١٢/٩٤.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاناة النساء للأسر والاعتقال- 1996:
- أقدم العملاء في شهر كانون الثاني على احتجاز تسعة مواطنين من بلدة رشاف المحتلة واقتادتهم إلى مركز الميليشيات اللحدية في دبل ومن بينهم أربعة نساء(1).
وفي [شهر تموز] نفذ عدد من أهالي بلدات يارين، مروحين، البستان، الظهيرة والزلوطية وأم التوت اعتصامًا أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة صور لمناسبة يوم الأسير، ووجه المعتصمون مذكرة طالبوا فيها باطلاق الأسرى والمعتقلين في سجون العدو كما طالبوا باقفال معتقل الخيام الذي يذكر بالنازية الألمانية أيام هتلر. وفي شهر تموز أفاد قادمون من المنطقة المحتلة أن العميل رحال عمد على رأس قوة من الميليشيات اللحدية على مداهمة بلدات الجبين وشيحين وطير حرفا وأقدم على اعتقال المواطنة زينب ع.(٤٥سنة)[...] ونقلها إلى سجن الخيام.
وأوضح بيان أصدره أهالي بلدة الجبين أن قوات الإحتلال والعملاء داهموا البلدة وانتهكوا حرمة المنازل وعبثوا بمحتوياتها وروّعوا النساء والأطفال.
- اعتقلت قوات الإحتلال ٢٥ مواطنًا بينهم ٣ نساء اقتيدوا إلى سجن الخيام بعد عملية المقاومة الاسلامية على طريق العديسة-مركبا.
- تقدمت قوة اسرائيلية مؤللة في ٢١/٦/٩٦ من موقع الشقيف باتجاه طريق أرنون- يحمر، وأقامت حاجزًا عمل عناصره على تفتيش السيارات والمارة [....] وعمد هؤلاء إلى اعتقال عدد من المواطنين واحتجازهم للتحقيق معهم، من بينهم عدد من النساء وكانت قوات الاحتلال تركز في التحقيقات على جمع المعلومات عن متعاونين مع رجال المقاومة من أهالي يحمر.
* دهم وتفتيش القرى وحصارها- 1996:
- أفاد قادمون من المنطقة المحتلة عن قيام قوات الاحتلال بفرض حصار وشن حملة اعتقالات على بلدة يارون خلال شهر كانون الثاني، بعد رفض عدد من شبابها الانخراط في صفوف ميليشيا العميل لحد، واستهدف العدو في حملته الشبان الذين أنهوا خدمة العلم في الجيش اللبناني، وقام كل من العملاء: كمال فياض، فوزي الصغير، وسام صافي مروة بتنفيذ الحملة، وفرضوا على الأهالي غرامات مالية تراوحت بين أربعة وخمسة آلاف دولار، لقاء إعفاء أبنائهم من التجنيد الإجباري في الميليشيات(2). وأصدر أهالي يارون بيانًا أوضحو فيه أن العملاء علي وصياح سعد وفكتور نادر وعناصر عميلة أخرى أقدموا على اقتحام البلدة وتطويقها والتنكيل بالسكان والعبث بمحتويات المنازل واقتادوا عددًا من المواطنين ومنهم زينب غ. إلى جهة مجهولة(3).
أوضاع المعتقلين وسجن الخيام- 1996:
علم أن العميل شريم منع أرملة الشهيد قطيش "محسنة د." المصابة بكسر في يدها مع ابنتها التي تعاني من داء الروماتيزم بعد اعتقالها في سجن الخيام من مغادرة المنطقة المحتلة لتلقي العلاج.
أفاد قادمون من المنطقة المحتلة أن والدة المعتقل أدهم ق. ر. توفيت خلال كانون الثاني في بلدة العديسة، وهي عاشت مع ابنتها ثلاثة أشهر في حال حصار شديد فرضه العملاء على منزلها ومنعوا الأهالي من زيارتها، وعلم أن من أسباب وفاتها تعرضها للضرب على رأسها من قبل العميل رسلان.
في شهر تشرين الثاني أطلق العدو سراح المواطن منصور ح. ع. من بلدة الفريدس بعد ان احتجزته لمدة ثلاثة أيام بتهمة تعاونه مع المقاومة. وفي الشهر نفسه أقدمت قوات الإحتلال على اختطاف المواطن حسن م. ب. وزوجته منيفة ف. وولديهما من بلدة رب ثلاثين وأودعتهم في سجن الخيام، كما اختطفت المواطن محمود س. ح. وابنته الجامعية ريما من بلدة بنت جبيل وزجتهما في معتقل الخيام.
(1)السفير، ٢٤/١/١٩٩٦.
(2) السفير، ١٦/١/١٩٩٦.
(3) السفير، ٢٠/١/١٩٩٦.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاناة النساء الأسر والاعتقال- 1997:
أسيرات المعتقل:
وضع الأسيرات في المعتقل لم يكن يختلف عن وضع رفاقهنّ حيث يتساوى الجميع في التعذيب، وتتعرّض الأسيرة للأساليب ذاتها، مع فارق أنّها كانت معرضة دائماً للتهديد بالاعتداء عليها. ومنذ إقامة معتقل الخيام عام 1985 وحتى يومنا هذا، زجّت السلطات الاسرائيلية وعملاؤها حوالي 500 أسيرة في المعتقل، أُفرج عن القسم الأكبر منهنّ، وما زال في المعتقل أربع نساء، بينهنّ سهى فواز بشارة، التي اعتقلت لمحاولتها قتل قائد القوات المتعاملة مع الجيش الإسرائيلي في الشريط الحدودي المحتل انطوان لحد بإطلاق الرصاص عليه. ومنذ ذلك اليوم، وهي تعيش في سجن انفرادي، حيث عزلتها الأوامر العسكرية، ولم يُسمح لوالدتها بزيارتها إلاّ في العام الماضي، وبعد محاولات حثيثة قامت بها لجان دولية متعددة، وعلى رغم المفاوضات التي جرت منذ حوالي العام بمبادرة ألمانية، وأسفرت عن تبادل أسرى ومعتقلين لبنانيين بجثث جنود اسرائيليين، لم توافق اسرائيل على إطلاق سراح سهى، واكتفت في حينه بإطلاق سراح غيرها من الأسيرات، لتبقى الفتاة الوحيدة في معتقل الخيام لفترة، إلاّ أن الاعتقال عاد ليطال غيرها من النساء بعد فترة وجيزة، ومنهنّ عجوز كانت تحاول زيارة ابنها المعتقل المريض(1).
وحملت لجنة المتبعة سلطات الاحتلال مسؤولية تدهور الأوضاع الصحية لعدد من المعتقلين في سجن الخيام بصورة خطيرة في الآونة الأخيرة، منهم: الأسيرة هدى أ. ح. [...] المصابة بداء النقطة وتنقل يوميا إلى المستشفى.
(1) الشرق الأوسط، 15/ 12/ 1997م.
المصدر: صفحات عز في كتاب الأمة ١٩٩٦: عرض وتوثيق لعمليات المقاومة الإسلامية، تشرين الثاني ١٩٩٧، الوحدة الإعلامية المركزية.
اترك تعليق