الغموض والصمت..لغزان يعشقهما الرجل
المرأة الغامضة يُفضلها الرجل لأنها تخبئ ما تشعر به، ولا تدلي بأي معلومات عن نفسها أو عن الآخرين فينجذب نحوها لأنه يجدها كاللغز أمامه، فتثيره ويجري وراءها لاكتشاف لغزها!
والمعروف أن الصمت من صفات الرجل التي تقلق المرأة وتزعجها كثيراً، فهي تحب الرجل الواضح لتشعر بالإستقرار معه، وتقول أبحاث علم النفس أن الرجل يعتمد عادةً الصمت لأنه بعكس المرأة قليل الكلام ويشغل تفكيره أكثر من لسانه، لكن أحدث دراسة اجتماعية تؤكد أن المرأة صارت تعتمد مبدأ الصمت والغموض لكي تكون أكثر قوة وجاذبية.
"السكوت من ذهب":
مقولةٌ يكررها كثيرون لكن لو أدركت المرأة قيمتها ومعناها لتسلّحت بها في كل تصرفاتها وتعاملاتها مع الآخرين وأحرزت نجاحاً ووطدت ثقةً واحتراماً بينها وبين الطرف الآخر.
وهذا ما كشفته الدراسة المذكورة: اعتمدي الصمت الفعال..أي أن تكتفي بالتعبير عن غضبك واستيائك بنظرات وعينين منسدلة، ونصف مفتوحة كأن فيها القليل من الاستهزاء، من عينيك فقط عندها سيترجم الآخرون صمتك على أنه ثقة زائدة بالنفس وقوة غامضة تجعلهم يحتارون في رد فعلك وقوة سيطرتك على الرجل، ليصعب عليهم توقع ما سيصدر عنك..عندها ستدركين أن للصمت قوة خارقة توقف الآخرين عند حدهم.
لكي لا تندمي :
الصمت مرتبطٌ بالحذر..وكلاهما وسيلة قوية تساعد على النجاح في الحياة عامة ومع شريك العمر خاصة، بمعنى أنه عندما تكون المرأة حذرة في كل كلمة تقولها للآخرين تكسب احترامها لنفسها واحترامهم لها.
والمرأة التي تطبق أسلوب الصمت عندما تغضب إنما تفكر ملياً قبل حصول ردة فعلها المفاجئة، وهكذا تتحكم في نفسها وتركز أكثر في "الحبكة المنطقية" لمحور النقاش مع الطرف الآخر، لكن إذا بدأت بالكلام بطريقة انفعالية فستثرثر بغير هدى وتقع في أخطاء وتصدر عنها ألفاظ قد تندم عليها لاحقاً، وستصبح ثرثارة لا تملك الغموض والألغاز اللذين يعشقهما الرجل بالمرأة، وسيهرب منها الرجل إلى امرأة أخرى لعدم وجود الإثارة باكتشاف غموض الزوجة.
كما إن صمت المرأة يضع الطرف الآخر في موقف دفاعي، فعندما يصمت الرجل مثلاً تقلق المرأة ولكي تخرجه عن صمته تبدأ برمي الأحاديث واحداً تلو الآخر فتخرج كل ما لديها من أسرار أمامه..وهذا خطأ، وهكذا على المرأة أن تعتمد الصمت كما الرجل لكي تضعه في موقف دفاعي فيضطر للكلام وإخراج كل ما لديه.
أكثر ذكاء:
فضلاً عن، يضفي الصمت على المرأة هالة من النفوذ والسيطرة ويجعلها في نظر زوجها أكثر ذكاء وأعمق تفكيراً، فعندما يعود الرجل من عمله متعباً ويكون سريع الإستثارة أو الغضب عليها أن تتجاهله وتصمت لكي تتحكم هي في الموقف بدلاً منه، فهو سيحاول أن يخفف من غضبه ليحقق التوازن بين شخصيته وشخصيتها، وفي الوقت نفسه يتأثر بأسلوب تعاملها مع غضبه فيقدر لها ذكاءها ويحترم موقفها وينجذب نحوها.
قيمة الصمت تتضح أكثر فيما تعطيه للمرأة من وقار واحترام، فالمرأة التي تستمع أكثر مما تتكلم وتجيد فن الصمت والرد بكلمات مقتضبة ومتقنة هي التي تثير انتباه الرجل، ويجذبه غموضها ويحاول التقرب منها لفك غموضها.
إعداد: د.ناعمة الهاشمي (باحثة في العلاقات الزوجية).
المصدر: فلسطين أون لاين.
اترك تعليق