مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فيتامينات لإنقاذ الحياة الزوجية

فيتامينات لإنقاذ الحياة الزوجية

عندما يفكر المرء بالزواج والارتباط، تأخذه أحلام اليقظة إلى حكايات ألف ليلة وليلة، معتقداً أن الزواج هو الجنة، وأن الطريق إلى هذه الجنة مفروش بالورد، وأن مخزون العسل لا يمكن أن ينضب.
لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر مختلف تماماً، فحين يواجه الزوجان حقائق الحياة ومطباتها غالباً ما تكون مواجهة غير متكافئة، لأنهما لم يستعدا لها، ولا يملكان أي سلاح لمساعدتهما على الفوز أو حتى على الصمود في تلك المواجهة.
كما يقولون «الوصول إلى القمة ممكن، لكن البقاء على القمة هو الصعب، إن لم يكن المستحيل بعينه»، الأمر ذاته ينطبق على السعادة الزوجية، فالوصول إلى جنة هذه السعادة ممكن جداً، وربما سهل أمام الكثيرين، لكن البقاء في نعيم تلك الجنة يتطلب بذل الكثير من الجهد المستمر، وقد يتطلب استشارة ذوي الاختصاص طلباً للمساعدة، وهذا بالضبط ما يفعله أخصائيو الأسرة والزواج.
في ما يلي بعض الحالات التي تستوجب الاستعانة بفيتامينات السعادة، وهي الحب والتفاهم والاحترام والصبر، وربما طلب المساعدة من أصحاب الخبرة، عندما يفشل المتزوجون في حل مشاكلهم.

لغة الكلام
التواصل هو الشرط الأساسي والأول لكل علاقة ناجحة، فإذا اختفى التواصل، وتعطلت لغة الكلام بين الزوجين، ولم يعد أحدهما أو كلاهما راغباً أو مستعداً للتحدث مع الآخر، فهذا معناه أن العلاقة في حاجة لبعض الفيتامينات في أسرع وقت ممكن لأن انقطاع التواصل بين الزوجين ليس من السهل إصلاحه.
بعض المتزوجين يكون التواصل بينهم حاضراً على الدوام لكن في اتجاه واحد وبصورة سلبية دائماً. كلمات جافة وغالباً ما تكون جارحة أو محرجة، مما يجعل أحدهما أو كليهما يشعر بعدم الراحة ويفتقد الطمأنينة على مستقبل هذه العلاقة.
التواصل السلبي غالباً ما يدفع الزوجين أو أحدهما على الأقل للتفكير بأن عدم التواصل بشكل نهائي أفضل ألف مرة من سماع أو تبادل الكلمات الجارحة أو المحرجة أو المؤذية للمشاعر والأحاسيس.
إلى جانب انقطاع التواصل أو التواصل السلبي هناك من المتزوجين من يشعر بالخوف من الكلام الطبيعي مع شريك العمر، تحسباً لردة فعل غير محسوبة، خاصة في الموضوعات الحساسة، إن كانت حول الأمور المالية أو الجنس أو العلاقة مع الأهل والأصدقاء.
وقد تكون الموضوعات المثيرة للخوف قليلة الأهمية وليست ذات شأن لكن التجربة علمت أحد الزوجين أن هذه الموضوعات تثير حفيظة شريك العمر.

معاقبة الشريك

يلجأ بعض المتزوجين لأسلوب مخالف لكل مفاهيم السعادة الزوجية، وهو معاقبة شريك العمر إذا عمل كذا أو قال كذا. المؤسف هو أن بعض الأزواج، وكذلك بعض الزوجات، يعتقدون أن هذا العقاب بهذه الطريقة هو الأسلوب الصحيح. غالباً ما يكون العقاب هو الامتناع عن ممارسة الحب أو الانقطاع عن الكلام أو الحرمان من «المشاوير» والزيارات والإجازات
ماذا يمكن أن نقول عن زوجين ينسيان أنهما فريق واحد ويتصرفان كأنهما خصمان يسعى كل منهما للإيقاع بالآخر أو عدوان يريد كل منهما الإجهاز على الآخر؟
في هذه الحالة قل على العلاقة الزوجية السلام، لأن المفروض أن يملأها الحب والتفاهم والرغبة المشتركة في العيش بهدوء وطمأنينة وسلام، لا أن تتحول إلى ساحة حرب بين عدوين.

خصوصيات لها مساحة

من حق كل شخص أن يحتفظ ببعض خصوصياته، لكن بعد الزواج يجب أن تقل مساحة هذه الخصوصية وتضيق حدودها فلا يظل كل منهما يحتفظ بسلسلة طويلة من الأسرار.
يؤكد المتخصصون في شؤون الأسرة والزواج أهمية وضرورة أن يكون لكل من الزوج والزوجة بعض الأسرار والخصوصية، لكن السعادة الحقيقية تعني التقليل من هذه الأسرار قدر الإمكان، وتحويلها إلى ما يمكن تسميته أسراراً ثنائية، أي أن تكون للزوجين أسرار مشتركة لا يعرفها أحد غيرهما، فيتبادلان كل أو غالبية ما يكتنزه كل منهما من أسرار مع شريك العمر.

خيانة مالية

حين يشترك الزوجان في كل شيء، الجسد والروح وكل المشاعر مع كل تفاصيل الحياة اليومية، يشتركان في مواجهة الحاضر والتحضير للمستقبل، فهل من المعقول أن يتعامل أحدهما مع أمواله ومقتنياته وكأنها أسرار عسكرية لا يجوز للآخر الاطلاع عليها ومعرفة أي شيء عنها؟
المؤسف هو أن البعض يتعمد إخفاء ما يمتلكه عن شريك العمر، ويقول خبراء العلاقات الزوجية إن مثل هذا التصرف يعتبر خيانة بكل معنى الكلمة، فالخيانة الزوجية لا تقتصر على ضم أحد الشريكين طرفاً ثالثاً في هذه العلاقة، لأن إخفاء المال عن شريك العمر يعني عدم الثقة ويتطلب الكذب المرفوض تماماً بين الزوجين.
بل إن بعض الخبراء يرون أن الخيانة المالية، كما يسمونها، أسوأ من الخيانة الزوجية بصورتها الأكثر انتشاراً وشيوعاً وأكثر ضرراً.
من حق كل من الزوجين أن يسأل ويعرف كل التفاصيل عن أرقام الدخل والإنفاق. أرقام الديون والقروض، إذا وجدت، وأرقام الحسابات المصرفية كلها.

تغييرات بعد الزواج

يقول خبراء متخصصون في شؤون الأسرة والعلاقات الزوجية إن الشخص الوحيد الذي تستطيع تغييره هو أنت، وبالتالي فإذا كان الزوج يحلم بتغيير الزوجة أو إذا كانت تحلم بتغييره، فالحلم سوف يتحول إلى كابوس لأنه لن يتحقق ما لم يغير المرء نفسه ليتأقلم مع الحياة الزوجية ومتطلباتها.
هناك حكاية حول الموضوع تقول إن الرجل يأمل ألا تتغير عروسه بعد الزواج، فهي غاية في الرقة والذوق والأناقة والجمال. أما العروس، فغالباً ما تكون واثقة في قدرتها على تغييره بعد الزواج، ولكن ما يحدث يناقض كل التوقعات وينسف كل الأحلام.

انفصال روحي
نسمع الكثير عن متزوجين لا يجمعهما سوى منزل الزوجية، فلكل منهما حياته الخاصة، يتعاملان مع بعضهما ويتصرفان وكأنهما غريبان مضطران للعيش تحت سقف واحد لسبب أو لآخر، في هذه الحالة يتوجب على الزوجين استشارة ذوي الخبرة والاختصاص لأنهما لا يكتفيان بعدم القيام بأي عمل مشترك، بل إن لغة التواصل بينهما مفقودة، لا كلام ولا سلام إلا في المناسبات وفي أضيق الحدود.

العلاقة الحميمة

من الطبيعي أن تشهد العلاقة الحميمة بين الزوجين هدوءاً متدرجاً بعد مرور السنين على الزواج ومع التقدم في العمر، ولكن أن تشهد العلاقة تغيراً مفاجئاً، زيادة أو نقصاناً، فتلك مسألة تستوجب الوقوف عندها لمعرفة الأسباب، وهي في كل الأحوال أسباب لا تبشر بالخير.
يقول متخصصون إن انخفاض مستوى العلاقة الحميمة بين الزوجين بصورة مفاجئة يعني أن أحدهما مشغول في علاقة جديدة، أو أنه متورط في علاقة جديدة ويحاول تغطية خيانته بهذه الطريقة.

جدال عقيم

لكل شخص في هذا العالم نقاط ضعف، أو لنقل: نقاط تثير حفيظته وتخرجه عن طوره، وقد تكون هذه النقاط صغيرة جداً ولا تعني شيئاً للآخرين. من هذه الأشياء: تسريحة الشعر أو ألوان الملابس، نوع العطر، نظافة أو عدم نظافة البيت، الترتيب، درجة الحرارة أو البرودة في البيت، أصناف الطعام وأنواع الشراب، الغسل والكوي، وغير ذلك الكثير.
المطلوب في هذه الحالة أن يوضح المتضايق وجهة نظره ويحدد سبب ضيقه وانزعاجه، وبالتالي يسهل على شريك العمر فهم حقيقة ما يجري حتى لا تتحول الحياة الزوجية إلى سلسلة لا تنتهي من الجدال العقيم والخلافات المتواصلة.

خلافات كبيرة
من الخلافات الصغيرة والبسيطة تنبع الخلافات الكبيرة والمعقدة ولا نأتي بجديد حين نقول إن كل علاقة زوجية لا بد من أن تواجه مشاكل كبيرة وعوائق عديدة حول العلاقة مع الأهل والأصدقاء والجيران، حول المسائل المالية أو طريقة تربية الأطفال حول نظرة كل منهما للمستقبل.
مثل هذه المسائل يجب ألا تكون سبباً في انهيار العلاقة الزوجية لأنها قابلة للحل بشرط توافر النوايا الطيبة لإيجاد الحل، وبشرط العمل الجاد لإنهاء هذه المشاكل ومنعها من أن تشكل تهديداً للعلاقة الزوجية.


المصدر: جريدة القبس.

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات (0)

اترك تعليق