أم وهب بن حبّاب الكلبي
أم وهب بن حبّاب الكلبي
اُم وهب بن حبّاب الكلبي، وقيل: اُم وهب بن عبدالله بن حبّاب الكلبي.
من ربّاب الفروسيّة والشجاعة والحميّة، مجاهدة من المجاهدات، حضرت أرض كربلاء يوم عاشوراء وشهدت ما جرى على آل الرسول(ص) من مصائب ومحن، وشاركتهم في مصائبهم إذ بعثت ولدها وهب بن حبّاب الكلبي ليقاتل بين يدي سيّده ومولاه أبي عبدالله الحسين عليه السلام، وكانت تُشجّعه وتحرّضه على القتال وتقول له: لا أرضى عنك حتى تُقتل بين يدي الحسين عليه السلام.
قال السيّد ابن طاووس في مقتل الحسين عليه السلام (اللهوف في قتلى الطفوف): وخرج وهب بن حبّاب الكلبي فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد، وكان معه امرأته ووالدته، فرجع إليهما وقال: يا اُماه أرضيت أم لا؟
فقالت الاُم: ما رضيت حتى تُقتل بين يدي الحسين عليه السلام.
وقالت امرأته: بالله عليك لا تفجعني بنفسك.
فقالت له اُمه: يا بُني أعزب عن قولها، وارجع فقاتل بين يدي ابن نبيّك تَنل شفاعة جدّه يوم القيامة، فرجع، فلم يزل يقاتل حتى قطعت يداه، فأخذت امرأته عموداً فأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي و اُمي، قاتل دون الطيّبين حُرم رسول الله(ص)، فأقبل كي يردّها إلى النساء، فأخذت بجانب ثوبه وقالت: لن أعود دون أن أموت معك.
فقال الحسين عليه السلام: «جُزيتم من أهل بيت خيراً، إرجعي إلى النساء رحمك الله»، فانصرفت إليهن، ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قُتل رضوان الله عليه(2).
وقال الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: ثم خرج وهب بن عبدالله بن حبّاب الكلبي، وكانت معه اُمه فقالت له: قم يابني وانصر ابن بنت رسول الله(ص).
فقال: أفعل يا اُماه ولا اُقصّر إن شاء الله، ثمّ برز وهو يقول:
إنْ تُنكروني فأنا ابـن الكَلبِ * سوفَ تَروني وتَرونَ ضَربي
وحَملَتي وصَولَتي في الحربِ * أدركُ ثـاري بعدَ ثارِ صحبِي
وارفـعُ الكَـربَ بيومِ الكَربِ * فما جلادي في الوغا باللعب
ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قَتل جماعة، فرجع إلى اُمه وامرأته فوقف عليهما فقال: يا اُماه أرضيتِ عني؟
فقالت: ما رضيت أو تقتل بين يدي ابن بنت رسول الله(ص).
فقالت له اُمرأته: أسألك بالله أن لا تفجعني بنفسكَ.
فقالت له اُمه: لا تسمع قولها، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول الله(ص) ليكون غداً شفيعك عند ربّك، فتقدّم وهو يقول:
إنّـي زعيـمٌ لَـكِ اُم وَهـبِ * بالطَعنِ فيهم تارةً والضَربِ
فِعلُ غُـلامٍ مُـؤمنٍ بـالرَبِ * حتى يذيقُ القومَ مُرّ الحربِ
إنّي امرؤ ذو مُـرّةٍ وعـصبِ * ولستُ بـالخوّارِ عنـدَ الـنكبِ
حسبي بنفسي مِن عليم حسبِي * إذا انـتميتُ في كرامِ العربِ(3)
ولا يخفى عليك عزيزي القاريء أنّ هناك امرأة اُخرى تكنى باُم وهب، وهي: اُم وهب بنت عبد، واسمها قمر، أو قمري، زوجة عبدالله بن عمير الشهيد بأرض الطف يوم عاشوراء، تأتي ترجمتها في حرف القاف.
الهوامش:
1- انظر: أعيان الشيعة 3: 482، رياحين الشريعة 3: 30، تأريخ الطبري 5: 429، الكامل في التأريخ 4: 69، البداية والنهاية 8: 181، أعلام النساء 5: 290.
2- اللهوف في قتلى الطفوف: 44.
3- مقتل الحسين عليه السلام 2: 13.
من ربّاب الفروسيّة والشجاعة والحميّة، مجاهدة من المجاهدات، حضرت أرض كربلاء يوم عاشوراء وشهدت ما جرى على آل الرسول(ص) من مصائب ومحن، وشاركتهم في مصائبهم إذ بعثت ولدها وهب بن حبّاب الكلبي ليقاتل بين يدي سيّده ومولاه أبي عبدالله الحسين عليه السلام، وكانت تُشجّعه وتحرّضه على القتال وتقول له: لا أرضى عنك حتى تُقتل بين يدي الحسين عليه السلام.
قال السيّد ابن طاووس في مقتل الحسين عليه السلام (اللهوف في قتلى الطفوف): وخرج وهب بن حبّاب الكلبي فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد، وكان معه امرأته ووالدته، فرجع إليهما وقال: يا اُماه أرضيت أم لا؟
فقالت الاُم: ما رضيت حتى تُقتل بين يدي الحسين عليه السلام.
وقالت امرأته: بالله عليك لا تفجعني بنفسك.
فقالت له اُمه: يا بُني أعزب عن قولها، وارجع فقاتل بين يدي ابن نبيّك تَنل شفاعة جدّه يوم القيامة، فرجع، فلم يزل يقاتل حتى قطعت يداه، فأخذت امرأته عموداً فأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي و اُمي، قاتل دون الطيّبين حُرم رسول الله(ص)، فأقبل كي يردّها إلى النساء، فأخذت بجانب ثوبه وقالت: لن أعود دون أن أموت معك.
فقال الحسين عليه السلام: «جُزيتم من أهل بيت خيراً، إرجعي إلى النساء رحمك الله»، فانصرفت إليهن، ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قُتل رضوان الله عليه(2).
وقال الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: ثم خرج وهب بن عبدالله بن حبّاب الكلبي، وكانت معه اُمه فقالت له: قم يابني وانصر ابن بنت رسول الله(ص).
فقال: أفعل يا اُماه ولا اُقصّر إن شاء الله، ثمّ برز وهو يقول:
إنْ تُنكروني فأنا ابـن الكَلبِ * سوفَ تَروني وتَرونَ ضَربي
وحَملَتي وصَولَتي في الحربِ * أدركُ ثـاري بعدَ ثارِ صحبِي
وارفـعُ الكَـربَ بيومِ الكَربِ * فما جلادي في الوغا باللعب
ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قَتل جماعة، فرجع إلى اُمه وامرأته فوقف عليهما فقال: يا اُماه أرضيتِ عني؟
فقالت: ما رضيت أو تقتل بين يدي ابن بنت رسول الله(ص).
فقالت له اُمرأته: أسألك بالله أن لا تفجعني بنفسكَ.
فقالت له اُمه: لا تسمع قولها، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول الله(ص) ليكون غداً شفيعك عند ربّك، فتقدّم وهو يقول:
إنّـي زعيـمٌ لَـكِ اُم وَهـبِ * بالطَعنِ فيهم تارةً والضَربِ
فِعلُ غُـلامٍ مُـؤمنٍ بـالرَبِ * حتى يذيقُ القومَ مُرّ الحربِ
إنّي امرؤ ذو مُـرّةٍ وعـصبِ * ولستُ بـالخوّارِ عنـدَ الـنكبِ
حسبي بنفسي مِن عليم حسبِي * إذا انـتميتُ في كرامِ العربِ(3)
ولا يخفى عليك عزيزي القاريء أنّ هناك امرأة اُخرى تكنى باُم وهب، وهي: اُم وهب بنت عبد، واسمها قمر، أو قمري، زوجة عبدالله بن عمير الشهيد بأرض الطف يوم عاشوراء، تأتي ترجمتها في حرف القاف.
الهوامش:
1- انظر: أعيان الشيعة 3: 482، رياحين الشريعة 3: 30، تأريخ الطبري 5: 429، الكامل في التأريخ 4: 69، البداية والنهاية 8: 181، أعلام النساء 5: 290.
2- اللهوف في قتلى الطفوف: 44.
3- مقتل الحسين عليه السلام 2: 13.
المصدر: الحسون، محمد؛ أم علي مشكور: أعلام النساء المؤمنات. ط1، انتشارات أسوة، 1411 هـ.ق.
اترك تعليق