أم خلف زوجة مسلم بن عوسجة الأسدي
أم خلف زوجة مسلم بن عوسجة الأسدي
أبا حسن يا خير حام لجاره
أبث لك الشكوى بدمع مرقرق
فناهيك في رزء تفاقم وقعه
فاصبح فيه الدمع من بعض منطقي
فكم لك في ارض الطفوف نوادب
ينحن بها نوح الحمام المطوق
وكم طفلة قد ارهبوها بقسوة
وما عودت من قبل غير الترقرق
وكم حرة حسرى بدت من خباً لها
وليس لديها ساتر غير مرفق!
زوجة مسلم بن عوسجة، وأم ولده خلف، اللذين استشهدا مع سيّدهما الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء يوم عاشوراء.
من ذوات النجابة والولاء من النساء المسلمات، لم يطقن أن يتركن حرائر الوحي وكرائم الرسالة يعشن المحنة العظمى في كربلاء لوحدهن، فقد أقدمن على المواساة والتضحية، ثم دخلن مع آل الله في مصيبة السبي بعد أن دفعن بأزواجهن وأولادهن إلى ساحة الشهادة بين يدي إمام زمانهم أبي عبد الله الحسين ريحانة المصطفى صلى الله عليه وآله.
وهي من المؤمنات المواليات لأهل بيت العصمة سلام الله عليهم، ومن المجاهدات اللواتي حضرنَ أرض كربلاء، ومن النساء الفاضلات ومن أتباع سيّد الشهداء المخلصات. فبعد مصرع زوجها مسلم بن عوسجة نراها تبعث ولدها خلف ليدافع عن الحسين (عليه السلام) وعياله وهي التي جهّزت ابنها للقتال بين يدي سيد الشهداء(ع).
كتب الشيخ ذبيح المحلاتي في رياحين الشريعة نقلاً عن عطاء الله الشافعي في روضة الأحباب أن زوجة مسلم بن عوسجة كان لها ابن من زوجها مسلم يسمى خلف لما سمع بمصرع أبيه وشهادته نهض كالأسد مندفعاً إلى ساحة المعركة، فاعترضه الحسين سلام الله عليه يمنعه ويعلمه أنه إن قتل ستبقى أمه وحيدة في هذه الرمضاء فأراد خلف الرجوع وإذا بأمه تعترضه تتعجل منعه عن القعود واقفة في طريقه لتقول له: بني اختر نصرة ابن بنت نبيك على سلامة نفسك أما إذا اخترت سلامتك فلن أرضى عنك أبدا.
فبرز خلف بن مسلم بن عوسجة للقوم وحمل عليهم وهو يسمع أمه تناديه وتشجعه: أبشر يا ولدي، فإنك ستسقى من ماء الكوثر الساعة إن شاء الله تعالى، فقتل خلف ثلاثين رجلاً، وبقي يقاتل ببسالة وشهامة حتى نال شرف الشهادة، فلما سقط احتز اللؤماء رأسه ورموا به نحو أمه، فتلقته أمه واحتضنته وقبلته ثم بكت وأبكت من كان معها. ثم دخلت في ركب السبي مع حريم الرسالة بعد العاشر من المحرم.
المصادر:
1- مجلة الفرات، العدد 141.
2- كتاب زاد عاشوراء للمحاضر الحسيني، إعداد: معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني، الطبعة الثانية عشر: 2013 م، 1434 هـ
3- arabic.irib.ir
اترك تعليق