مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حوار الأزواج.. أهميته ووسائل استمراره وإنجاحه

حوار الأزواج.. أهميته ووسائل استمراره وإنجاحه

أثبتت كثير من الدراسات العلمية والنفسية المتخصصة أن غياب الحوار بين الزوجين يمثل واحداً من أهم العوامل الأساسية في الإحساس بالضيق والكآبة وطلب الانفصال النهائي.
ومع ذلك فلا يمكن القول: إن أي حوار أو كلام هو الذي يحل هذه المشكلة التي تعاني منها بيوت كثيرة -على أهمية وجود الحوار بأي شكل من الأشكال ودون نظر إلى مضمونه- فمن المهم في أحيان كثيرة أن تكون طريقة الحوار، والمشاعر التي تصاحبه مناسبةً لطبيعة الحدث، أو توقيته، أو ظروفه وأجوائه.
ومن هنا يمكن القول: إن الحوار ـوبغض النظر عن محتواه- يشكل جسرًا للتواد والتواصل والتفاهم والاستيعاب بين الزوجين، وأنه كلما ارتقت أساليب وآليات ومضامين هذا الحوار، خاصة في الأوقات العصيبة أو مواجهة بعض الأزمات أو المشكلات، أو حتى في أثناء الخلافات في أسلوب معالجة بعض القضايا التي تخصهما، أو تخص أحدهما، فإنه يمكن الاطمئنان إلى كون سفينة الزوجية تسير نحو مرافئ السلامة والعافية والفلاح.
ويمكن أن نذكر هنا عاملين هامين لهما انعكاس مباشر على تحسين الحوار بين الزوجين، كما يستطيعان مساعدتهما على بناء جسور ممدودة للتفاهم والتعاون والتكامل؛ ليبقى الحوار وسيلة تجدد راحتهما وأنسهما وسعادتهما، وهما:
أولاً: تحديد الهدف من أي حوار نقوم به أياً كانت ظروفه أو توقيته.
ثانياً: رعاية الحوار من البداية إلى النهاية.
أما عن تحديد الهدف من الحوار، فقد يكون هذا هو الجزء الأسهل والأيسر من الموضوع، حيث الأصل العام هو أن نقول: إن الهدف الأكبر والدائم هو تمتين العلاقة بين الزوجين.
وعلى هذا فلا ينبغي للزوجين أن يصنعا من هذا الأمر عائقًا عن استمرار الحوار أو التواصل، خاصة وأن البعض قد يعتقد أنه لابد من أمر مهم أو ذي بال حتى يستحق أن يتحدث به، أو يجري حوله حوارًا أو نقاشًا؛ فقد يكون الهدف مجرد تأكيد الاهتمام، أو الانسجام، أو التوافق، أو عرض وجهة نظر، أو معرفة الانطباع تجاه حدث أو موقف أو موضوع..إلخ.
وأما الأمر الثاني، وهو الأهم -من وجهة نظري- فهو رعاية الحوار، وهو ما يعني اعتبار أي حوار أو كلام ينطق به أحد الزوجين أشبه بنبتة صغيرة، إما أن تتم رعايتها لتثمر مزيدًا من تحسن العلاقة وتقويتها، وإما أن يتم تجاهلها أو إساءة معاملتها؛ بما يؤدي إلى ذبولها أو على أقل تقدير إضعافها.
ويمكن أن نشير في هذا السياق إلى بعض النقاط التي تحسن من جودة الحوار، وتعين على إنجاحه:
1- حسن اختيار التوقيت للحوارات التي يُتوقع أن تثير جدلاً أو ضيقًا، أو تستنفد الكثير من الوقت والمجهود الذهني لدى الطرف الآخر، فمثلاً: يمكن أن تكتفي الزوجة بأخذ وعد من زوجها المشغول بأن يقوما بهذا الحوار في أقرب إجازة له، أو في التوقيت الذي يناسبه، إلا إذا كان الأمر ضروريًا ملحًا، فعليها أن تراعي الاختصار، ولا تضغط باتجاه أخذ حل فوري وحاسم.
2- احترام الزوجة لبعض خصوصيات الزوج، فقد لا يرغب الزوج في إخبار زوجته بمشكلة معينة في عمله، أو وقعت لأحد أصدقائه، أو لا يريد أن يطلعها على خطاب جاءه من قريب له.
3- البعد عن العبارات التهكمية أو الاستعلائية.
4- توافق تعبيرات الجسم مع الكلمات والعبارات ذات المعاني: فالمرء في الكلام يستطيع أن يستفيد من حركات يديه أو عينيه أو حواجبه أو وضعيه رأسه في إيصال معانٍ معينة، وكذلك لا ينبغي أن تستخدم هذه الحركات بطريقة سلبية، كأن يشيح أحدهما للأخر بيديه، أو تضع الزوجة يدها على خصرها في دلالة على التحدي.
5- مراعاة ظروف كل طرف وطبيعته، ودعمه بما يناسب حالته.
6- محاولة إضفاء روح الدعابة والمرح بين الحين والآخر ولو كان الموضوع جاداً.
7- تقليل الوقوع في بعض سلبيات الحوار البغيضة، ومن أبرزها:
أ- جعل الحوار مناسبة للحصول على بعض الطلبات القديمة أو الحديثة.
ب- الاستهانة بجدوى أي كلام يقوله الطرف الآخر أو تسفيهه.
ت- التهديد.
ث- التأفف والتضجر بالقول أو بالحركات.
ج- تكرار الانسحاب من الحوار دون سبب مقنع وحيوي.
8- التأنق في التعبير، أو طيب الكلام وإلانته: فالكلام الطيب الحسن له أثر في القلوب عظيم وجميل، سواء كان من الزوج للزوجة أو العكس.
وفي الختام: فإننا لا نستطيع أن نتوقع أسرة سعيدة لا يجد الزوجان فيها سبيلاً للتفاهم والتآزر والترابط والتواصل المملوء بدفء المشاعر، كما لا نستطيع أن نتوقع مستقبلاً زاهيًا مليئًا بالحب والسعادة لزوج وزوجة لا يبذلان شيئًا من الجهد لتطوير علاقتهما وتنميتها وتحسينها.

المصدر: موقع لها أون لاين.
إعداد: يوسف إسماعيل سليمان

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع.

التعليقات (0)

اترك تعليق