مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

لقاء الإمام المهدي(عج) ببعض المؤمنين في دار خديجة(ع)

لقاء الإمام المهدي(عج) ببعض المؤمنين في دار خديجة بنت خويلد(ع)


من الحقائق التي ارتبطت بهذا الموضع الذي كشفت الروايات الشريفة عن سر تفضيله فكان كما مرّ "أفضل الأماكن بعد بيت الله الحرام" هو اتخاذ الإمام المهدي(عج) من دار خديجة(ع) محلاً لرؤية بعض المؤمنين فيه في موسم الحج.
والسر في ذلك:
1- إما لأنه –أي دار خديجة- كان دار جده رسول الله(ص) والمرء يعود إلى دار أهله.
2- وإما لأنه آخر أوصياء رسول الله(ص)، ومن ثم فهذه الدار تحت ولايته ووصايته.
3- وإما لأنها محل نزول القرآن، وهبوط الوحي والملائكة، والموضع الذي ولدت فيه سيدة نساء العالمين(ع) وغيرها من الخصائص التي دلت عليها الروايات؛ ولذا كانت محلاً لرؤية الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه.
وعليه: لا يمكنني الوصول إلى أكثر من ذلك في معرفة الحكمة التي من أجلها اختار الإمام المهدي هذه الدار محلاً لرؤية بعض المؤمنين إلا أنّ ذلك يزيد في شرف هذه الدار التي خصها الله بما لم يخص به غيرها من بيوت الأنبياء عليهم السلام.
ولقد روى كل من الشيخ الصدوق، والشيخ الطوسي رضي الله تعالى عنهما، روايتين تدلان على هذه الحقيقة التي تشرف بها أصحابها.

المسألة الأولى: رواية الشيخ الصدوق رضي الله تعالى عنه في حضور الإمام المهدي(عج) في دار خديجة(ع):

قال رضي الله عنه: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن أحمد الكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم الرفي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي قال: (كنت جالساً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة، وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال:
"قم يا حسن بن وجناء".
قال: فقمت، فإذا جارية صفراء نحيفة البدن، أقول: إنها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يدي أنا لا أسألها عن شيء حتى أتت دار خديجة(ع)، وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقى، فصعدت الجاريّة وجاءني النداء:
أصعد يا حسن.
فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان(ع):
اصعد يا حسن.
فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان(ع):
يا حسن أتراك خفيت علي والله ما من وقت في حجك إلا وأنا معك فيه.
ثم جعل يعد علي أوقاتي، فوقعت مغشيّاً على وجهي، فحسست بيد قد وقعت علي فقمت، فقال لي:
يا حسن الزم دار جعفر بن محمد عليهما السلام، ولا يهمنك طعامك ولا شرابك، ولا ما يستر عورتك.
ثم دفع إلي دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه، فقال:
بهذا فأدع، وهكذا صل علي، ولا تعطه إلا محض أوليائي فإنّ الله جل جلالك موفقك.
فقلت: يا مولاي ألا أراك بعدها؟ فقال:
يا حسن إذا شاء الله.
قال: فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفر بن محمد عليهما السلام فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال، لتجديد وضوء، أو لنوم، أو لوقت الإفطار، وأدخل بيتي وقت الإفطار فأصيب رباعياً مملوءاً ماء ورغيفاً على رأسه وعليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فآكل ذلك فهو كفاية لي، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء، وكسوة الصيف في وقت الصيف، وإني لأدخل الماء بالنهار فأرش البيت وأدع الكوز فارغاً فأوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه فأصدق به ليلاً كيلا يعلم بي مَن معي)(1).
والحديث يدل على مسائل كثيرة لا مجال لذكرها هنا لما تحتاجه إلى سعة البيان، وحيث أن الأصل في الموضوع هو بيان ما لدار خديجة(ع) من الخصائص الإلهيّة والكرامات النبويّة التي يعجز القلم عن بيانها، فإنّ هذا الموضوع هو بعض ما جاء في شرافة هذا الدار الذي لم يبقِ الوهابيون من حرمة بعد أن حولوه إلى دورات مياه يدنسه الداخلون في الليل والنهار، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

أما ما يقال هنا بخصوص الحديث:

أولاً: تحقق رؤية صاحب الأمر(عج) في زمن الغيبة الصغرى:
إن هذا الحديث يدل على تحقق رؤية صاحب الأمر(عج) في زمن الغيبة الصغرى في واحدة من الأدلة الواقعيّة لهذه الحقيقة(2).
أما بخصوص حضوره عليه الصلاة والسلام في دار خديجة(ع) وتشرف بعض المؤمنين بلقياه هناك لأكثر من مرة هو ما أخرجه الشيخ الطوسي رضي الله تعالى عنه في كتابه الغيبة.
ثانياً: تقوى الحسن بن الوجناء وشدة مثابرته على طاعة الله والتقرب إليه:
تحدثت الرواية بشكل صريح عن منزلة الحسن بن الوجناء عند الإمام الحجة(عج) حينما تشرف بلقياه فضلاً عمّا قدمته الرواية من بيان لعبادة هذا الرجل وسعيه في التقرب لله تعالى من خلال قصد
بيته الحرام خلال هذه السنين، فمن هو؟
هو الحسن بن محمد بن الوجناء النصيبي، أبو محمد، روى عن الإمام أبي محمد الحسن العسكري(ع)، وروى عنه الصفواني، ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن عبدالله بن مهران(3).
وعده السيد الأبطحي من وكلاء الإمام الحسن العسكري(ع)(4)، وإنه من وجوه الشيعة وأكابرهم الذين اجتمعوا حول العمري السفير(5).
وقال السيد الخوئي قدس سره تعقيباً على الرواية التي مرّ ذكرها (وفي الرواية دلالة على قوة إيمانيّة)(6).
مما لا شك فيه أن استطاعة الإنسان الثبات على طاعة الله تعالى والمثابرة في حصول رضاه، ممثلاً في السعي من أجل الإتيان بالنوافل لاسيما حج بيت الله تعالى وبهذا العدد الذي أصابه الحسن بن الوجناء، مع الأخذ بعين الاعتبار المشقّة البالغة الذي كان يبذلها الحجاج لبيت الله الحرام آنذاك بلحاظ بعد المسافة بين نصيبين ومكة وقلة توفر الوسيلة؛ إذ لا غنى للمسافر عن الجمال، نضيف إلى ذلك: إنّ هذا العدد من السنين يدل على تحول الفصول، أي انتقال الأشهر العربية في حركة الأرض، فقد يقع شهر ذي الحجة في فصل الشتاء وبعد مرور
ثلاثين سنة أو أكثر يقع في فصل الصيف، فضلاً عن أن المواظبة على الحج خلال نصف قرن ودون انقطاع لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، ويدل على قوة إيمان صاحبه، وشدة مثابرته على نيل رضا الله تعالى فكان مؤهلاً للتشرف برؤية صاحب الأمر الإمام المهدي(عج).

المسألة الثانيّة: رواية الشيخ الطوسي رضي الله عنه في حضور الإمام المهدي(عج) في دار خديجة(ع):
قال رضي الله عنه: عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني -في منصرفه من إصفهان- قال: حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا.
فلما قدمنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا دارا في زقاق بين سوق الليل، وهي دار خديجة عليها السلام تسمى دار الرضا عليه السلام، وفيها عجوز سمراء فسألتها -لما وقفت على أنها دار الرضا عليه السلام- ما تكونين من أصحاب هذه الدار؟ ولم سميت دار الرضا؟ فقالت: أنا من مواليهم وهذه دار الرضا علي بن موسى عليهما السلام، أسكنيها(7) الحسن بن علي عليهما السلام، فإني كنت من خدمه.
فلما سمعت ذلك منها آنست بها وأسررت الأمر عن رفقائي المخالفين، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار، ونغلق الباب ونلقي خلف الباب حجرا كبيرا كنا ندير خلف الباب.
فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه شبيها بضوء المشعل، ورأيت الباب قد انفتح ولا أرى أحدا فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلا ربعة(8) أسمر إلى الصفرة(9) ما هو قليل اللحم، في وجهه سجادة عليه قميصان وإزار رقيق قد تقنع به وفي رجله نعل طاق(10) فصعد إلى الغرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن، وكانت تقول لنا: إن في الغرفة ابنة(11) لا تدع أحدا يصعد إليها، فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضئ في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها، ثم أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه، وكان الذين(12) معي يرون مثل ما أرى فتوهموا أن يكون هذا الرجل(13) يختلف إلى إبنة العجوز، وأن يكون قد تمتع بها فقالوا: هؤلاء العلوية يرون المتعة، وهذا حرام لا يحل فيما زعموا، وكنا نراه يدخل ويخرج ونجئ(14) إلى الباب وإذا الحجر على حاله الذي(15) تركناه، وكنا نغلق هذا الباب خوفا على متاعنا، وكنا لا نرى أحدا يفتحه ولا يغلقه، والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلى وقت ننحيه إذا خرجنا.
فلما رأيت هذه الأسباب ضرب على قلبي ووقعت في قلبي فتنة فتلطفت العجوز وأحببت أن أقف على خبر الرجل، فقلت لها: يا فلانة إني أحب أن أسألك وأفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا أحب إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لأسألك عن أمر، فقالت لي مسرعة: وأنا أريد أن أسر إليك شيئا فلم يتهيأ لي ذلك من أجل من معك، فقلت ما أردت أن تقولي؟ فقالت: يقول(16) لك -ولم تذكر أحدا- لا تخاشن(17) أصحابك وشركاء‌ك ولا تلاحهم(18)، فإنهم أعداؤك ودارهم، فقلت لها: من يقول؟ فقالت: أنا أقول، فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها، فقلت أي أصحابي تعنين؟ فظننت(19) أنها تعني رفقائي الذين كانوا حجاجا معي قالت: شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك، وكان جرى بيني وبين الذين معي في الدار عنت في الدين، فسعوا بي حتى هربت واستترت بذلك السبب فوقفت على أنها عنت أولئك، فقلت لها ما تكونين أنت من الرضا؟. فقالت كنت خادمة للحسن بن علي عليهما السلام، فلما استيقنت ذلك قلت: لأسألنها(20) عن الغائب عليه السلام، فقلت: بالله عليك رأيته(21) بعينك، فقالت: يا أخي لم أره بعيني فإني خرجت وأختي حبلى وبشرني الحسن بن علي عليهما السلام بأني سوف أراه(22) في آخر عمري، وقال لي: تكونين له كما كنت لي، وأنا اليوم منذ كذا بمصر(23) وإنما قدمت الآن بكتابة ونفقة وجه بها إلي على يدي(24) رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية، وهي ثلاثون دينارا وأمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه(25) فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو.
فأخذت عشرة دراهم صحاحا، فيها ستة رضوية من ضرب الرضا عليه السلام قد كنت خبأتها لألقيها في مقام إبراهيم عليه السلام، وكنت نذرت ونويت ذلك، فدفعتها إليها وقلت في نفسي أدفعها إلى قوم من ولد فاطمة عليها السلام أفضل مما ألقيها في المقام وأعظم ثوابا، فقلت لها: إدفعي هذه الدراهم إلى من يستحقها من ولد فاطمة عليها السلام، وكان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل، وإنما تدفعها إليه، فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت، فقالت: يقول لك: ليس لنا فيها حق إجعلها في الموضع الذي نويت، ولكن هذه الرضوية خذ منا(26) بدلها وألقها في الموضع الذي نويت، ففعلت وقلت في نفسي: الذي أمرت به عن الرجل.
ثم كان معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بآذربيجان فقلت لها: تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب، فقالت ناولني فإني أعرفها(27)، فأريتها النسخة وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ فقالت: لا يمكنني أن أقرا(28) في هذا المكان فصعدت الغرفة ثم أنزلته فقالت: صحيح وفي التوقيع أبشركم ببشرى ما بشرت به(إياه)(29) وغيره.
ثم قالت: يقول لك إذا صليت على نبيك صلى الله عليه وآله.
كيف تصلي(عليه)(30)؟ فقلت أقول: اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
فقال(31) لا إذا صليت عليهم فصل عليهم كلهم وسمهم، فقلت(32): نعم، فلما كانت من الغد نزلت ومعها دفتر صغير، فقالت: يقول لك: إذا صليت على النبي فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة، فأخذتها وكنت أعمل بها، ورأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم.
وكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء وأنا أراه - أعني الضوء - ولا أرى أحد حتى يدخل المسجد، وأرى جماعة من الرجال من بلدان شتى يأتون باب هذه الدار، فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعا معهم، ورأيت(33) العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع فيكلمونها وتكلمهم ولا أفهم عنهم(34)، ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلى أن قدمت بغداد.

نسخة الدفتر الذي خرج:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله.
اللهم شرف بنيانه، وعظم برهانه، وأفلج(35) حجته وارفع درجته، وأضئ نوره، وبيض وجهه، وأعطه الفضل والفضيلة، والدرجة والوسيلة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الأولون والآخرون.
وصل على أمير المؤمنين ووارث المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين وحجة رب العالمين.
وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على علي بن الحسين إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على علي بن موسى إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على علي بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.
وصل على الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
اللهم صل على محمد وأهل بيته الأئمة الهادين المهديين العلماء الصادقين، الأبرار المتقين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفاء‌ك في أرضك، الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك، وربيتهم بنعمتك، وغذيتهم بحكمتك، وألبستهم نورك، ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك.
اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك.
اللهم صل على وليك المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك الدليل عليك، وحجتك على خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك.
اللهم أعز نصره، ومد في عمره، وزين الأرض بطول بقائه.
اللهم اكفه بغي الحاسدين وأعذه من شر الكائدين، وادحر(36) عنه إرادة الظالمين.
وتخلصه(37) من أيدي الجبارين.
اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير.
اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك وأظهر به ما غير من حكمك، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا، خالصا مخلصا لا شك فيه ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه.
اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، وأهدم بعزته كل ضلالة، واقصم(38) به كل جبار، واخمد بسيفه(39) كل نار، وأهلك بعدله كل جبار(40)، وأجر حكمه على كل حكم وأذل لسلطانه(41) كل سلطان.
اللهم أذل كل من ناواه، وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده، واستأصل من(42) جحد حقه، واستهان بأمره، وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره.
اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء،(و)(43) الحسن الرضا، والحسين المصطفى، وجميع الأوصياء، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده، والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وأزد(44) في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم (دين)(45)، دنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير.(46)
  



________________________________________
(1) كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق رضي الله عنه: ص 444؛ الثاقب لابن حمزة الطوسي: ص 612؛ الخرائج والجرائح للراوندي: ج2، ص 961.
(2) أنظر هذه الوقائع في كتاب إلزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري: ج1، ص 321- 341.
(3) معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج6، ص 141؛ مستدركات علم الرجال للشاهرودي: ج3، ص 52.
(4) تهذيب المقال 256.
(5) المصدر السابق.
 (6) معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج6، ص 142.
(7)في البحار ونسخ "أ، ف، م" أسكننيها.
(8)رجل ربعة أي معتدل القامة لا طويل ولا قصير.
(9)أي يميل إليها، وما هو قليل اللحم أي متوسط بين الهزل والسمن وقيل: إن(ما هو) من تتمة سابقه، و "إلى الصفرة ما هو" بمعنى يميل إليها قليلا وما هو بأصفر وهو تعبير شائع(من حاشية الاصل).
(10)أي من غير أن يلبس معه شيئا من جورب ونحوه(البحار).
(11)في البحار: إبنته.
(12)في البحار: الذي.
(13)في البحار: أن هذا الرجل.
(14)في نسخ "أ، ف، م" يجئ.
(15)في البحار: التي.
(16)في نسخة "ف" يقول: أي المولى سلام الله عليه، وكذا نسخة "أ".
(17)خاشنه ضد لاينه وفي البحار: لا تحاشن وحاشن بمعنى شاتم.
(18)الملاحات: المنازعة والمعادات.
(19)في نسختي "أ، ف" والبحار: وظننت.
(20)في البحار ونسخة "ف" لاسألها.
(21)في نسختي "أ، ف" رأيتيه.
(22)في نسخ "أ، ف، م" أره.
(23)في نسخة "ح" بمصر(بمصبر خ ل).
(24)في البحار ونسخة "ف" على يد رجل.
(25)إلى هنا إنتهى كلام المرأة وقوله "فوقع في قلبي" إلخ من كلام يوسف بن يعقوب الراوي.
(26)في نسخ "أ، ف، م" منها.
(27)في البحار ونسخ "أ، ف، م" أعرفه.
(28)في البحار: لا يمكنني أن أقرأه.
(29)ليس في نسخ "أ، ف، م" وفي البحار: ما بشرته به.
(30)ليس في البحار.
(31)في البحار: فقالت.
(32)في نخسة "ف" قلت.
(33)في نسخة "ف" فرأيت.
(34)في البحار: عينهم وفي نسخة "ح" عينهم(عنهم خ ل).
(35)في البحار: أفلح.
(36)في البحار: وازجر وكلاهما بمعنى الطرد.
(37)في البحار: وخلصه.
(38)في نسخ "أ، ف، م" أقصر.
(39)في نسخ "أ، ف، م" بنوره.
(40)في البحار: جائر.
(41)في البحار ونسخ "أ، ف، م" بسلطانه.
(42)في نسخة "ف" كل من، وفي البحار بمن.
(43)ليس في البحار.
(44)في البحار ونسخ "أ، ف، م" وزد.
(45)من البحار ونسخ "أ، ف، م".
(46) عنه تبصرة الولي ح 70، وفي العوالم: 15 الجزء 3 / 299 ح 2 مختصرا. وفي البحار: 52 / 17 ح 14 عنه وعن دلائل الامامة: 300 - 304 بإسناده عن الحسين بن محمد. وقطعة منه في مستدرك الوسائل: 16/ 89 ح 1 عن كتابنا هذا وعن بعض كتب قدماء الاصحاب.
وفي إثبات الهداة: 3/ 685 ح 96 عن كتابنا هذا ملخصا. وأخرجه في البحار: 94/ 78 ح 2 عن جمال الاسبوع: 494 -بإسناده إلى الشيخ الطوسي- وعن العتيق الغروي. وفي مدينة المعاجز: 608 ح 69 عن دلائل الامامة.



المصدر: خديجة بنت خويلد: أمّة جُمعت في امرأة، دراسة وتحقيق السيد نبيل الحسني، إصدار: قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينيّة المقدّسة، الطبعة الأولى، العراق، كربلاء المقدسة، 1432هـ- 2011م. ج3. 

التعليقات (0)

اترك تعليق