مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الاعتناء بجذع طفلك السرّي

الاعتناء بجذع طفلك السرّي

يحصل الجنين داخل الرحم على غذائه والأوكسجين الضروري عبر المشيمة الموصولة بالغشاء الداخلي لرحم الأم. تتصل المشيمة بالطفل عن طريق الحبل السرّي من خلال فتحة في معدة الطفل. بعد ولادة طفلك، يتمّ قطع الحبل السرّي وربطه بطريقة لا تسبّب الألم، ممّا يخلف الجذع السرّي الذي يتراوح طوله ما بين 2 و3 سنتيمترات. يقطع الحبل السرّي ويربط عقب الوضع مباشرة أو عندما يتوقف النبض في الحبل كجزء من المرحلة الثالثة الطبيعية من الولادة، فيمنح الدم الموجود في المشيمة وقتاً للانتقال إلى الطفل.

كم يبقى الجذع السري مع طفلي؟
ما بين خمسة إلى خمسة عشر يوماً بعد الولادة، بعدها يجفّ الجذع ويتحوّل إلى اللون الأسود ثم يسقط مخلفاً وراءه جرحاً صغيراً يستغرق أياماً قليلة حتى يندمل.

هل يتطلّب الجذع السري عناية خاصة؟
يجب أن يبقى جافاً ونظيفاً لتجنب الالتهاب. فقد تصل البكتيريا الضارة التي تعيش بشكل طبيعي في بشرتنا إلى الجذع السري مسبّبة الإصابة بالتهاب. يشيع تلوّث الجذع السري في البلاد النامية حيث يقل الاهتمام بالنظافة العامة، والذي قد يؤدي إلى الإصابة بعدوى التيتانوس أو الكزاز ويشكّل خطورة على حياة الأطفال حديثي الولادة.
قومي دائماً بغسل يديك جيداً قبل ملامسة جدع طفلك السري، كذلك قبل وبعد تغيير الحفاض وما إلى ذلك. تجنّبي تلوّث الجرح بالبول أو البراز وذلك عبر ثني الحفاض إلى أسفل كي تتركي الجذع معرضاً للهواء. إذا طاول الجذع بعض البول أو البراز، سارعي إلى غسله جيداً بالماء والصابون، أو بالماء وحده. من الأفضل استخدام صابون لطيف لغسل البراز، لأن نسبة الدهون العالية الموجودة في براز الأطفال تجعل الماء وحده غير كافٍ لإزالة الأوساخ.
فيما تنتظرين سقوط الجذع السرّي واندمال مكانه، تستطيعين إعطاء طفلك حماماً آمناً لو رغبت بذلك. يستمتع الكثير من الأهل بغسل مواليدهم، لكن حديث الولادة لا يحتاج في هذه المرحلة العمرية إلى الاستحمام اليومي كي يبقى نظيفاً ويكفي تنظيف الأوساخ الواضحة. من الأمور التي تثير قلقاً كبيراً في مسألة استحمام حديثي الولادة هو خسارة حرارة الجسم. لذلك، ينصح الخبراء بالانتظار حتى تستقر درجة حرارة المولود بعد الولادة وقبل إعطائه حماماً. يجب التروي ست ساعات على الأقل بعد الولادة أو أكثر إذا أمكن. تأكدي من أن الغرفة دافئة وقومي بتنشيف طفلك على الفور، ثم لفّيه جيداً لتخفيف خطر خسارة الحرارة.
بعد وقوع الجذع السرّي، تستغرق المنطقة بين سبعة وعشرة أيام كي تشفى تماماً. وبعد وقوع الجذع السرّي، من الطبيعي والمحتمل أن تشاهدي بعض الدم على الحفاض. في بعض الحالات، عندما يستغرق الجذع السرّي وقتاً طويلاً قبل أن يندمل، تظهر في الجرح بعض الكتل اللحمية الصغيرة (وهي نوع من الخلايا) سرعان ما تختفي ولا داعي للقلق.
في الماضي، كان ينظّف الجذع السرّي بواسطة المناديل المطهرة أو يرش ببودرة مطهرة. ربما يستمر استخدام المطهرات أو المضادات الحيوية في المجتمعات غير الصناعية، وتؤدي إصابات الجذع السرّي إلى العديد من الوفيات. أما في معظم البلاد الغربية، حيث ترتفع معايير النظافة العامة، لا حاجة لذلك. أثبتت الدراسات أن لا فرق بين التنظيف العادي للجرح والتنظيف بالمطهرات، إلا إذا كان الطفل خديجاً (مولوداً قبل الأوان) أو كان داخل العناية المركّزة. كما يقود استعمال المطهرات إلى إطالة مدة وقوع الجذع السري فيقلق الأمهات ويزيد عدد زياراتهن الطبيب.

ما هي مؤشرات الإصابة بالتهاب؟
استشيري طبيبك في الحالات التالية:
• 
إذا ارتفعت درجة حرارة طفلك، أو أصبح كسولاً، وخفّت شهيته أو بدا عليه التعب عامة.
 إذا تورّمت السرّة والمنطقة المحيطة بها أو أصبح لونها أحمر.
 إذا تورّم الجذع السرّي وصارت رائحته كريهة.
من الطبيعي أن يبدو الجذع السرّي "مخاطياً" قليلاً، أو كأن هناك صديداً في الجزء السفلي، وذلك أثناء مرحلة جفافه وشفائه، لكن هذا لا يعني أنه ملتهب أو به عدوى. اسألي طبيبك أن يتفحصه لو كنت قلقة من مظهره أو رائحته.


المصدر: بيبي سنتر آرابيا.

التعليقات (0)

اترك تعليق