مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الزيارات المنتظمة لطبيب الأطفال

الزيارات المنتظمة لطبيب الأطفال: ما هي الحالات التي تستدعي استشارة طبيب الأطفال؟

هذه الزيارات ضرورية جدا من أجل مراقبة الطفل بشكل عام، وللتأكّد من خلوه من الأمراض الخلقية أو الوراثية التي تحتاج إلى معالجة فورية، وكذلك لمراقبة سلامة أجهزة جسمه وصحته العامة. ومن أهم أهداف زيارة طبيب الأطفال بشكل منتظم أثناء طفولة وتطور أبنائنا أن يتم التأكد من سلامة نموهم وتطورّهم، وليتم تحصينهم (تلقيحهم) ضد الأمراض المختلفة كالخناق (الدفتريا) والكزاز والسعال الديكي وشلل الأطفال وغيرها من أمراض الأطفال.
يتم الكشف الأول على الطفل بعد ولادته مباشرة لنتأكّد من سلامته وخلوّه من العاهات والأمراض الظاهرة والباطنة. ندوّن طول الطفل ووزنه ومحيط رأسه وصدره لنقارن هذه المقاييس من حين لآخر، لكي نتأكّد من سلامة نموه.
تكون الزيارات شهرية في السنة الأولى من عمر الطفل، ثم تصبح مرة كل ثلاثة أشهر في السنة الثانية ومرة كل ستة أشهر في السنة الثالثة.
يُفضّل أن يكون الطبيب أخصائيا بأمراض الأطفال، فإن تعذّر ذلك يمكن لطبيب العائلة أن يقوم بالإشراف على نمو الطفل ورعايته وتحصينه ضد الأمراض المختلفة.
يجب أن يتوفّر الانسجام والتفاهم والثقة بين الآباء والطبيب. على الآباء أن يُراجعوا الطبيب، ويستشيروه في كل صغيرة وكبيرة تطرأ على طفلهم دون حرج ولا وجل وإن بدت أسئلتهم سخيفة. وليعلموا أنّ من واجب الطبيب أن يُجيب على كل سؤال (ضمن نطاق عمله)، وأنّه سيكون سعيدا باهتمامهم بطفلهم، وأنّه لن يتوانى عن تقديم العون والنصح.
إذا لاحظت أنّ الطبيب لم يستطع كشف مرض طفلك أو لم يتمكن من معالجته رغم تكرار زيارتك له، فلا تترددي في استشارة من هو أكثر منه علما ومعرفة، لأن كل طبيب مهما بلغ من النجاح لن يستطيع أن يلمّ بالعلم كله، ولا أن يُرضي جميع مرضاه.

ما هي الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب؟
١- إذا ظهر على طفلك توعّك عام، أو اختلاف في مظهره، كالشحوب والتعب أو الإنهاك والفتور الغير طبيعي، وكذلك سرعة غضبه وانفعاله، والقلق والأرق، وغير ذلك من الأعراض غير النوعية التي تُثير الشكّ.
٢- عند ارتفاع حرارة الطفل إلى ٣٨مْ أو ما فوق ذلك. يدلُّ الترفعُّ الحروري على وجود إنتان (التهاب) في ناحية من الجسم كاللوزتين والأذن الوسطى والرئتين وغير ذلك.
٣- الإصابة بالزكام والكريب والتهاب الطرق التنفسية عندما تكون الإصابة شديدة أو متوسطة الشدة، لأنّ المجاري التنفسية عند الطفل ضيقة بطبيعتها، وسرعان ما تنسدّ بفعل الإحتقان وتجمّع المفرزات، مما يجعل تنفس الطفل عسيرا خاصة أثناء الليل. فإذا كان الطفل في أشهره الأولى من العمر فإنه لن يتمكن من التنفّس عن طريق الفم عندما ينسد مجرى التنفس الأنفي، لأنّه أصغر من أن يُحسن التصرف، مما قد يؤدي إلى اختناقه. هذه الحالات المفجعة ليست نادرة!.
٤- وجود الزلّة التنفسية (صعوبة وسرعة التنفس - اللهتة)، بحّة الصوت أو اختفاءه. هذه الحالة تستدعي الذهاب الفوري إلى الطبيب، لأن الطفل قد يكون مصابا بالدفتريا (الخناق)، أو بإنتان حاد في الحنجرة والقصبات، أو وذمة حادة في حبال الصوت، والتي قد تكون تحسسية المنشأ Angioneuretic Edema أو غير ذلك من الأسباب الأخرى التي تتطلب معالجة فورية إسعافية.
٥- وجود آلام حادة في البطن أو الأذن أو الظهر أو الرأس.
٦- فقدان الشهية نحو الطعام، خاصة إذا استمر ذلك بضعة أيام وكان مترافقا بأعراض مرضية أخرى كالشحوب والهمود والإنهاك.
٧- التقيؤ المتكرّر.
٨- الإسهال، يجب أن تسارعي إلى معالجة الإسهال والإقياء قبل أن يفقد الطفل الكثير من سوائل جسمه ويختل نظام الشوارد في دمه الذي قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى قد تصبح وخيمة.
٩- وجود دم مع البراز أو القيء.
١٠- التهابات العين.
١١- الإصابات الرضيّة على الرأس سواء استعاد الطفل وعيه فورا بعد الإصابة أو استغرق ذلك وقتا من الزمن مهما كان قصيرا.
١٢- تورُّم يافوخ الرأس، الذي يشير إلى وجود مرض في الدماغ أو السحايا.
١٣- رضوض وإصابات الأطراف إذا ترافقت بألم شديد وعجز الطفل عن تحريكها. يدلّ هذا على وجود كسر في هذه الأطراف.
١٤- الحروق ذات المساحة الواسعة. كل حرق تزيد مساحته عن ٨٪ من سطح جسم الطفل يحتاج إلى عناية خاصة في المستشفى. ترتفع هذه النسبة عند البالغين إلى ٣٠٪ من سطح الجسم.
١٥- التسممّات مهما كان نوعها وسببها.
١٦- الجروح.
١٧- الرعاف (النزف الأنفي)، ليُصار إلى استقصاء سببه ومعالجته.
١٨- الطفح الجلدي، لتحديد نوعه وسببه.


المصدر: الطفل المثالي (تربيته وتنشئته ونموه والعناية به في الصحة والمرض)، د. محمد نبيل النشواتي. دار القلم، دمشق. ط٢، ١٤٣١ﮬ - ٢٠١٠م.

التعليقات (0)

اترك تعليق