زواج "الشات" والرسائل الإلكترونية
ظهرت في الآونة الأخيرة، ومع تطور وسائل الإعلام السمعيّة والبصريّة والإلكترونيّة، وتوسع شبكات الأنترنيت والإتصال السريع، طرق جديدة لاختيار الزوج أو اختيار الزوجة، غير خاضعة لمشاورة الأهل، وإذن ولي الأمر وذلك عن طريق الأنترنيت والمراسلات الإلكترونية وللأسف الشديد أن يلجأ شباب اليوم إلى هذه الأساليب غير المعهودة وغير المرسومة لاختيار شريك حياتهم ويتركون وراء ظهورهم كل الإحتياطات والشروط التي وضعها الإسلام، وأقرّتها الدراسات والعلوم النفسيّة الحديثة في اختيار الزوج المناسب، وبناء العلاقة الزوجيّة السعيدة والقائمة على الأسس الأخلاقيّة والإنسانيّة الصحيحة.
ولا أدري كيف تقع فتاة الحضارة الحديثة والتي تدّعي الوعي والتقدّم فريسة لمثل هذه الأساليب الماكرة التي ينصبها أصحاب القلوب المريضة لاصطياد السُذّج من الشابات، أو تلك العبارات الغراميّة المعسولة التي يبتدعها شياطين الانس لخداع العُذارى من فتياتنا الغافلات. وكيف تثق هذه الفتاة برجل لم تره عيناها ولم تتعرف على صفاته وذويه عن قرب، وكل ما تعرفه عنه ما ذكره لها من مواصفات عبر المراسلة في الأنترنيت، وليس لها دليل على صحة المعلومات التي أوردها لها سوى أنّها مُنمّقة بإطارات الحب والغرام التي تستهوي الفتاة وتجذبها.
فهل يُكتب لمثل هذه العلاقة القائمة على الأوهام والخيلات، النجاح والبقاء؟ وهل ستثمر عن نتائج إيجابيّة تؤدي إلى زواج ناجح وسعيد؟
إنّنا سوف لن نتسرع في الحكم على مثل هذه الأسئلة، وإنّما نُوكل الأمر إلى أصحاب التجارب الذين راحوا ضحايا هذه الأكاذيب والألاعيب، وتبدّدت معها كل أحلامهم المخمليّة التي نسجوها في أذهانهم، وأُصيبوا جراءها بصدمة نفسيّة أودت بكل أمانيهم لمستقبل حياتهم وسعادتهم.
أليس الأسلوب الأمثل الذي طرحه الدين في خطبة المرأة، والذي يُقرّه العقل والشرع والعرف أفضل من هذه الطرق المُستهجنة، التي لا تعرف فيها حقيقة الشخص الخاطب وذويه إلا بعد فوات الأوان، ولماذا تستبدل فتياتنا الطريقة المُثلى التي أراد بها الإسلام اعزاز المرأة وتكريم شخصيتها، وتكريم ذويها بتلك الوسائل الغريبة التي تجري فيها الخطبة دون ظهور الخاطب على أرض الواقع ودون أيّة معرفة سابقة به وبالعائلة التي انحدر منها والأصالة التي ينتمي إليها، أليس في ذلك علامة سؤال للفتاة الواعيّة، حتى تُطيل النظر في الأمر وتكتشف الخديعة التي أرادوا لها الوقوع فيها.
المصدر: مجلة الطاهرة، أيار /حزيران2011.
اترك تعليق