مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

من وصية الشهيد محمد حسين العنّان إلى والدته

من وصية الشهيد محمد حسين العنّان إلى والدته: إلى البلسم النّاعم، إلى شذى عمري..

بسم الله الرّحمن الرّحيم


مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ  وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.
السّلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك؛ عليك مني سلام الله أبدًا ما بقيت وبقي الّليل والنّهار؛ ولا جعله الله آخر العهد منّي لزيارتكم... السّلام على الحسين، وعلى عليّ بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعل الحوراء زينب، وعلى أبي الفضل العبّاس مقطوع اليدين؛ السّلام عليك يا مولاتي يا زهراء وعلى ضلعك المكسور ورحمة الله وبركاته.
إلى البلسم النّاعم، إلى شذى عمري، إليك يا من وقفت معي في محني، يا من شاركتني أفراحي وأحزاني، إلى من سهرت الّليالي على راحتي، إلى الشّمعة الّتي أذابت نفسها من أجلي، يا من كانت ملجأ يأويني منتديات البرد والحرّ... إليك يا أمّاه هذه الكلمات..
أمّاه أعلم أنك تعانين آلام الفراق، وأنين الحنين لرؤيتي، لضمّي إلى صدرك الحنون، لتسمعيني نبضات قلبك الكبير والصّابر...
عزيزتي.. كم اشتقت لك، كم اشتقت إلى ابتسامتك الطّاهرة، إلى ملمسك النّاعم، اشتقت للنّظر في عينيك البرّاقتين.
أمّاه أيّها الينبوع النابض بالحنان... من لحمك أطعمتني.. ومن قلبك نلت عرقك كسوة لجسدي. يا من توسّدت حجرها النّاعم.. يا من ربتني على الإيمان، وغذّت روحي بالفضائل الحسنة، وعلّمتني دروس الصّبر والجهاد رجائي منك هو الصّبر... فما بعد الصّبر إلّا الفرج... فلا تحزني، ﻷنّي لن أستطيع إيفاء حقّك عليّ؛ بل افتخري؛ فأنت الأمّ الّتي قدّمت ابنها قربانًا لله دفاعًا عن حرم رسول الله، وعن سيدتي ومولاتي زينب؛ فأبيت أن يقف أبو عبد الله مرّة ثانية، وينادي هل من ناصر ينصرنا؟؟ وما من مجيب... فاليوم نحن أنصاره وأعوانه والمستشهدون بين يديه دفاعًا عن شرفنا.
وعندما يأتيك خبر شهادتي فلا تحزني، ولا تقيمي لي العزاء؛ بل أقيمي لي عرسًا للعزّة والكرامة والإباء..
أمّاه، كما كنت ستبقين أجمل الأمّهات... يا ملجأ لم أر فيه إلّا الحبّ والطّاعة وآلامًا من صفات الحنوّ والحنين.. والسّلام كلّ السّلام لك يا من كنت دواء لقلبي المجروح.
إبنك محمد حسين
8/6/2013
رسالة الشهيد محمد حسين العنّان إلى أمّه وجدت بعد شهادته مخبّأة بين أغراضه.


المصدر: إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق