مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أم كلثوم بنت سفير الإمام المهدي(عج)

رواية عن أم كلثوم بنت سفير الإمام المهدي(عج) أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهم

الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن علي بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدثني جماعة من بني نوبخت منهم أبو الحسن بن كثير النوبختي وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهم أنه حمل إلى أبي جعفر رضي الله عنه في وقت من الأوقات ما ينفذه إلى صاحب الأمر عليه السلام من قم ونواحيها فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ادفع إليه وودعه وجاء لينصرف قال له أبو جعفر: قد بقي شيء مما استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبق شيء يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته فقال له أبو جعفر: بلى قد بقي شيء فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك فمضى الرجل فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره من كان في جملته ورجع إلى أبي جعفر فقال له: لم يبق شيء في يدي مما سلم إلي إلا وقد حملت إلى حضرتك فقال أبو جعفر: فإنه يقال لك: الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل : أي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما فمضى الرجل فلم يبق شيء كان معه إلا فتشه وحله وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر.
فرجع إلى أبي جعفر ره فأخبره فقال له أبو جعفر: يقال لك امض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهما في جانبه فتحير الرجل مما أخبر به أبو جعفر ومضى لوجهه إلى الموضع ففتق العدل الذي قال له افتقه فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء بهما إلى أبي جعفر فسلمهما إليه وقال له لقد أنسيتهما لأني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل، ليكون ذلك أحفظ لهما.
وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبو جعفر من عجيب الأمر الذي لا يقف عليه إلا نبي أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما أنفذ على يده كما ينفذ التجار إلى أصحابهم على يد من يثقون به ولا كان معه تذكرة سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب لأن الأمر كان حادا في زمان المعتضد والسيف يقطر دما كما يقال وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشأن وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لا يقف من يحمله على خبره ولا حاله وإنما يقال امض إلى موضع كذا وكذا فسلم ما معك من غير أن يشعر بشيء ولا يدفع إليه كتاب لئلا يوقف على ما يحمله منه.


 


المصدر: 
بحار الأنوار ص ٣١٦ ج ٥١ باب ١٥.

التعليقات (0)

اترك تعليق