مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الرضاعة الطبيعية.. جسر أمان ضد الأمراض والاضطرابات

الرضاعة الطبيعية.. جسر أمان ضد الأمراض والاضطرابات

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)
صدق الله العلي العظيم
إن الحديث عن الرضاعة الطبيعية وفوائدها للطفل وللام كثيرة لأنها تعتبر جسر أمان وخط الدفاع الأول ضد الأمراض النفسية وضد اضطرابات الشخصية المختلفة التي تحدث للطفل وللأم أيضا فهي تقوم بدور حيوي وهام في الوقاية وكذلك لها دور كبير في توثيق العلاقة بين الطفل والأم فتجعلها علاقة قوية ومتماسكة وهذا يساعد الطفل على الشعور بالراحة النفسية والسعادة وهذا أيضا يؤثر بدوره في نمو جسمه نمو طبيعي ومتوازن فلابد من الرضاعة الطبيعية التي لا تقل عن حولين كاملين كما ذكر في كتاب الله المجيد. 
حيث إن الرضاعة الطبيعية لا تكلف شيئاً وهي مأمونة لكنها تحتاج إلى الصبر والجهد من قبل الأم فهي تساهم في النمو السليم للطفل وهي وقاية للطفل من النزلات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي والجهاز البولي والتهابات الأذن ومرض السكري وبعض لأورام السرطانية. 
ولذلك فإن الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية يكون أقل عرضة للموت الفجائي الذي يصيب الأطفال وهم نيام في المهد. فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ووفر له سبيل العيش. فالطفل في رحم أمه يأخذ ما يحتاجه من غذاء عن طريق المشيمة والحبل السري (وإن كان قليلاً لدى الأم مثل الحديد) وبعد الولادة يوفر حليب الأم ما يحتاجه رضيعها في كل مرحلة من مراحل حياته فالرضاعة الطبيعية هي الحصن والأمان لسلامة فلذة أكبادكم وإن حليب الأم هبة من الله عز وجل.

لبن الأم، فوائد مزدوجة:
للطفل وللأم على حد سواء.... فبالنسبة للأم له فوائد عديدة منها:
1- يساعد على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
2- يحمي الأم ويقلل من احتمال الإصابة بالأمراض الخطيرة ومنها سرطان الثدي وعنق الرحم.
3- يساعد الأم على استعادة نشاطها ورشاقتها بسرعة.
4- يحافظ على وزنها أثناء الرضاعة.
5- يساعد الأم على التحكم بتأخير وتنظيم الحمل من خلال الرضاعة السليمة.
6- تنمي الإلفة بين الأم وطفلها.
أما بالنسبة للطفل فله فوائد عديدة منها:
1- يحمي الطفل من أمراض كثيرة ويقوي مناعته ويزيد من مقاومته للأمراض وخصوصاً الإسهالات والنتانات.
2- يجعل الطفل يشعر بالدفء ويقوي رابطة الحنان بين الأم والطفل.
3- يساعد الطفل على النمو السليم حيث يوفر له غذاء متكامل ومتناسب مع عمره.
4- يحتوي حليب الأم على كمية من الماء تغني عن ماء الشرب للطفل.
5- يحتوي على المواد الغذائية لنمو الطفل وغني بالفيتامينات وخصوصاً فيتامين ((D)) الذي يذوب بالماء ما يساعد على امتصاصه والاستغناء عن الفيتامين المضاف.
6- ذو درجة حرارة مثالية ومناسبة للطفل ولا يسبب له الحساسية.
7- يحتوي على عناصر المناعة الضرورية لحماية طفلك من كثير من الأمراض وخاصة في شهوره الأولى.

إرشادات للأم المرضع:
أرضعي طفلك بعد الولادة مباشرة كلما أراد ذلك بصورة متكررة ليلاً نهاراً دون فصل بين الرضعات لفترات طويلة وهذا سوف يزيد من إدرار الحليب بمجرد مص الطفل الحليب ويزيد هذا أيضا إدرار الحليب بزيادة رضعات الطفل وكذلك فإن الغذاء المتوازن ضروري جداً للأم المرضع ولطفلها ويجب على الأم تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والحديد والكالسيوم والفيتامينات وتتوفر هذه العناصر في الحليب ومشتقاته والخضار والبقول والفواكه واللحوم والبيض والأسماك والسوائل الأخرى ومن الضروري أن تعلم الأم المرضع أن الطفل لا يحتاج إلى إضافة أي شيء إلى الحليب خلال الأشهر الأربعة الأولى من عمره.

الرضاعة الطبيعية تقلل من ضغط الدم:
إن قلوب الأطفال الذين يرضعون أثداء أمهاتهم أكثر صحة وعافية من قلوب الأطفال الذين يرضعون القناني البلاستيكية وهذا ما بينته دراسة علمية جديدة أظهرت أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لديهم مستويات ضغط الدم اقل من تلك التي للأطفال القناني. وإن انخفاض مستوى ضغط الدم نسبياً يؤدي إلى أن يعمل القلب بارتياح ودون تعب أو إجهاد. 
إن رعاية الطفل بالتغذية الجيدة تبدأ من الأيام الأولى من عمره أي وهو جنين في الرحم مروراً بالسنتين الأوليتين من عمره ثم فترة الشباب وهو ما يدعو إليه الأطباء والعلماء من أهل الاختصاص تبعاً لما أفرزته أبحاثهم وتجاربهم العلمية فالأطفال الذين تمتعوا بالرضاعة الطبيعية هم اقل عرضة للصدمات الدماغية وأقل إصابة بأمراض القلب وأقل عرضة للسمنة ومشاكلها ويبدو أن التغذية المتنوعة الكاملة في السنوات الأولى من العمل تجعل الأعضاء الداخلية متناغمة في عملها الفسيولوجي مما يقلل من الاضطرابات اللاحقة في الكبر.
ويفسر الباحثون أن انخفاض ضغط الدم لدى الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم عائد إلى قلة الملح في حليب الأم ووجود أحماض دهنية من نوع (عديدة عدم التشبع طويل السلسلة الكربونية)) في حليب الأم وهذا النوع من الأحماض الدهنية له دور في تطور الأوعية الدموية وغيرها في جسم الرضيع إلا أن هذا النوع من الأحماض الدهنية غير متوفر في حليب القناني. كما أن الرضاع من القنينة يصاحبه زيادة في التغذية المؤدية للسمنة النسبية والتي ترفع الضغط وتزيد من مقاومة الأنسولين. مما يساعد على ظهور داء السكري لاحقاً في الكبر.

متى تعطي الأم طفلها طعاماً غير الحليب:
لابد من التأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية وأهمية الحليب لما يحتويه من فوائد لكل الأعمار لذلك يؤكد الأخصائيون على أهمية استمرار إعطاء الأطفال كمية كافية من حليب الأم. وعادة تبدأ الأم بإعطاء طفلها الأكل في السنة الأولى وتعطيه ما يلي:
1- عصير البرتقال الطبيعي في سن الأربعة أشهر
2- الحبوب من أرز الشوفان في سن خمسة أشهر.
3- الخضار والفواكه المسلوقة في سن ستة أشهر.
4- البيض لا ينصح بإعطائه للطفل قبل عمر التسعة أشهر.
ولكن يجب على الأم أن تعلم أن طفلها لم يتعود على هذه الأغذية. وان معدته صغيرة. فعليها اتباع الآتي:
1- جعل الأغذية سائلة. ثم زيادة كثافتها بالتدريج.
2- إعطاء الطفل كمية صغيرة ثم زيادتها بالتدريج.
3- إطعام الطفل نوع واحد في كل مرة. إدخال نوع آخر بعد عدة أسابيع.
4- لا يضاف السكر أو الملح أو البهارات إلى غذاء الطفل.

الرضاعة في الليل:
إن كانت الأم المرضعة ترضع طفلها في الليل فيجب أن تحرص على أن يرضع الطفل كل الحليب قبل منتصف الليل. أو أن تقوم بشفط الحليب ووضعه بالفريزر. لأن إفراز هرمون البرولاكتين في الليل يعتمد على كمية الحليب الموجودة في الأم. أما إذا نامت الأم وكان الثديان ملآنين بالحليب فان ذلك يقلل من إفراز هرمون البرولاكتين وبالتالي سينقطع إدرار الحليب مبكراً. 
وهناك من المرضعات من يرضعن أطفالهن جزءاً من حليبهن وإبقاء جزء آخر للرضاعة المقبلة أي كأنها تقنن الصرف في الحليب حتى لا ينتهي ولكنها لا تعلم انها بهذه الطريقة تؤدي إلى إيقاف إدرار الحليب مبكراً.

الرضاعة على الأم وتوابعها على الأب:
لا شك أن كثيراً من الآباء يشعرون مع زوجاتهم في السراء والضراء وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ولكن من المفيد أحيانا أن تذكر أن الأب عليه أن يشارك الأم أعباء فترة رضاعة الطفل إذ إن رضاعة الطفل لا تمثل إلا جزءاً من احتياجات المولود الجديد اليومية في هذه الفترة وهناك توابع تحتاج إلى من يؤديها حتى تتوازن المهمات في عش الزوجية فالمولود الجديد يحتاج إلى جانب الرضاعة إلى رعاية خاصة وحساسة في هذه الفترة.
وفي الوقت الذي تكون فيه الأم قد خرجت من معركة مع الولادة منهكة القوى فإذا بها تجابه المساومة عليها ومنها ما هو خاص بزوجها وبيتها. الأمر الذي قد يؤدي إلى الشعور بالإحباط أمام كل هذه الواجبات وقد يؤدي إلى إرباك نمط الحياة اليومية مما يثقل على الأم بتراكمها.
وقد يؤدي إلى إحساسها بالقلق أو شعورها بالكآبة وشعورها بعدم استطاعتها على القيام بكل هذه الواجبات.
وهنا يأتي دور الزوج المخلص لزوجته من التراكمات المنزلية والنفسية. فالزوج يستطيع المشاركة في القيام بأعباء كثيرة في هذه الفترة الصعبة.
إن مساعدة الزوج لزوجته يجعلها تحترمه كثيراً وتخلص له كثيراً. وتقوي رابطة المحبة بينهما فيشعر المولود الجديد بالدفء ويشعر بأن الحب يحيط به من كل جانب.



المصدر: موقع السبطين.
زينب الشمري

التعليقات (0)

اترك تعليق