مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

جرائم صهيونية بحق النساء والأطفال والشيوخ(1)

جرائم صهيونية بحق النساء والأطفال والشيوخ(1)

2 أيار/ مايو 2002: دبابات الاحتلال قتلت الرضيعة هدى وهي نائمة
كانت الطفلة هدى شلوف ذات العامين تغط في نوم عميق عندما اخترقت منزلها قبيل منتصف الليل قذيفة دبابة "إسرائيلية" لتمزق جسمها الصغير، الغض الذي أصابته شظايا كثيرة عجز الأطباء في مستشفى مدينة رفح عن علاجها وإنقاذها من الموت المحتم الذي أصاب طفولتها.
وتسببت قذيفة الدبابة "الإسرائيلية" في إصابة ثلاثة آخرين من أفراد الأسرة التي كانت قد أوت إلى النوم في منزلها القريب من معبر رفح البري شرق المدينة والقريب من الحدود مع مصر والذي تحول إلى خراب.
وتصف مسعودة شلوف (24 عاما) والدة هدى ما حصل مع عائلتها قائلة "كان معظم أفراد الأسرة يغطون في نوم عميق حين دمر منزلنا انفجار قذيفة دبابة "إسرائيلية".. سمعت إنفجارا قويا وغبت بعده عن الوعي وعندما أفقت في المستشفى عرفت أن هدى استشهدت وأصيب ثلاثة آخرون من عائلتي".
وتعكس مأساة عائلة شلوف حال المئات من الأسر الفلسطينية التي تسكن قرب المناطق الساخنة في المدن الفلسطينية القريبة من المستوطنات وعلى حدود التماس مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي".
وأدت سياسة إطلاق النار والقصف التي تقوم بها قوات الاحتلال بشكل منهجي في كثير من المناطق إلى استشهاد أعداد كبيرة من المواطنين وهدم العشرات من المنازل وتضرر المئات الأخرى. ففي مدينة رفح وقرب الحدود التي تفصلها عن مصر استشهد منذ بداية الانتفاضة نحو 95 فلسطينيا في تلك المنطقة التي تكاد تشهد بشكل يومي عمليات إطلاق نار من قبل الدبابات والمواقع "الإسرائيلية" التي تحيط بالمدينة من الجهات الشمالية والغريبة والجنوبية.
ولا يتردد الكثير من سكان مدينة رفح الذين اختاروا الصمود قرب الحدود والمناطق الساخنة عن التعبير عن قلقهم من أن يفيقوا ذات صباح ويجدوا أنفسهم تحت الاحتلال أو أن بيوتهم قد هدمت فوق رؤوسهم أو استشهد أحد من أحبائهم.
وسقط في المدينة منذ بداية الانتفاضة وحسب الإحصائيات 139 شهيدا كان الكثير منهم أطفال.

18 نيسان/ أبريل 1996- عدوان نيسان: مجزرة قانا، مجزرة النبطية الفوقا، الجريمة الصهيونية في وجهها الحقيقي
اليوم الثامن من عدوان نيسان: الخميس 18/4/96
هذا اليوم سيبقى تاريخه عالقا في أذهان البشرية لأنه شهد أبشع المجازر التي ترتكب في العصر الحديث، ويستحق تسميته بالفعل بيوم المجازر الأسود، وبدأ حوالي السابعة صباحا حيث شنّت الطائرات الصهيونية ثماني غارات على مبنى في النبطية الفوقا في حي غندور، وأطلقت باتجاهه عدة صواريخ ارتجاجية حيث كانت تلتجىء فيه عائلة حسن العابد فانهارت طبقات المبنى الثلاث على رؤوس أفراد العائلة الذين كانوا نياما فاختلطت أشلاؤهم بركام المبنى واستشهد كل من الطفلة الرضيع "نور" التي لم تكمل اليوم الثالث من عمرها الذي كان قصيرا جدا، الأم فوزية خواجا وأبنائها لولو (15 عاما) محمد (14 عاما) علي (12 عاما) هدى (10 أعوام) فدى (6 أعوام) مرتضى (4 أعوام) كما استشهد يحيى إبراهيم بصل، ونجا إبراهيم العابد بأعجوبة بعد أن ظل رأسه محشورا بين حجرين كبيرين لفترة غير قصيرة، كما أصيبت شقيقته نجود بجراح بليغة. ولم يبق من العائلة سوى الوالد حسن العابد الذي كان خارج المنزل متوجها إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، ولكنه عاد بعدما علم بما جرى لعائلته في عناقيد الغضب الصهيونية.
مجزرة قانا
ولم يكن رجال الإنقاذ قد أنهوا عملية نقل الشهداء والجرحى وإنقاذ من كان تحت ركام المنزل في النبطية الفوقا، حتى ارتكب العدو الصهيوني مجزرة العصر في قانا وتحت حماية الأمم المتحدة. الساعة الثانية والدقيقة العاشرة من بعد ظهر الثامن عشر من نيسان/ أبريل عام ستة وتسعين، أطلقت مرابض المدفعية الصهيونية الثقيلة سبع عشرة قذيفة على موقع للقوات الفيجية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية في بلدة قانا.
أصاب القصف المتعمد ثلاثة عنابر في الموقع الذي كان قد لجأ إليه أكثر من خمسمائة شخص من أبناء البلدة والمحيط. وكانت المذبحة.
اختلطت الأشلاء ببعضها، احترقت أجساد، مما حال دون التعرف عليها. من بين الشهداء الذين بلغ عددهم أكثر من مائة سبع عائلات بأكملها. من آل بلحص من بلدة صديقين سقط سبعة وعشرون شهيداً، عشرة شهداء كانوا من آل البرجي في قانا، ثمانية من آل خليل في جبال البطم، تسعة من آل ديب في رشكناناي، ثمانية من آل جعفر من صديقين وواحد وعشرون شخصاً من عائلة اسماعيل.
وبقي شهداء لم يتم التعرف عليهم بسبب التشوهات التي أصابت جثثهم.

إنها الجريمة الفظيعة. إنها... المجزرة.
مريم برجي: جريحة فقدت كل عائلتها تقول: "فجأة بدأوا بالقصف علينا والأطفال ارتمت في الأرض، وبدأوا الصراخ، كنت بجانب أمي وأبي كان يهم بالدخول، قالت لي أمي أعطني البطانية. عندما ناولتها إياها غطت أخي بقربها وأبي دخل فقال لي هل أنت متوجعة أأنزلك لتحت الأرض فقلت له لا، فأصابت شظية رجلي، رأى الدم ينزف، فعاد مجدداً يدعوني للنزول لتحت الأرض، فقلت له لا ابق هنا، أغمضت عيني فشعرت بنار تلفنا والقذائف تنهمر كالشتاء والشظايا، ولم نعد نسمع صراخ الأطفال، فقط ما نسمعه طرطقة الخشب وصوت الحريق. رأيت أبي يمشي ليخرج، قلت له لا تخرج، فنظر إلي ومشى. أبي مات في المجزرة قسم جزأين، أصابته شظية انشطارية، قصفوا قذائف انشطارية ومسمارية أيضاً. جدي أصيب بشظايا مسمارية، ومات مع أنها محرّمة واستعملوها في المجزرة
أحمد علي ديب -استشهدت زوجته وأولاده الأربعة- يقول: "قانا كانت أكبر شاهد على وحشية "إسرائيل" وعلى المجازر التي كانت تقوم بها وعلى الحديث الذي كنا نسمعه عن الصهاينة، قانا التي ضرب فيها الطفل والشيخ وحقوق الإنسان وقوات الطوارئ، قوات الأمم المتحدة، لم يبق في قانا شيء إلا ضرب. صرنا نفتش عن أولادنا، وكل إنسان له أحد يفتش عنهم في المستشفيات، عرفت أن لي ثلاثة أولاد استشهدوا، ولم يبق منهم أحد، وأن لي ولداً في مستشفى غسان حمود، ذهبت إليه فوجدته، أجروا له عملية وخرج، عندما رآني تبسم قليلاً وصار يقول لي أريد أمي أريد عمتي، وقال أيضاً إنه يريد زجاجة سفن آب، لأنه عندما كانت بطنه توجعه في البيت، فوراً نأتي له بسفن آب (يغص) وقد استشهد".
الطفل علي حمادي -شاهد عيان- يقول: "هناك غرفة، يمكن الدم فيها للركب، دخلت لأفتش عن أهلي، وصرت أقلّب واحداً تلو الآخر، رأيت شيئاً مرعباً، هذا رأسه طاير، وآخر يده ليست بمكانها".
جندي فيجي -كان حاضراً حين حصول المجزرة- قال: "عادة قبل أي قصف إسرائيلي يأتينا تحذير بواسطة مركز قيادة الطوارئ، ولكن بالنسبة لهذه الحادثة الخاصة، لم يرسل لنا أي إنذار، في هذا اليوم لم يكن هناك أي إنذار".


... تابع

تحرير موقع ممهدات


المصدر: موقع المقاومة الإسلاميّة

التعليقات (0)

اترك تعليق