من مرثيات نساء أهل البيت (عليهم السلام) بحق الامام الحسين (عليه السلام): سكينة والرباب وفاطمة الصغرى (ع)
قالت السيدة سكينة ترثي أباها الحسين(ع)1:
لا تَعْذُليه فهُم من قَاطعٌ طـُرُقَهْ فعيّـنه بدموعٍ ذُرّفٍ غَدقَـهْ
إنّ الحسين غداة الطّفّ يَرْشُـقُهُ رَيْبُ المنون فما أن يخطئ الحَدَقَةْ
بكفّ شـرّ عبـاد الله كُلّـهمُ نَسْلِ البغايا وجيش المُرّق الفسقة
يا أمّة السوء هاتوا ما احْتجاجُكُمُ غداً وجلُّكُم بالسّـيف قد صَفَقَة
الويـل حلّ بكم إلا بمن لحـقه صَيّرتُمُوهُ لأرماح العدا دَرَقَه
يا عينُ فاحتفلي طول الحياة دماً لا تبك وُلْداً ولا أهلاً ولا رفقه
لكن على ابن رسول الله فانسكبي قيْحاً ودمعاً [و]على إثريّهما العَلَقَة2
هذا وقد كانت والدة سكينة، الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الشاعر، شاعرة3، ومما قالته ترثي زوجها الحسين (عليه السلام)، [حين أخذت الرأس الشريف في حجرها وقبلته]:
وا حُسـيناً فلا نسيت حُسـينا أقصَدَتْهُ أَسِنّةُ الأعداء
غـادروه بكربـلاء صـريعاً لا سقى الله جانِبيْ كربلاء4
ومما قالته الرباب أيضاً:
إنّ الذي كان نوراً يُستضاءُ به بكربلاء قتيلٌ غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالحةً عنّا وجُنِّبْتَ خُسران الموازينِ
قد كُنت لي جبلاً صعباً ألوذ به وكنت تصحبُنا بالرُّحم والدِّين5
من لليتامى ومن للسائلين بهم يُغْني ويُؤوي إليه كلَّ مسكين6
والله لا أبتغي صهراً بصهركم حتى أُغيّب بين الرّمل والطّين7
[وأحب الحسين سلام الله عليه زوجته الرباب وابنته سكينة حبّاً شديداً، وكان مما قاله فيها وفي ابنته سكينة:
لعمرك أنّي لأحــــــــبُ داراً تحلُّ بها سكينةُ والربابُ
أحبُّهما وأبذلُ جلّ مالــــــــي وليس للائمي فيها عتابُ
ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً حياتي أو يعليني الترابُ]*
مرثية فاطمة الصغرى بنت الحسين(ع)9
نعب الغراب فقلت من تنعاه، ويلك يا غراب
قال: الإمام، فقلت: من قال: الموّفق للصّواب
قلت: الحسين؟ قال لي حقاً: لقد سكن التراب
إن الحسـين بكـربلا بين الأسنّة والضِّراب
فابك الحسـين بعبـرة تُرضي الإله مع الثواب
ثمّ اسـتقلّ به الجنـا ح فلم يطق ردُّ الجواب
فبكيـت مما حـلّ بي بعد الوصي المُستجاب10
الهوامش:
1. الزركلي. الأعلام. ج1. ص106.
2. ابن إسحاق، عبد الرحمان الزجاج، الأمالي. ص111. 1324هـ.
3. الأمين، محسن. أعيان الشيعة. ج6. ص449، ومهنا، عبد الله، معجم الشاعرات في الجاهلية والإسلام. ص93. دار الكتب العلمية. بيروت-لبنان. والزركلي في أعلامه. ج3. ص13.
4. ابن الجوزي. تذكرة الخواص. ص233. مؤسسة آل البيت. بيروت. د. ت.
5. الحكيمي. أعيان النساء. ص135.
6. م. ن. ص135.
7. م. ن. ص135.
8. ابن عساكر. تاريخ مدينة دمشق. ص156.
9. ابن عساكر: تاريخ دمشق، ص286. وفاطمة الصغرى عند الطبرسي في احتجاجه. ج2. ص302. هي صاحبة الخطبة.
10. م. ن. ص286.
مصدر: الدور الثقافي والحضاري لنساء آل البيت، م. سلوى الموسوي
* أعلام النساء المؤمنات، محمد حسون وأم علي مشكور.
اترك تعليق