العلاقات المحرمة، الإجهاض، وتهميش الدين أبرز المضامين التي تحملها المسلسلات التركية
العلاقات المحرمة، الإجهاض، وتهميش الدين أبرز المضامين التي تحملها المسلسلات التركية
بعد مشاهدة حلقات متفرقة من هذه المسلسلات [أي المسلسلات التركية] وتحليل مضمومها، تم رصد مجموعة من المفاهيم والقيم التي تحملها والتي تتسلل إلى شخصية المشاهد وقد يتماهى معها من دون أن يشعر، لتصبح من المكتسبات التي تتجسد في أفكاره وفي وتصرفاته، فتترك لديه العديد من الآثار الشخصية والقيمية والفكرية، وأهم ما تم رصده:
1-العلاقات المحرمة: تترجم المسلسلات التركية شتى أنواع العلاقات المحرمة، فالمرأة تخون زوجها مع ابنه بالتبني، كما أنّ الأخت تقيم علاقة مع زوج أختها، وابن يقيم علاقة مع زوجة أبيه، وما إلى ذلك من العلاقات المحرمة، ناهيك عن مظاهر الخيانة المتعددة التي لا تندرج ضمن زنا المحارم. ففي دراسة مصرية حول مسلسلين تركيين، جاء الارتباط بعلاقات عاطفية مرتبطة بالزنا (عشاق) بين العلاقات الاجتماعية الموجودة في المسلسلين- عينة الدراسة- في المرتبة الأولى بنسبة مئوية قدرها 30% من إجمالي العلاقات الاجتماعية التي تبلغ عددها 30 علاقة .
2-الزواج المدني: من أبرز المظاهر التي تتجسد في المسلسلات التركية المدبلجة فكرة الزواج المدني، فالرجل لا يسأل المرأة عن دينها ولا العكس، بل ما إن يقررا الزواج حتى يكون الزواج المدني هو الخيار الوحيد.
3-الشذوذ الجنسي: تبث بعض المسلسلات المدبلجة فكرة المثليّة الجنسية وتبيح وجودها في المجتمع التركي.
4-المساكنة: إن العلاقة ما قبل الزواج والمساكنة مظاهر طبيعية وعادية في المسلسلات التركية، فإقامة العلاقة بين الجنسين قبل الزواج أمر عادي، وفي حال حصل الحمل يتم تأكيد هذه العلاقة بالزواج، كما هي الفكرة في المجتمع الغربي، أي العلاقة أولًا ثم الزواج. وهذا ما يبيح فكرة الولادة خارج مؤسسة الأسرة.
5-الصداقة: تبرز الصداقة بين الجنسين بعيدًا عن العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة، كأمر مباح وعادي، ولا تحكم الحشمة والحياء تلك العلاقة.
6-تهميش الدين: نلاحظ في الغالب الأعم أن الدين مهمّش في المسلسلات التركية، فتكاد تخلو حياة الفرد من الدين لولا بعض شعائره، وأحياناً يتم الخلط بين الدين واللادين،كأن يمارس الفرد أعمالا هي خلاف الشريعة كشرب الخمر أو العلاقة مع النساء من جهة والصلاة والدعاء من جهة أخرى.
7-الإجهاض:تقدم هذه المسلسلات مبررات الإجهاض بصور متعددة، مثلاً: عندما تحمل المرأة خارج مؤسسة الزواج أو عندما تحمل وهي تعمل ولا وقت لديها لتربية الولد، وأحيانا قد لا ترغب المرأة في الحمل لأنه يجعلها تتخلى عن حياتها الشخصية، فيقدم الإجهاض كحل أنسب وسريع من دون أي عوائق أو ممنوعات.
8-التمييز الاجتماعي: تظهر الطبقية بشكل جلي في المسلسلات المدبلجة، فصاحب المال يسيطر على الفقير وهو الذي يمتلك الاحترام والهيبة بماله، أما الفقير فهو المستضعف الذي لا قيمة له ولا يملك الهيبة.
9-التمرد: عندما يتابع الشباب هذا النوع من المسلسلات، يجدون مدى سهولة التمرد على الأهل وعصيان أوامرهم لأنهم يعيشون في مجتمع متحضر خالٍ من القيود. ويسري الأمر نفسه على النساء، ذكرت ذلك دراسة أجرتها وزراة الثقافة التركية استعرضت فيها آراء لنساء تمردن على واقعهن، أسوة بنجمات المسلسلات التركية .
10-الأزياء والألبسة غير محتشمة: تغريب المرأة وأبعادها عن حيائها وعفتها بشتى الوسائل منها الأزياء الفاضحة والملابس الغير محتشمة. وقد كشفت دراسة جامعية في لبنان، أنّ 50,4 من الإناث اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و 21 سنة يفضلون الممثلين من النجوم التركية بسبب الجاذبية والإثارة، في حين أن 66,7 % من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 19و 21 سنة يفضلون الممثلين من النجوم التركية بسبب الجاذبية والإثارة.
11-لعب القمار : تنتشر مشاهد نوادي القمار في هذه المسلسلات.
12-استسهال القتل والمبالغة في العنف: خاصة في مسلسل وادي الذئاب .
13-ترويج لفكرة المساواة بين الرجل والمرأة: تركز المسلسلات على التفلّت من القيم والمسؤوليات العائلية وتوضع في إطار المساواة بين المرأة والرجل والحرية الشخصية.
14-إستقلالية الأبناء عن الأهل: كطلب الأبناء من الآباء عدم التدخل في شؤونهم لاعتبار بلوغهم سن 18 سنة وأشياء أخرى من هذا القبيل.
15-الحرية الغير مقيدة: خروج البنات من منزلهن ساعة يشئن حتى بعد منتصف الليل، وإلى أي مكان يشئن السفر أو غيره.كذلك تصاحب الفتاة من تشاء باسم الحب.
16-تفضيل العمل على واجب الأمومة: الأولوية للعمل على حساب الرضاعة أو رعاية الأطفال، وذلك مع مع إيجاد مبررات لهذا الأمر.
17-التهرب من الواجبات العائلية: تركز بعض مضامين هذه المسلسلات على المرأة التي تعيش حياتها السهلة، مبتعدة عن تربية الأولاد أو الاهتمام بالزوج والبيت مقابل السعادة في الحرية الشخصية.
18-التبرير للخيانة الزوجية: تقوم هذه المسلسلات بوضع مقارنة بين الزوج الظالم وبين العاشق الحنون الشهم البطل ما يدفع المشاهد إلى التعاطف مع الزوجة الخائنة.
19-القدوة السيئة: العاشق المحبوب الذي يجسد الكثير من القيم العالية كالنبل والشجاعة والصبر، والتي هي محل إعجاب وتقدير من جميع الناس، يصبح قدوة ونموذجا يحتذى بكل ما يقوم به، وتمرر عبره القيم الفاسدة بكل انعكاساتها وتأثيراتها الخطير على المجتمع. ففي دراسة جامعية لبنانية حول تقليد الشباب للمسلسلات التركية تبيّن، أن 76% من المستجوبين يقلدون المسلسلات التركية من حيث الجانب العاطفي، 29 من المستجوبين يقلدون المسلسلات التركية من حيث الألفاظ والكلمات، 33 من المستجوبين يقلدون المسلسلات التركية من حيث الحركات والإشارات، 72 من المستجوبين يقلدون المسلسلات التركية من حيث الملبس والمشرب.
________________________________________
هوامش:
1. موقع لها أونلاين، دراسة مصرية تحت عنوان "القيم التي تقدمها المسلسلات المدبلجة المعروضة في القنوات الفضائية العربية ومدى إدراك المراهقين لها" للباحثة دينا النجار، أُجريت عام 2007.
2. دراسة أجرتها وزارة الثقافة التركية : المسلسلات التركية تغيّر حياة النساء في 54 بلدا – العربي الجديد2014 – 24 فبراير.
مصدر: من دراسة المسلسلات المدبلجة - التركية نموذجاً
إعداد مركز الحرب الناعمة للدراسات
موقع مركز الحرب الناعمة للدراسات
اترك تعليق