لا يمكن جبران عارضة نقص الانتباه بتزيين النفس للآخرين
لا يمكن جبران عارضة نقص الانتباه بتزيين النفس للآخرين
إن بعض الناس يراعون الإناقة ويتزيّنون خارج البيت، ولكنّهم لا يهتمّون بإناقتهم وشكلهم في البيت وأمام أزواجهم. فلابدّ أن نسألهم: «لماذا لستم أنيقين في البيت، مع أنكم تخرجون بظاهر أنيق خارج البيت؟!» ولا فرق في هذه القضية بين الرجال والنساء. فقد نقل عن الإمام الخميني(رض) أنه كان يكوي ملابسه المنزلية ويلبسها في البيت. وروي عن الإمام محمد الباقر(ع) أنه قال:«النِّسَاءُ یُحْبِبْنَ أَنْ یَرَیْنَ الرَّجُلَ فِي مِثْلِ مَا یُحِبُّ الرَّجُلُ أَنْ یَرَى فِیهِ النِّسَاءَ مِنَ الزِّینَة» [مكارم الأخلاق/ص80] طبعا يختلف أسلوب تزيّن الرجل عن تزيّن المرأة في البيت. فعلى سبيل المثال درس بعض علماء النفس أن أول ما تنظر إليه المرأة في ظاهر زوجها، هو خط الكوي في ثيابه.
أحد أصحاب الإمام الباقر(ع) زاره في بيته، فرآه قد ارتدى لباسا أحمر غير متعارف. فلمّا عرف الإمام الباقر(ع) استغرابه، قال: إن زوجتي تحبّ أن ألبس هكذا. «دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ عَلَیْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ شَدِیدَةُ الْحُمْرَةِ فَتَبَسَّمْتُ حِینَ دَخَلْتُ فَقَالَ کَأَنِّي أَعْلَمُ لِمَ ضَحِکْتَ، ضَحِکْتَ مِنْ هَذَا الثَّوْبِ الَّذِی هُوَ عَلَيَّ إِنَّ الثَّقَفِیَّةَ أَکْرَهَتْنِي عَلَیْهِ وَ أَنَا أُحِبُّهَا فَأَکْرَهَتْنِي عَلَى لُبْسِهَا» [الكافي/6/447] إن ضرورة تزيّن النساء لأزواجهن وعدم تزيّنهن في الشارع هو بحث مفصّل لا أريد أن أتطرق إليه. ولكن بعض الناس الذين يعانون من نقص الانتباه، فهم يتزيّنون ويأنقون عند خروجهم إلى الشارع وهم لا يدرون بعدم إمكان جبران نقص الانتباه عن هذا الطريق. فهم من قبيل من ركب سيارة ويدقّ بوق السيارة ليجلب انتباه الآخرين. فلو لم يكن هؤلاء يعانون نفسيّا من نقص الانتباه، لما احتاجوا إلى تزيين أنفسهم للآخرين. فلعلّ هؤلاء لم يتربّوا في أسرة صالحة، إذ من خصائص الأسرة الصالحة هي أنها تشبع أفرادها بالحبّ والحنان. فلو كانوا قد نشأوا في أسرة صالحة، لكانوا بغنى عن انتباه الآخرين ومحبّتهم، ولما شوّشوا أذهان الناس بمحاولة جلب أنظارهم واسترعاء انتباههم.
المصدر: موقع الشيخ بناهيان.
اترك تعليق