مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ليكن هدفكم من الزواج هدفاً سامياً

ليكن هدفكم من الزواج هدفاً سامياً

يجب أن يكون هدف الإنسان من الزواج هدفاً معنوياً مقدساً وطاهراً، وينبغي أن يقع الزواج طاعةً لما أمر الله به واتباعاً لسنن الأنبياء ((عليهم السلام)) وتوفير السعادة للزوج وتربية الأولاد تربية إلهية صالحة.
على الزوجين أن يتأهبا عن طريق الزواج للدخول في عبادة كبرى، وأن يستهدفا من زواجهما بلوغ رضى الله، ويعلما أنهما يحملان أمانة إلهية تتمثل بما يضمه صلب الرجل ورحم المرأة.
عليهما أن يعلما أن ولدهما بمثابة الأمانة الإلهية، وهو ضيف في صلب أبيه لفترة وجيزة ثم يحل ضيفاً في رحم الأم لفترة تتراوح ما بين ستة إلى تسعة شهور، وخلال كلتا المرحلتين يكتسب بلا إرادة منه كل ما لدى الأبوين من طبائع ومزايا وذلك من خلال ما وهبه الله من قوة استلام دقيقة.
يُروى أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، كان يأذن أحيانا للنساء الحوامل بالذهاب لمشاهدة مواقع القتال ضد الكفار كي يشاهدن صور الجهاد الرائعة والمبارزة بالسيف ويستمعن لما يردده المجاهدون من شعارات كي يقمن بتغذية ما في أرحامهن عن طريق السمع والبصر حتى يصبح الطفل وهو في رحم أمه مخلوقاً ماهراً يتربى على الشجاعة والهمّة العالية وينمو محاطاً بالنداء الملكوتي.
ألم تسمعوا أن النبي ((صلى الله عليه وآله)) أمر بالصوم لمدة أربعين يوماً قبل تبلور وجود فاطمة ((عليها السلام)) في صلبه وفي الليلة الأخيرة افطر بطعام من الجنة ثم انتقلت نطفة تلك البضعة الكريمة إلى رحم الأم؟!
لا تكن العين هي الوسيط بينكم وبين الزواج، ولا تكن الشهوة الدليل الذي يقودكم نحو الزواج، ولا تكن الغاية من الزواج الحصول على المال والثروة والجاه عن طريق العائلة المقابلة، ولا يكن الغرض من هذا العمل الظفر بوجه جميل وظاهر خادع، فقد أثبتت هذه الأمور لحد الآن سوء عاقبتها وضآلة ثمارها.
اجعلو الله هو الغاية من الزواج وضعوا نصب أعينكم الجوانب المعنوية والعبادية والسعي لأداء حق الزوج وتربية الذرية الصالحة، وخلاصة القول نيل رضى الباري تعالى ليكون هذا الزواج ذا منافع أبدية وخالدة، ولتكن اللذة والمتعة والشهوة المحلّلة تابعة لهذه الغايات السامية كي تكتمل اللذة والمتعة ومن خلالها تنالون الأجر الأخروي.
فإن كان الزواج إلهيا لا يؤول إلى الطلاق إذا إن الارتباط الإلهي والملكوتي دائمي وأبدي.
إن مَنْ يتزوج قربة لوجه الله يرعى حق الزوج بكل وجوده ولا يصدر منه أدنى أذىً تجاه شريك حياته.
والمحافظة على شخصية الزوج أمام الأولاد والأقارب يعد واجباً شرعياً، كما أن احتقار الزوج للزوجة والزوجة للزوج يعتبر حراماً.
على الرجال والنساء من المسلمين التأسي بزواج أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء ((عليها السلام))، ذلك الزواج الذي جرى قربة إلى الله وقد لوحظت فيه الغايات الإلهية، فكانت ثمارة ذرية طاهرة ربانية، وفي روايات الشيعة جرى تأويل الآيات التالية إلى هذا الزواج الطاهر، إذ يقول تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان).
فالمراد من البحرين، أمير المؤنين، وفاطمة الزهراء، فهما بحران من المعرفة والبصيرة والحلم والصبر والإيمان، والمراد من البرزخ هو رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، ومعنى اللؤلؤ والمرجان الإمامان الحسن والحسين ((عليهما السلام)).
يجب أن يكون نظام الأسرة نظاماً اسلامياً والهياً بكل معنى الكلمة كي يستقطب رحمة الله سبحانه وفضله.
ان عدم اجتناب السنن الذميمة والعادات المنافية للأحكام الإلهية، والأجواء الشيطانية والثقافة الجاهلية التي أمر رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) بإماتتها بقوله: «أمتْ أمر الجاهلية إلا ما سنّه الإسلام».
يكشف عن ما في الوجه من قبائح وستكون الثمار التي تعطيها هذه الشجرة فاسدة.



المصدر: العرفان.

التعليقات (0)

اترك تعليق