العناصر الضرورية لسلامة الاسرة المعاصرة:عوامل اقتصادية، عوامل مرتبطة بالتراث، وأخرى حسية ووجدانية
إن العناصر التي تؤمن سلامة، ومعيشة واستمرارية النظام الأسري، يكمن بعضها داخل الإطار العام لمسؤوليات، ووظائف الأسرة ذاتها، وأهم هذه العناصر يمكن تجميعها على النحو التالي:
1 ـ عوامل اقتصادية.
2 ـ عوامل مرتبطة بالتراث.
3 ـ عوامل حسية ووجدانية.
1 ـ العوامل الاقتصادية:
لكي تكون منتجاً داخل الأسرة، يجب ألاّ تنظر إلى السن، أو النوع (ذكر أو أنثى، أو الوضع السني هَرم، شاب، صبي...) فلكل فرد من أفراد الأسرة، يجب أن يكون له وظائفه، ونشاطه المنوط في تسيير أمور المنزل وفقاً لقدراته. فالأب ملزم بتأمين الدخل اللازم لإعاشة المنزل، والأمن... والأم، إذا كانت ظروفها تسمح، أو تعمل، فمن الطبيعي أن تُشارك في زيادة دخل الأسرة.
والأجداد، والجدات إذا ما كانت لديهم إمكانات أو دخول (المعاشات، الثروة، أو المال...) فمما لا شك فيه أنهم سيساهمون في مواجهة الأعباء المنزلية للبيت الذي يعيشون فيه.
أما أطفال البيت الذين يذهبون إلى المدارس، فليس هناك مجال للحديث عن إمكانية عملهم خلال العطلات أو مشاركتهم في تلك الأعباء. أما أطفال المدارس المتوسطة )الإعدادي)، فمن الممكن أن يتحملوا بعض الجهد في أعمال البيت (كالمساهمة في أعمال التنظيف، والصيانة..) أو رعاية إخوتهم الصغار، أو المساهمة مع الأب، أو الأم إذا ما كانوا يعملون أعمالاً خاصة (فلاح، بقال، فاكهاني، خياط...)
فهم بمثل هذه الأمور يشاركون في تحمل بعض من أعباء الأسرة، ويساهمون في دخلها. أما طلاب الثانوي، والمدارس العليا، فيجب أن يبحثوا عن إمكانية العمل في العطلات، فهم بذلك، على الأقل يرفعون عن كاهل الأسرة مصروفاتهم الشخصية. ويجب ألا يتبادر إلى الذهن أنه لكي تكون منتجاً داخل إطار الأسرة، فلابد من أن تكسب نقوداً فقط، لا... بل تستطيع أن تكون منتجاً، عندما تعيش مع أفراد الأسرة جميعاً داخل النسق المتفق عليه، أو أن تشارك في وضع، وتنفيذ الميزانية السنوية للأسرة، أو معرفة الحدود المصرح لك بالصرف في نطاقها، أو البحث مع الأسرة في السبيل التي تكفل خفص نفقات الأسرة، بأي من هذه السبيل، تستطيع أن تكون منتجاً.
ومن ناحية أخرى، فإن حسن تصرف الأباء والأمهات فيما يتعلق بالمأكل، والمشرب، وحرصهما على أن يكونا قدوة لأبناءهم بهذا الصدد، وحسن التنشئة في هذه الجوانب، سيؤمن للأبناء حسن التصرف في المطبخ، وتعلم التعود، والتدرب على نمط التغذية المتوازنة، وتطبيق نظام غذائي صحي واقتصادي، وفي نفس الوقت، معرفة أن الإسراف في تناول الطعام، والتغذية المفرطة ليست مفيدة لكل أفراد الأسرة، إن التعود على شراء المواد الغذائية من أماكنها النظيفة، والرخيصة، والتركيز على النوعيات الأكثر فائدة هو ممّا يكمل هذا الاتجاه، بالإضافة إلى الابتعاد عن البذخ المظهري، والسفه والإسراف في الولائم، والدعوات...
ومن المفاهيم المهمة في هذا الجانب:
1 ـ إن كل فرد من أفراد الأسرة مسؤول عن تسهيل حياة الأسرة كلها، وعليه أن يقوم بما يقع عليه من هذه المشاركة.
2 ـ إذا كانت الأم تعمل، إلى جانب أعمال المنزل، فعلى كل مَن في المنزل -بمَن فيهم الأب- المساهمة، بل والمساعدة الفاعلة في أعمال المنزل.
3 ـ لابد أن يُشارك كل أفراد الأسرة - ذكوراًـ وإناثاًـ في الأعمال المنزلية، كإعداد المائدة، ورفعها، وأعمال النظافة، وتخزين الأثاث المنزلي، وكي الملابس، كل حسب طاقته وإمكاناته، وإن تأدية مثل هذه الأعمال الخفيفة بشكل مرح بين الإخوة يمكن أن يكسبها متعة إلى جانب القيم الجميلة.
2 ـ العوامل المرتبطة بالتراث:
الاحترام في العلاقات داخل الأسرة، إن الأب هو رئيس العائلة، في النظام الأسري الشرقي والأم، صاحبة حقوق متساوية معه.
الأب يحمي النظام في المنزل، وبين أفراد العائلة، وهو ممثلها في المحافل الاجتماعية والأم، [تُعالج] آلام العائلة، والمنزل، وضوائقها... وتُزيل الخلافات، والخصومات، بل وتُلين، وتحلّ الأزمات وما يمكن أن يظهر في أي بيت مما يعكر صفوة.
ومن هنا، يلزم أن يعرف جيداً كل أب، وكل أم الواجبات والمسؤوليات المنوطة به تجاه المنزل، والأسرة. وأن يخططا سوياً الحدود الفاصلة بين مسؤوليات كل منهم بالتفاهم، وألا يتدخل أي منهما في واجبات ومسؤوليات الآخر، ولو حدثت أيّ تداخلات، أو سوء فهم، أو عدم تفاهم في حين من الأحيان، فعليهما، أي على الأب والأم أن يُحلا المشكلة بالحسنى، وبالرضى، وبدون الزج بالأبناء، أو الأجداد، أو أي منهم جميعاً في هذه الأمور.
ولكي ندرك ما المقصود بالاحترام داخل الأسرة، ونفق على هذا المعنى، وقوفاً، كاملاً، فلنعدد بعض الأمثلة الواضحة والقابلة للتطبيق الفوري:
ـ الوقوف للكبار بمجرد مجيئهم، وإفساح المكان لهم.
ـ عدم مقاطعة الكبار وهم يتحدثون.
ـ وعند تحدث الصغار يجب التصرف حيالهم، والإصغاء لهم، وكأنهم كباراً.
ـ التحدث دون رفع الصوت عند الحديث.
ـ إذا لم تكن موافقاً، أو مؤيداً لما تسمعه ممن أمامك، وإذا كان أكبر منك سناً، فعليك بإبتسامة لطيفة أن تستسمحه في التعبير عن رأيك، كأن نقول مثلاً: (لو سمحت.. أو تسمح لي فلسوف أعرض وجهة نظري أنا أيضاً..) وتعبر بلطف، وصدق عما تود التعبير عنه، أما إذا كان المتحدث أصغر منك فعليك أيضاً أن تُوضح أو تشرح ما تود قوله بأسلوب لين، كأن تقول مثلاً:(أظن لو أن... لكان أفضل..).
ـ طلب الاستشارة، والرأي إذا لزم الأمر.
ـ لو كنت قد اتخذت قراراً يخص الأسرة، فعليك أن تخبرهم جميعاً -غالباً وأنتم على المائدة- بهذا القرار وبشكل مفرح.
ـ عند التحدث، أو مخاطبة الآخرين، فلابد من الابتعاد عن العبارات التي تنم عن السخرية، أو ما يشبه الاستهزاء.
ـ عدم الجلوس، أو الرقاد، أو التمدد أمام الكبار أو أفراد العائلة بشكل مستهجن، أو مد الرجلين...
ـ إفساح المجال للكبار أولاً، ثم السيدات ثم الأطفال للدخول من الأبواب، والتقدم على السيدات عند الصعود من السلالم، أو النزول منها.
ـ عدم استضافة أحد على الطعام بشكل مفاجئ.
ـ لابد من التوائم مع الاتجاه العام في البيت تجاه أي موضوع كـ (قضاء عُطلة، أو دعوة ضيف، أو شراء أمتعة... الخ) والسعي بقدر الإمكان للالتزام بهذا الاتجاه العام، بعد بحثه وتمحيصه، وإذا كانت هناك أسباب موضوعية لعدم التوافق مع هذا الاتجاه العام، فيجب توضيح ذلك دون صخب، أو ضوضاء، أو زعيق، بل حل الأمور بتوضيح الأسباب التي دعتك إلى هذا الموقف.
التصرف داخل المنزل:
للمعيشة داخل المنزل: ولمتطلبات الحياة اليومية بعض القواعد، والتصرفات، والملابسات التي يجب مراعاتها بهذا الصدد:
ـ على كل فرد من أفراد الأسرة، عند جلوسه إلى الطعام، وخاصة طعام الإفطار، أن يكون مبتسماً، وأن يُحي كل الموجودين على المائدة بوجه صَبُوح.
ـ يجب على كل فرد من أفراد الأسرة، مهما كان مزاجه العام أن يجيب على الأسئلة أو التساؤلات التي توجه إليه بمرح، وانشراح صدر، وأن يُلبي ما يُطلب منه.
ـ أن يتوائم مع مواعيد الطعام في المنزل، ولا يدع الآخرون ينتظرون كثيراً.
ـ أن يبدأ الطعام مع الجميع، وأن ينهض مع الجميع.
ـ عدم التحدث عن الأخبار المزعجة أو المحزنة، أو المملة أثناء تناول الطعام، والبعد عن الموضوعات المؤلمة.
ـ ضرورة التنويه بجهد الذين أعدوا الطعام، والمائدة واستحسان ما قاموا به بكلمات المجاملة المعتادة: "تسلم الأيادي..."، "طعام لذيذ"، "تنسيق بديع..." الخ.
ـ ضرورة النظر إلى مائدة الطعام، وكأنها مجلس العائلة، وضرورة حُسن استخدام هذه المناسبة بالشكل المناسب والأمثل.
ـ عدم النسيان أنك لست الفرد الوحيد في الأسرة، وعدم تجاهل الآخرين، ومتطلباتهم.
وإذا ما تم ذلك فعليك:
● إذا كان الوالد، أو الوالدة يتابع برنامجاً، أو مسلسلاً، وأردت أنت تغيير القناة، أو الموجة، فلا تفعل ذلك قبل الاستئذان، ويجب مراعاة ذلك حتى من جانب الوالد والوالدة؛ فهذه المعدات متاع مشترك بين أفراد الأسرة، وعلى الجميع استخدام هذه المعدات بشكل ينم عن التفاهم، والتعاون.
● إعطاء الحق المطلق للأبناء في التحدث مع الوالدين، كل حسب موضعه، ومناقشة كافة أمورهم بتفاهم، وروية وتعليمهم بما يجب أن يكون حيال الموضوع المبحوث.
● يجب أن يعتاد الأبناء على التحدث بارتياح مع الآباء، وأن يتعودوا على ذلك في إطار من الاحترام، والحرية، وأن يكون دور الأم دور رائد في هذا الصدد. وهو أمر ميسر للأمهات أكثر من الآباء.
● يجب البعد عن الظهور بمظهر بعيد عن الحقيقة، وألا يكون عن عنصر من عناصر الأسرة امتلاك كل ما يرى أو تحقيق كل ما يرغب على حساب الآخرين، فمثل هذه التصرفات تخلق القلق، والإزعاج داخل الأسرة. وأن يؤيد المطالب المعقولة للآخرين، ويبتعد عن كل ما من شأنه الإخلال بعوامل الاستقرار العائلي.
ـ مع أن التعاون، والمعاونة واحدة من أهم أسس الاحترام العائلي، إلا أنه من المناسب أن تقوم بالأعمال التي يمكن أن تقوم بها بنفسك، إلى جانب المعاونة في حمل المشتريات، وشراء الجرائد، والخبز والمشروبات الخاصة بالبيت، ومستلزمات البقالة .. الخ مثل هذه الأعمال التي تتطلب التعاون، هي التي تخلق جو الاحترام المتبادل بين كل عناصر الأسرة.
3ـ العوامل الحسية والوجدانية:
تتكون الشروط الحسية (العاطفية) من مشاعر الحب، والحماية، والثقة، والتضحية وغيرها من تلك المشاعر التي تجعل من العائلة شيئاً مقدساً، وكلاً مترابطاً لا يمكن تفتيته.
إنه من الأمور الأساسية أن يحب أفراد العائلة بعضهم بعضاً، وأن تكون فيما بينهم ثقة متبادلة، وإيمان مشترك، إن حياتنا اليومية مشحونة بالأحداث التي تُعبر عن هذا الحب، وهذه الثقة والتي تدفع إلى تطوير هذه المشاعر، وكم من المناسبات، والأيام الجميلة، والأعياد، والاحتفالات، والمهرجانات التي من الممكن أن تدعم هذه المشاعر، لو حرص كل فرد من أفراد العائلة على تذكر الآخرين، وتحديد مشاعره نحوهم، والاعتراف لهم بهذه المشاعر، ومشاركتهم في إحياء هذه المناسبات الجميلة. ويمكن أن نشير إلى بعض من هذه الأيام، والمناسبات التي تذكي هذه المشاعر.
مصدر: موقع بن خميس
1 ـ عوامل اقتصادية.
2 ـ عوامل مرتبطة بالتراث.
3 ـ عوامل حسية ووجدانية.
1 ـ العوامل الاقتصادية:
لكي تكون منتجاً داخل الأسرة، يجب ألاّ تنظر إلى السن، أو النوع (ذكر أو أنثى، أو الوضع السني هَرم، شاب، صبي...) فلكل فرد من أفراد الأسرة، يجب أن يكون له وظائفه، ونشاطه المنوط في تسيير أمور المنزل وفقاً لقدراته. فالأب ملزم بتأمين الدخل اللازم لإعاشة المنزل، والأمن... والأم، إذا كانت ظروفها تسمح، أو تعمل، فمن الطبيعي أن تُشارك في زيادة دخل الأسرة.
والأجداد، والجدات إذا ما كانت لديهم إمكانات أو دخول (المعاشات، الثروة، أو المال...) فمما لا شك فيه أنهم سيساهمون في مواجهة الأعباء المنزلية للبيت الذي يعيشون فيه.
أما أطفال البيت الذين يذهبون إلى المدارس، فليس هناك مجال للحديث عن إمكانية عملهم خلال العطلات أو مشاركتهم في تلك الأعباء. أما أطفال المدارس المتوسطة )الإعدادي)، فمن الممكن أن يتحملوا بعض الجهد في أعمال البيت (كالمساهمة في أعمال التنظيف، والصيانة..) أو رعاية إخوتهم الصغار، أو المساهمة مع الأب، أو الأم إذا ما كانوا يعملون أعمالاً خاصة (فلاح، بقال، فاكهاني، خياط...)
فهم بمثل هذه الأمور يشاركون في تحمل بعض من أعباء الأسرة، ويساهمون في دخلها. أما طلاب الثانوي، والمدارس العليا، فيجب أن يبحثوا عن إمكانية العمل في العطلات، فهم بذلك، على الأقل يرفعون عن كاهل الأسرة مصروفاتهم الشخصية. ويجب ألا يتبادر إلى الذهن أنه لكي تكون منتجاً داخل إطار الأسرة، فلابد من أن تكسب نقوداً فقط، لا... بل تستطيع أن تكون منتجاً، عندما تعيش مع أفراد الأسرة جميعاً داخل النسق المتفق عليه، أو أن تشارك في وضع، وتنفيذ الميزانية السنوية للأسرة، أو معرفة الحدود المصرح لك بالصرف في نطاقها، أو البحث مع الأسرة في السبيل التي تكفل خفص نفقات الأسرة، بأي من هذه السبيل، تستطيع أن تكون منتجاً.
ومن ناحية أخرى، فإن حسن تصرف الأباء والأمهات فيما يتعلق بالمأكل، والمشرب، وحرصهما على أن يكونا قدوة لأبناءهم بهذا الصدد، وحسن التنشئة في هذه الجوانب، سيؤمن للأبناء حسن التصرف في المطبخ، وتعلم التعود، والتدرب على نمط التغذية المتوازنة، وتطبيق نظام غذائي صحي واقتصادي، وفي نفس الوقت، معرفة أن الإسراف في تناول الطعام، والتغذية المفرطة ليست مفيدة لكل أفراد الأسرة، إن التعود على شراء المواد الغذائية من أماكنها النظيفة، والرخيصة، والتركيز على النوعيات الأكثر فائدة هو ممّا يكمل هذا الاتجاه، بالإضافة إلى الابتعاد عن البذخ المظهري، والسفه والإسراف في الولائم، والدعوات...
ومن المفاهيم المهمة في هذا الجانب:
1 ـ إن كل فرد من أفراد الأسرة مسؤول عن تسهيل حياة الأسرة كلها، وعليه أن يقوم بما يقع عليه من هذه المشاركة.
2 ـ إذا كانت الأم تعمل، إلى جانب أعمال المنزل، فعلى كل مَن في المنزل -بمَن فيهم الأب- المساهمة، بل والمساعدة الفاعلة في أعمال المنزل.
3 ـ لابد أن يُشارك كل أفراد الأسرة - ذكوراًـ وإناثاًـ في الأعمال المنزلية، كإعداد المائدة، ورفعها، وأعمال النظافة، وتخزين الأثاث المنزلي، وكي الملابس، كل حسب طاقته وإمكاناته، وإن تأدية مثل هذه الأعمال الخفيفة بشكل مرح بين الإخوة يمكن أن يكسبها متعة إلى جانب القيم الجميلة.
2 ـ العوامل المرتبطة بالتراث:
الاحترام في العلاقات داخل الأسرة، إن الأب هو رئيس العائلة، في النظام الأسري الشرقي والأم، صاحبة حقوق متساوية معه.
الأب يحمي النظام في المنزل، وبين أفراد العائلة، وهو ممثلها في المحافل الاجتماعية والأم، [تُعالج] آلام العائلة، والمنزل، وضوائقها... وتُزيل الخلافات، والخصومات، بل وتُلين، وتحلّ الأزمات وما يمكن أن يظهر في أي بيت مما يعكر صفوة.
ومن هنا، يلزم أن يعرف جيداً كل أب، وكل أم الواجبات والمسؤوليات المنوطة به تجاه المنزل، والأسرة. وأن يخططا سوياً الحدود الفاصلة بين مسؤوليات كل منهم بالتفاهم، وألا يتدخل أي منهما في واجبات ومسؤوليات الآخر، ولو حدثت أيّ تداخلات، أو سوء فهم، أو عدم تفاهم في حين من الأحيان، فعليهما، أي على الأب والأم أن يُحلا المشكلة بالحسنى، وبالرضى، وبدون الزج بالأبناء، أو الأجداد، أو أي منهم جميعاً في هذه الأمور.
ولكي ندرك ما المقصود بالاحترام داخل الأسرة، ونفق على هذا المعنى، وقوفاً، كاملاً، فلنعدد بعض الأمثلة الواضحة والقابلة للتطبيق الفوري:
ـ الوقوف للكبار بمجرد مجيئهم، وإفساح المكان لهم.
ـ عدم مقاطعة الكبار وهم يتحدثون.
ـ وعند تحدث الصغار يجب التصرف حيالهم، والإصغاء لهم، وكأنهم كباراً.
ـ التحدث دون رفع الصوت عند الحديث.
ـ إذا لم تكن موافقاً، أو مؤيداً لما تسمعه ممن أمامك، وإذا كان أكبر منك سناً، فعليك بإبتسامة لطيفة أن تستسمحه في التعبير عن رأيك، كأن نقول مثلاً: (لو سمحت.. أو تسمح لي فلسوف أعرض وجهة نظري أنا أيضاً..) وتعبر بلطف، وصدق عما تود التعبير عنه، أما إذا كان المتحدث أصغر منك فعليك أيضاً أن تُوضح أو تشرح ما تود قوله بأسلوب لين، كأن تقول مثلاً:(أظن لو أن... لكان أفضل..).
ـ طلب الاستشارة، والرأي إذا لزم الأمر.
ـ لو كنت قد اتخذت قراراً يخص الأسرة، فعليك أن تخبرهم جميعاً -غالباً وأنتم على المائدة- بهذا القرار وبشكل مفرح.
ـ عند التحدث، أو مخاطبة الآخرين، فلابد من الابتعاد عن العبارات التي تنم عن السخرية، أو ما يشبه الاستهزاء.
ـ عدم الجلوس، أو الرقاد، أو التمدد أمام الكبار أو أفراد العائلة بشكل مستهجن، أو مد الرجلين...
ـ إفساح المجال للكبار أولاً، ثم السيدات ثم الأطفال للدخول من الأبواب، والتقدم على السيدات عند الصعود من السلالم، أو النزول منها.
ـ عدم استضافة أحد على الطعام بشكل مفاجئ.
ـ لابد من التوائم مع الاتجاه العام في البيت تجاه أي موضوع كـ (قضاء عُطلة، أو دعوة ضيف، أو شراء أمتعة... الخ) والسعي بقدر الإمكان للالتزام بهذا الاتجاه العام، بعد بحثه وتمحيصه، وإذا كانت هناك أسباب موضوعية لعدم التوافق مع هذا الاتجاه العام، فيجب توضيح ذلك دون صخب، أو ضوضاء، أو زعيق، بل حل الأمور بتوضيح الأسباب التي دعتك إلى هذا الموقف.
التصرف داخل المنزل:
للمعيشة داخل المنزل: ولمتطلبات الحياة اليومية بعض القواعد، والتصرفات، والملابسات التي يجب مراعاتها بهذا الصدد:
ـ على كل فرد من أفراد الأسرة، عند جلوسه إلى الطعام، وخاصة طعام الإفطار، أن يكون مبتسماً، وأن يُحي كل الموجودين على المائدة بوجه صَبُوح.
ـ يجب على كل فرد من أفراد الأسرة، مهما كان مزاجه العام أن يجيب على الأسئلة أو التساؤلات التي توجه إليه بمرح، وانشراح صدر، وأن يُلبي ما يُطلب منه.
ـ أن يتوائم مع مواعيد الطعام في المنزل، ولا يدع الآخرون ينتظرون كثيراً.
ـ أن يبدأ الطعام مع الجميع، وأن ينهض مع الجميع.
ـ عدم التحدث عن الأخبار المزعجة أو المحزنة، أو المملة أثناء تناول الطعام، والبعد عن الموضوعات المؤلمة.
ـ ضرورة التنويه بجهد الذين أعدوا الطعام، والمائدة واستحسان ما قاموا به بكلمات المجاملة المعتادة: "تسلم الأيادي..."، "طعام لذيذ"، "تنسيق بديع..." الخ.
ـ ضرورة النظر إلى مائدة الطعام، وكأنها مجلس العائلة، وضرورة حُسن استخدام هذه المناسبة بالشكل المناسب والأمثل.
ـ عدم النسيان أنك لست الفرد الوحيد في الأسرة، وعدم تجاهل الآخرين، ومتطلباتهم.
وإذا ما تم ذلك فعليك:
● إذا كان الوالد، أو الوالدة يتابع برنامجاً، أو مسلسلاً، وأردت أنت تغيير القناة، أو الموجة، فلا تفعل ذلك قبل الاستئذان، ويجب مراعاة ذلك حتى من جانب الوالد والوالدة؛ فهذه المعدات متاع مشترك بين أفراد الأسرة، وعلى الجميع استخدام هذه المعدات بشكل ينم عن التفاهم، والتعاون.
● إعطاء الحق المطلق للأبناء في التحدث مع الوالدين، كل حسب موضعه، ومناقشة كافة أمورهم بتفاهم، وروية وتعليمهم بما يجب أن يكون حيال الموضوع المبحوث.
● يجب أن يعتاد الأبناء على التحدث بارتياح مع الآباء، وأن يتعودوا على ذلك في إطار من الاحترام، والحرية، وأن يكون دور الأم دور رائد في هذا الصدد. وهو أمر ميسر للأمهات أكثر من الآباء.
● يجب البعد عن الظهور بمظهر بعيد عن الحقيقة، وألا يكون عن عنصر من عناصر الأسرة امتلاك كل ما يرى أو تحقيق كل ما يرغب على حساب الآخرين، فمثل هذه التصرفات تخلق القلق، والإزعاج داخل الأسرة. وأن يؤيد المطالب المعقولة للآخرين، ويبتعد عن كل ما من شأنه الإخلال بعوامل الاستقرار العائلي.
ـ مع أن التعاون، والمعاونة واحدة من أهم أسس الاحترام العائلي، إلا أنه من المناسب أن تقوم بالأعمال التي يمكن أن تقوم بها بنفسك، إلى جانب المعاونة في حمل المشتريات، وشراء الجرائد، والخبز والمشروبات الخاصة بالبيت، ومستلزمات البقالة .. الخ مثل هذه الأعمال التي تتطلب التعاون، هي التي تخلق جو الاحترام المتبادل بين كل عناصر الأسرة.
3ـ العوامل الحسية والوجدانية:
تتكون الشروط الحسية (العاطفية) من مشاعر الحب، والحماية، والثقة، والتضحية وغيرها من تلك المشاعر التي تجعل من العائلة شيئاً مقدساً، وكلاً مترابطاً لا يمكن تفتيته.
إنه من الأمور الأساسية أن يحب أفراد العائلة بعضهم بعضاً، وأن تكون فيما بينهم ثقة متبادلة، وإيمان مشترك، إن حياتنا اليومية مشحونة بالأحداث التي تُعبر عن هذا الحب، وهذه الثقة والتي تدفع إلى تطوير هذه المشاعر، وكم من المناسبات، والأيام الجميلة، والأعياد، والاحتفالات، والمهرجانات التي من الممكن أن تدعم هذه المشاعر، لو حرص كل فرد من أفراد العائلة على تذكر الآخرين، وتحديد مشاعره نحوهم، والاعتراف لهم بهذه المشاعر، ومشاركتهم في إحياء هذه المناسبات الجميلة. ويمكن أن نشير إلى بعض من هذه الأيام، والمناسبات التي تذكي هذه المشاعر.
مصدر: موقع بن خميس
اترك تعليق