مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

وداعًا أمي الحبيبة…

وداعًا أمي الحبيبة…

وداعًا أمي الحبيبة….


عذرا أماه قد سمعتُكِ وأنتِ تنتحبين بكاءً لفقدي ….
شعرتُ بنبض فؤادك الملهوفِ قهرا وأنتِ تحتضنين جسدي المذبوح بين ذراعيكِ …….
أماه عذرا…. لم استطع أن أبادلكِ الوداع بعناقٍ واحتضان ….ولم استطع تقبيل جبينك الطاهر قبل رحيلي الأليم عنكِ والدتي ..
كان صاروخ القاتل أماه…أسرع من كل تلك المعاني المتدفقة بين حنين طفلةٍ لأمها وكانت وحشية اجرامهم أقدر على انتزاعي من حضنك الدافئ يا والدتي الحبيبة ……
أنا أعلم أن فراقي لكِ قد تسبب لكِ بألآم كثيرة وبحرقةٍ مريرة…
لكنه الموت…
لكنه الموت أماه…من كان راحة لجراحي وألامي الموجعة …التي لم يستطع جسدي الصغير تحملها ..
فوأسفاااااه أماه …على طفولتي المذبوحة دونما بواكٍ عليها…
وياأسفاه …على الإنسانية المدفونة تحت ركام الفناء…
كان الفراق هو رحمةً لأحزاني… فقد أثرتُ الرحيل موتا بعدما أماتني العدوان
كمدا……
أماه…..
سمعت أنينَك الممزوج بقولك رباااااه رحماك قتلوا ابنتي الصغيرة…سمعتُ صراخك المذبوح بقولك رباه غوثاه أين ابنتي…
فلا تحزني أمي الحبيبة والتمس منك العذر لأني من كنت سببا لأوجاعك المؤلمة …
اصبري أماه …صبرا أماه..
إن الله مع الصابرين…
وداعًا يا فلذة القلب الحزين..
تودعكِ دموعي غاليتي وتبكيكِ كل آهات الطفولة …أودعكَ وكلي ألامٌ وجراحٌ مريرة كيف لي أن أقوى على فراقك صغيرتي يا مهجة القلب العليل …
اغمضتِ عينيكِ كمدا …ورنوتِ ببصرك بتوجعٍ وأنين… وصعدتِ بروحك الطاهرة إلى أعلى عليّين …
وبقي جسدك الصغير المذبوح ليواري الثرى في عالمٍ قتلك ظلما وعدوانا ..
رحلتِ يا وردة اختطفها المجرم واقتلع وريقاتها المزهرة …فأبيت إلا أن تحلقي كفراشةٍ مجروحةٍ نحو السماء…
رحلتِ مسرعةٍ دونما أسفٍ على قبح هذا العالم الموحش الذي امتلأ جورا وظلما…
كان جسدك الطاهر المضرجٌ بالدماء وصمة عارٍ في جبين هذا العالم المنافق.. وكان صاروخهم الوحشي شاهدا على مجزرة ٍ كان هدفها البغيض انتزاعَ روحِك الصغيرة من بين أحضان والدتك المكلومة..
ها هو كفنك الأبيض قد ألتف سريعا على جنبات جسدك المبتور الممتد على صرح الأموات... ليعجل برحيلك عن هذا العالم الشيطاني….
نأيتِ بعيدا إلى ملكوت طاهرٍ لا يوجد فيه ذئابٌ بشرية ..ذهبتِ إلى عالمٍ لا يشبه هذا العالم المريب … رحلتِ لتحمّلي هذا العالم المنافق ثمن سكوته وخنوعه .. حيال جرائم الطفولة المذبوحة في اليمن…
فو أسفاه….ويا حزناااه.. حين كان جسدك الصغير طفلتي الغالية هو من دفع الثمن… وحين أصبح قلبي المحزون هو من سيظل يبكيك حتى يأخذني الحنين إليك ابنتي يا “مهجة الفؤاد المنكوب” لأضمك بين ذراعي من جديد
سا أظل انتظر اللقاء صغيرتي… فمتى اللقاء….
 
بقلم/ أحلام عبد الكافي

التعليقات (0)

اترك تعليق