مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الزواج المبكر.. حصن وسعادة

الزواج المبكر.. حصن وسعادة

الزواج المبكر.. حصن وسعادة
 
في حوار ساخن على الزواج المبكر قالت إحداهن: بنات اليوم لسن مؤهلات للزواج حيث إنهن جاهلات ولا يعرفن شيئا عن  الطبخ  وإدارة البيت، قالت تلك الأخرى: لا تخافي إنهن يعرفن كل شيء..
ردت الأولى يعرفن أمور كثيرة عن الرغبات ولكن لا يمكنهن إدارة البيت من حيث النظافة وترتيبات أخرى..
رجعت إلى البيت وبقيت هذه الكلمات تنخر تلابيب مخي، يا ترى ما سبب الطلاق الذي بات وباء مجتمع اليوم؟
هل هو عدم معرفة الزوجة بإعداد الأطباق الشهية أم عدم المعرفة باحتياجات الزوج؟
وهل إعداد الطعام مسألة مهمة كي يطلق الزوج الذي هو أفضل شعاراته "كمال العقل" زوجته بسبب الطعام؟
نادراً ما نسمع إن أحد ما تطلق بسبب الطعام ولكن ما يطغى على ساحة الإعلام وفي مجتمع اليوم هو عدم التفاهم والتفاقم فمن أهم الأسباب نستطيع ان نشير إلى الأمور التالية:
_اختلاف المبادئ والاهتمامات:
حيث يدفع هذا الاختلاف الزوجين إلى شجار دائم وعدم الثقة بحب بعضهما البعض ويصلان في آخر المطاف إلى نهاية الطريق الذي يتوجب عليهما أن يسلك كل واحد طريق مختلف ويشعران بالغربة حيال بعضهما البعض.
-عدم إشباع الرغبات والاهتمام باحتياجات شريك الحياة:
فأكثر المشاكل تنشأ من عدم إشباع الرغبات حيث يشعر الشريك بالعطش الدائم وعدم الارتواء لذلك قد يلجأ إلى منابع أخرى ليروي عطشه أو تروي عطشها.
_تدخل الأهالي: عندما يريد المهندس أن يبني البناء يضع خارطة ويتبع هذه الخارطة ليقدم أفضل ما يمكنه وهو معروف "عندما يجتمع الطباخون تحترق الطبخة"، تدخل الأهل في أمور الزوجين يؤدي إلى اختراق العلاقة بينهما ويصبح  البناء بدلاً عن منزل فاخر إلى خراب.
فجميل أن يقدم الأهل النصائح لأولادهم ويبينوا لهم الطريق الأحسن ولكن التدخل المباشر وبشكل دائم يقضي على علاقة الزوجين وبالتالي يجبرهم على الطلاق.
_غياب التواصل بين الأزواج:
حيث يبتعدان كل البعد عن بعضهما البعض ويصبحان ككائنين يلزم عليهما العيش في بيتٍ واحد فكثيراً ما يشكو الأزواج وتشتكي  الزوجات من عدم القدرة على الكلام حول المشاكل الموجودة، فبالتالي تتجمع هذه المشاكل لتظهر كحائط كبير بينهما ويبعدهما عن الآخر.
_عدم الشعور بالمسؤولية:
عندما يقصر أحد الطرفين في واجباته يدفع شريكه إلى التقصير أيضاً وهكذا تحدث الطامة الكبرى وترفع أصابع الاتهام نحو الطرف المقابل.
إذا الطعام غذاء الجسد والزواج غذاء الروح وطريق نحو الكمال، لا نستطيع أن نؤخر الزواج لأن البنت لا تستطيع أن تعد الطعام فإعداد الطعام سهل التعلم وخلال أيام قليلة تستطيع البنت أن تصبح طباخة ماهرة ولكن لا نستطيع أن نقول للشاب العطشان إنتظر سنوات كي ترتوي هكذا ربما يلجأ إلى الحرام ويحدث ما يحدث في مجتمعنا اليوم، الزواج حاجة كما الإنسان يحتاج إلى الطعام والماء وباقي مستلزمات العيش جميل أن نؤهل البنات والأولاد على الزواج ونثقفهم بدل أن نبعدهم عن الطريق الصحيح ونُقَيّم الأهم من المهم، صحيح الطبخ يؤثر على سعادة الزوج ولكن الاهتمام بباقي احتياجات الزوج أهم بكثير من الطبخ لأن طلاق اليوم طلاق المشاعر
 وعدم تبادل الحب والاحترام، والتلوث بالشهوات من الموانع الأساس لنيل الكمال وإشاعة الفحشاء في المجتمع، قال الإمام الباقر عليه السلام: "ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفّة بطن وفرج"*1.
والزواج المبكر يحصن الإنسان من الوقوع في الزلات، فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من شاب تزوّج في حداثة سنّه إلّا عجّ شيطانه: يا ويله، يا ويله! عصم منّي ثلثي دينه. فليتّق الله العبد في الثلث الباقي"*2.
وعن الإمام الرضا عليه السلام: "نزل جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السلام، ويقول: إنّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلّا اجتناؤه وإلّا أفسدته الشمس، وغيّرته الريح، وإنّ الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهنّ إلّا البعول، وإلّا لم يؤمن عليهنّ الفتنة، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فجمع الناس ثمّ أعلمهم ما أمر الله عزّ وجلّ*3.
ربما البنت في الخامسة عشر تفوق قدراتها وتعاملها على بنت الثلاثين لأنها أتقنت ثقافة الزواج ومهارات الحياة الزوجية، فلنغير طريقة تفكيرنا، لنرتقي نحو الأفضل  نهيء أكبادنا لما فيه الصلاح والإصلاح..




______________________________
1- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص80.
2- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج103، ص 221.
3- م. ن، ج16، ص 223.


المصدر: بشرى.
فهيمة رضا

التعليقات (0)

اترك تعليق