مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

هل يرحل الحب بعد شهر العسل؟

هل يرحل الحب بعد شهر العسل؟

هل يرحل الحب بعد شهر العسل؟

بينما يتلهف الجميع بإشعال جمرة الحب في حياتهم هناك بالمقابل أمور تخمد هذه الجمرة وتقضي عليها، يا ترى ما هي هذه الأمور والأفعال التي تدفع الحب بأن يترك المكان ويرحل؟
الإجابات كانت أكثر من رائعة عندما قامت بشرى حياة بهذا التحقيق..

حيث قالت علياء جمال:
"قضيت أياما سعيدة مع زوجي في شهر العسل بتركيا ولكن بعد الرجوع من شهر العسل تغير زوجي كثيراً حيث كنت أعد الطعام وأنتظره إلى ساعة متأخرة من الليل وبعد رجوعه يخبرني بأنه أكل مع أصدقائه ويتحول إلى إنسان منعدم المشاعر ويقول كل أصدقائي يفعلون ذلك.
وعندما رجعت إلى والدتي لأطلب منها المساعدة أخبرتني بأنه يجب علي أن أقبل هذه الحياة وأتأقلم معه كي يرضى عني ربما لأن الناس فهموا معنى الحب بطريقة خاطئة نقع في هكذا مهالك!".

وقال أيسر هادي:
"في بداية الزواج تكون المرأة على أشد الاهتمام بنفسها وبعد مرور أعوام أو شهور تنسى نفسها وتغرق في أعمال البيت... وتنسى أن هناك رجل يرغب أن يراها أجمل ما يمكن ويشعر الرجل بأنه مهمل بعض الأوقات ويسلك الطريق الأسهل ويشبع غريزته خارج البيت بدل أن يساعد زوجته على معرفة أخطائها أو يفتح عينه ليرى سبب إهمالها لنفسها وهكذا، ربما يعيشان معاً تحت سقف واحد ولكن مع حب غائب!".

وقالت أم مصطفى الحائري:
"عندما كبرت وكنت على وشك الزواج كنت أسأل أختي الكبيرة هل لا زلتِ تحبين زوجكِ بعد مضي هذه السنوات، ألم تضجري منه؟
معقولة إنسان يحب شخص ولا يضجر منه؟
سؤال كان يشغل بالي، هل يمكن أن يحب الإنسان شخص ليس من دمه ويبقى معه طوال حياته؟
هي كانت تضحك علي في ذلك الوقت، من بعد الزواج اكتشفت أنه كلما يعيش الإنسان أكثر يزداد الحب ولكن يرجع إلى المرأة والرجل والتفاهم.
الدنيا أخذ وعطاء، كلما يعطي الشخص يحصل عليه، ما دمنا نخطو على خطى أهل البيت سوف يزداد الحب وتزداد المودة، إذا تريد أن تكون سعيدا أعطي الحب لتستلم الحب".

لم يبدأ الحب حتى ينتهي! هكذا قالت إيمان هادي:
"الحب في شهر العسل لم يبدأ بعد حتى ينتهي،  ما نسميه حب في تلك الأيام ما هو إلا حرارة الشهوة الجامحة التي تجتاح الرجل والمرأة على سواء، إنما يولد الحب مع المعاشرة الصادقة التي تهدف لبناء بيت سعيد كما يريده الله  وهذا الحب لا ينتهي أبدا بشرط أن يكون فيه المودة والرحمة من الطرفين والمودة أن تذكري كل حسنة قام بها زوجك أمام الآخرين فترفعي شأنه أمام الناس وتذكريه أنه أغلى شيء في حياتك قولاً وفعلاً وتكرري ذالك بلا كلل ولا ملل حتى يتعلم منك ذلك.
وأن ترحميه في واجباته من عمل أو مصروف أو حاجة ملحة لا يستطيع قضائها أو ما شابه كما ترحمين ابنك أو أباك  وتكرري ذلك مراراً حتى تنتقل هذه الصفة الجميلة منك إليه لأن الحب ليس كما يدعي البعض يأتي من النظرة الأولى بل هو تعلم وتطبيق كما يقول الرسول الأعظم(ص) (علموا أولادكم حب نبيكم وآل بيته)".

رأي الأخصائي في علم الاجتماع والحياة الزوجية محمد جواهري كان:
يجب أن نعرف أن الرجل والمرأة يختلفان من حيث الشخصية والظروف والسيكولوجية وتركيبهم الفيسيولوجية، لذلك لا يمكن أن يفكر الرجل كما تفكر المرأة! بعد الزواج ربما يحمل الزوج الكثير من الديون  لذلك من الطبيعي أن يغوص في أعماق المحيط ويفكر كيف يخلص نفسه من هذه الديون.
وبما أن الحياة الزوجية تجربة جديدة له يحتاج إلى وقت كي يتغير شيئا فشيئا ولكن كثير من الزوجات ترغب في تغييره جذرياً منذ البداية ولا تحترم خصوصياته، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه (وجعل بينكم المودة والرحمة)، تأتي المودة والرحمة بمرور الزمان وتنمو ولكن هذا الحب يحتاج إلى رعاية واهتمام  لذلك نصيحتي للزوجة بأن تكون منبع الحنان وتساعده على الخلاص من العادات السيئة والديون وما يشغل باله.
وفي المقابل تكون ذكية كي تحصل على ما تريد باحترام، فالزوجة الفهيمة هي التي تكيف نفسها مع مختلف الأجواء داخل بيتها وتسعى لمعالجة المشاكل بطريقة عقلانية وحكيمة.
ونصيحتي للزوج بأن لا ينسى كلمات الحب لأنها مفتاح قلب المرأة كما قال رسول الله صلى الله عليه واله: عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): قول الرجل للمرأة: إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا.
تشبه الحياة الزوجية حديقة يانعة باستطاعتكما أن تفكرا جيداً فيما ترغبون أن تزرعون فيها  وتحصلون عليها في المستقبل أو تفكرون بتلك الحشرات التي توجد في الحديقة وتنسون الهدف الأسمى الذي جمعكما!.
لا تنسيا بأن هذه الحديقة تحتاج إلى رعاية واهتمام كي تصبح أجمل وتزهر فيها الحب والحنان،
إذن الحب لا يغيب بل يزداد يوماً بعد يوم إن عرفنا كيف نتعامل بأحسن حال، ((لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً)).



فهيمة رضا

التعليقات (0)

اترك تعليق