صلوا أرحامكم ولو بالتسليم؛ فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا، وخير لكم في آخرتكم
«يَا أَيُّهَا النَّاس اتقُّوا رَبَكُم الذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الذي تَسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقيباً»(1)
تعظيم صلة الأرحام:
- في الكافي: عن جميل بن دراج، قال: "سألت أبا عبد الله (ع): عن قول الله عز ذكره: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً»، فقال: يعني أرحام الناس، أن الله عز وجل أمر بصلتها وعظمها، ألم ترى أن الله جعلها معه".
- وعن عمر بن حنظلة، عن الصادق عليه السلام في قول الله تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام» قال: "هي أرحام الناس، أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمتها، ألا ترى أنه جعلها معه".
- عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (ع)، قال: "سألته عن قول: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، فقال: هي أرحام الناس، أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمتها، ألا ترى أنه جعلها معه".
لصلة الأرحام مراتب كثيرة، أدناها التسليم:
في الكافي: عن أبي بصير، عن (ع)، قال: "قال أمير المؤمنين عليه السلام صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً».
من آثار صلة الرحم:
في الدر المنثور: أخرج عبد بن حميد بن عكرمة في قوله تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، قال ابن عباس: قال رسول الله (ص): "يقول الله تعالى، صلوا أرحامكم، فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا، وخير لكم في آخرتكم".
صلة الرحم ورحم آل محمد (ص):
في الكافي: بإسناده عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: "إن رحم آل محمد الأئمة المعلقة بالعرش، تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، ثم هي جارية في المؤمنين، ثم تلا هذه الآية: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام».
لا ريب في أن آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين هي المتيقنة مما ورد في صلة الأرحام من الكتاب والسنة والأدلة العقلية. ومعنى التعلق بالعرش كونهم بوجودهم النوراني موجودين في هذا المقام العظيم، يدعون لمن وصلهم وعلى من قطعهم.
وفي الكافي، بإسناده عن جميل بن دراج، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام» قال: هي أرحام الناس، إن الله أمر بصلتها وعظمتها، ألا ترى أنه جعلها معه".
ولا تنافي بينها وبين ما تقدم من تفسير صلة الرحم برحم آل محمد عليهم السلام، لأن هذه الرواية تبيّن بعض أقسام الرحم، وليست في مقام الحصر الحقيقي حتى يتحقق التنافي.
العياشي عن الأصبغ بن نباتة، قال: "سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه، فإن الرحم إذا مسها الرحم استقرت، وأنها متعلقة بالعرش ينقضه انتقاض الحديد، فينادي: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وذلك قول الله في كتابه: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً»، وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض من فوره، فإنه يذهب رجز الشيطان".
لا تنافي بين هذه الرواية وبين ما دلت على أن رحم آل محمد صلوات الله عليهم متعلقة بالعرش، لأن مراتب التعلق متفاوتة جداً.
ومعنى تعلق سائر الأرحام بالعرش حضورهن بالحضور العلمي لدى الله تبارك وتعالى، والدعاء لمن وصلهم وعلى من قطعهم.
وأما أن مس كل رحم بالرحم يوجب هبوط فوران الغضب، فلما أثبته العلم الحديث من انتهائهم إلى شيء واحد، فستستولي الوحدة وتنطفي الغضب.
وأما ذيل الرواية، فلأن القعود يوجب سكون فوران الدم في الجملة، فيتوجه إلى نفسه فيحصل له التعوذ من الشيطان.
وعن ابن شهر آشوب بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام».
نزلت في رسول الله (ص) وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه (ص).
يستفاد منه أن الرحم ما كان متصلاً إلى يوم القيامة، وكان رحماً فيها أيضاً، وهو مختص بنسب رسول الله (ص)، لأن ما سواه ينسون أنفسهم في تلك الأهوال والشدائد فضلاً عن أرحامهم، قال تعالى: «يوم يفر المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه».(2) وفي تفسير علي بن إبراهيم قال:" تساءلون يوم القيامة عن التقوى هل اتقيتم؟ وعن الأرحام هل وصلتموها".
وعن علي بن إبراهيم في تفسيره أيضاً، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام "الرقيب الحفيظ"، حيث أن رقابته جل جلاله من الحضور العلمي الإحاطي، وهذا يستلزم الحفظ بما يراه من المصالح.
وفي المجمع: عن الباقر عليه السلام: "اتقوا الأرحام أن تقطعوها"، فالروايات في حرمة قطع الرحم كثيرة جداً، وهي من المعاصي.*
الهوامش:
1- سورة النساء، الآية: 1.
2- سورة عبس، الآية: 34-37.
* بتصرف.
المصدر: السبزواري، عبد الأعلى الموسوي: مواهب الرحمان في تفسير القرآن. ط3، مؤسسة المنار، ج:7، ص: 222.
تعظيم صلة الأرحام:
- في الكافي: عن جميل بن دراج، قال: "سألت أبا عبد الله (ع): عن قول الله عز ذكره: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً»، فقال: يعني أرحام الناس، أن الله عز وجل أمر بصلتها وعظمها، ألم ترى أن الله جعلها معه".
- وعن عمر بن حنظلة، عن الصادق عليه السلام في قول الله تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام» قال: "هي أرحام الناس، أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمتها، ألا ترى أنه جعلها معه".
- عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (ع)، قال: "سألته عن قول: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، فقال: هي أرحام الناس، أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمتها، ألا ترى أنه جعلها معه".
لصلة الأرحام مراتب كثيرة، أدناها التسليم:
في الكافي: عن أبي بصير، عن (ع)، قال: "قال أمير المؤمنين عليه السلام صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً».
من آثار صلة الرحم:
في الدر المنثور: أخرج عبد بن حميد بن عكرمة في قوله تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، قال ابن عباس: قال رسول الله (ص): "يقول الله تعالى، صلوا أرحامكم، فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا، وخير لكم في آخرتكم".
صلة الرحم ورحم آل محمد (ص):
في الكافي: بإسناده عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: "إن رحم آل محمد الأئمة المعلقة بالعرش، تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، ثم هي جارية في المؤمنين، ثم تلا هذه الآية: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام».
لا ريب في أن آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين هي المتيقنة مما ورد في صلة الأرحام من الكتاب والسنة والأدلة العقلية. ومعنى التعلق بالعرش كونهم بوجودهم النوراني موجودين في هذا المقام العظيم، يدعون لمن وصلهم وعلى من قطعهم.
وفي الكافي، بإسناده عن جميل بن دراج، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام» قال: هي أرحام الناس، إن الله أمر بصلتها وعظمتها، ألا ترى أنه جعلها معه".
ولا تنافي بينها وبين ما تقدم من تفسير صلة الرحم برحم آل محمد عليهم السلام، لأن هذه الرواية تبيّن بعض أقسام الرحم، وليست في مقام الحصر الحقيقي حتى يتحقق التنافي.
العياشي عن الأصبغ بن نباتة، قال: "سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه، فإن الرحم إذا مسها الرحم استقرت، وأنها متعلقة بالعرش ينقضه انتقاض الحديد، فينادي: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وذلك قول الله في كتابه: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً»، وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض من فوره، فإنه يذهب رجز الشيطان".
لا تنافي بين هذه الرواية وبين ما دلت على أن رحم آل محمد صلوات الله عليهم متعلقة بالعرش، لأن مراتب التعلق متفاوتة جداً.
ومعنى تعلق سائر الأرحام بالعرش حضورهن بالحضور العلمي لدى الله تبارك وتعالى، والدعاء لمن وصلهم وعلى من قطعهم.
وأما أن مس كل رحم بالرحم يوجب هبوط فوران الغضب، فلما أثبته العلم الحديث من انتهائهم إلى شيء واحد، فستستولي الوحدة وتنطفي الغضب.
وأما ذيل الرواية، فلأن القعود يوجب سكون فوران الدم في الجملة، فيتوجه إلى نفسه فيحصل له التعوذ من الشيطان.
وعن ابن شهر آشوب بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام».
نزلت في رسول الله (ص) وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه (ص).
يستفاد منه أن الرحم ما كان متصلاً إلى يوم القيامة، وكان رحماً فيها أيضاً، وهو مختص بنسب رسول الله (ص)، لأن ما سواه ينسون أنفسهم في تلك الأهوال والشدائد فضلاً عن أرحامهم، قال تعالى: «يوم يفر المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه».(2) وفي تفسير علي بن إبراهيم قال:" تساءلون يوم القيامة عن التقوى هل اتقيتم؟ وعن الأرحام هل وصلتموها".
وعن علي بن إبراهيم في تفسيره أيضاً، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام "الرقيب الحفيظ"، حيث أن رقابته جل جلاله من الحضور العلمي الإحاطي، وهذا يستلزم الحفظ بما يراه من المصالح.
وفي المجمع: عن الباقر عليه السلام: "اتقوا الأرحام أن تقطعوها"، فالروايات في حرمة قطع الرحم كثيرة جداً، وهي من المعاصي.*
الهوامش:
1- سورة النساء، الآية: 1.
2- سورة عبس، الآية: 34-37.
* بتصرف.
المصدر: السبزواري، عبد الأعلى الموسوي: مواهب الرحمان في تفسير القرآن. ط3، مؤسسة المنار، ج:7، ص: 222.
اترك تعليق