بلى… أشتاقه
بلى… أشتاقه
اقتربت على مهل… وفي سكينة خطواتها نسجت آلاف الحكايا… شعرت بلهيب في أعماق فؤادها، ولكنه لهيب دافئ غير مؤذي! وكيف للهيب الشوق إلى عينيه أن يؤذيها؟! شعرت بنبضات قلبها تتسابق وكأنها لأول مرة تراه. فأغمضت عينيها واستعدت للقاء…. بلى! أغمضتهما! فرؤيته ما عادت تحتاج إلى عينيها المشتاقتين! فهو قد سمى بكل تفاصيله! حتى أنه لا يستطيع رؤيته إلا مَن نظر بعيون الروح!
وهي بارعة في فنون التواصل الروحي! هي لم تغب يومًا عن روضه مذ ولادته! فبمعاني العشق الشهيد لا يولد إلا في يوم شهادته… "ألا تشتاقينه؟!”
" بلى… أشتاقه إلى الحد الذي لا حد له!”
”وما لتلك البسمة تعتلي محياك وهو بعيد عنك! وهو قد رحل! ”
“عباسي ما رحل ولم يرحل! بل اقترب أكثر وأكثر!”
فالعشق الطاهر المتصل بعشق الله لا يستمر في أرض الفناء!
“لم يشأ الله أبدا أن يظل العشاق المتعلقين ببعض جداً معا!” هذا ما يقوله همت!
وهذا ما شهدته هي بعد ولادة عباس!
إن شهادة عباس ما هي إلا انتقال عشقهما إلى مرحلة أعلى وأسمى…! إلى مرحلة التواصل الروحية! متخطين معاني المادة والرؤية السطحية…
بعد هذا الحوار اللامنتهي، جلست بهدوء قرب مرقده الخارج عن صيغة الدنيا وابتسمت لصورته وحيتها تحية خفية روحية لا يفقهها إلا أهل العشق، وبدءا حوارهما الطويل….
بتول حمود.
المصدر: العابرون.
اترك تعليق