مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

“قم أبا الفضل، هذا القمر لنا”

“قم أبا الفضل، هذا القمر لنا”

هذا القمر لنا

دخل إلى مجمع سيد الشهداء بعد أن تخطى بصعوبة زحمة البوابة الرئيسية، ربط الكيس على حذائه وهو يحث خطاه إلى أقرب نقطة من المنصة، فالليلة هي ليلة العاشر من المحرم، ولا بد أن يظهر السيد شخصياً كما في العام الماضي.
كان وسيماً، وكان يعرف ذلك جيداً، ولم يكن يخجل أن يتباهى بإطلالته الملفتة من وقت إلى آخر. عدّل كوفيته الخضراء، لأن الأخضر يبرز زيتون عينيه، وانتظر بحماس. أطل السيد، وعلاء لم يستطع منع نفسه من التلبية والنداء بلهفة، ولما هدأ الجمع وانطلق السيد في خطابه، سرح علاء شعره بأصابعه، وتأكد أن الكوفية مرتبة حول جيده ثم أعطى ظهره للمنصة ليأخد الـ”سيلفي” التي سيضعها على فيسبوك هذا المساء.
نزل السيد عن المنصة وبدأ المجلس. تربع علاء على الأرض وغطى رأسه بالكوفية، وفي لحظة خفتت الضوضاء والأضواء في نفس علاء.
في عليائها نظرت زينب إلى الجمع وما لبثت أن نادت “قم أبا الفضل، هذا القمر لنا”.



المصدر: العابرون.
فاطمة همدر

التعليقات (0)

اترك تعليق