مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

سنلتقي..

سنلتقي.. آية وعباس قصة حبّ تفوّق عليها حبّ الوطن

سنلتقي..

آية وعباس قصة حبّ تفوّق عليها حبّ الوطن..

في العام 2016 التقت آية بـ عباس في أحد الأماكن العامة وبالتحديد في حارة حريك، أحبّها، لكن لم يطلب لقاءها خارج المنزل حفاظاً عليها.
لم يرضى عباس بأن نتكلم سوياً إلا بمعرفة الأهل وطبعا مثل كل فتاة وشاب توجهت إلى أهلي وأخبرتهم وعباس كذلك في ليلة ١٤_٧_٢٠١٦ توجه عباس لمنزلنا حيث جلس مع الوالد وقال له: ”إي يا حاج من الآخر أنا شفت آية والصراحة عجبتني ومتلي متلكن عندي هالمعاش وعم عمر هالبيت". ابتسم له الوالد وقال لعباس: ”إلي الشرف بأفضالك ولعله خير"، جلسنا كثيراً وتحدثنا..
في الشهر الثاني من التعارف توجهت إلى العراق لزيارة المقامات الدينية هناك.. وتوجه عباس إلى الزبداني واتفقنا على اللقاء يوم الإثنين.. وصلت من الزيارة ولكن عباس كان سبقني بيومين لأنني بقيت يومين في النجف غير الأيام المفروضة وصلت وكان بانتظاري في المطار وقلوبنا تحترق من شدة الشوق كنت أرتدي شال في الزيارة وعند وصولي خلعت الشال وألبسته لعباس وقلت له هذه هديتي لك، وصلت إلى المنزل وكان عباس واضعاً لي باقة ورد حمراء لعيني.
وبعد مرور ثلاثة أشهر من التعارف تم عقد القران على مهر الشهادة وشفاعة في يوم المحشر.
كان الشهيد عباس يحدّثني دائما عن الحبّ والدين ومن أهم الأمور لديه الصبر فكان يوصيني بالصبر دائماً.
عن أحلامنا: كانت كبيرة، وهي عبارة عن منزل زوجيّ يجمعنا، وحياة مليئة فرح وحب، كنا نحضر للمنزل حيث أحضرنا عفش المنزل وأنا في آخر فترة التي كان عباس بها في العمل كنت أحضر أغراض المنزل وفي يومها حين أحضرتهم طلبت مني أمي أن أحضر بعض الأكياس لأوضب الأغراض لكن لم أرضى فقلت لها حينما يأتي عباس أريه إياهم ومن ثم أوضبها لكنني لم أكن أدري أن عباس لن يراهم.
ليلة الإثنين لم أكن أدري أنني سأفقد حبيبي شهيداً وأقدمه للزهراء استيقظت قلقة عند الساعة 2 صباحا وأنا أنظر إلى هاتفي أين حبيبي عباس كانت آخر رسالة منه عند الساعة 10:03 مساء ولم يعد يتكلم معي! ذهبت نائمة حتى موعد أذان الفجر. عند الساعة 4:00 صباحا استيقظت قمت جهزت نفسي للصلاة عندي صلاتي وأنا قلقة على حبيبي أكملت صلاتي ولم أذكر حتى الآن ماذا بدأت أدعي لله وللزهراء.. ذهبت إلى فراشي وأرسلت له رسالة أقول فيها: عمري وينك؛ والله ما قدرت نام كان عباس في وقتها شهيدا نظرت إلى الحائط بوجه سريري فأرى حبيبي في نعشه راقدا وأنظر على يميني على النافذة وجهه ضاحكا ينظر إلي بقميصه الذي شيعته فيه فصرت أراود نفسي ليش عم فاول عليه؛ خلص خليني نام بكون لأن قلقانة هيك عم فكر وبدأت أستيقظ وأنام.. حتى حان موعد المعهد اسيقظت وذهبت إلى المعهد نزلت إلى القاعة بعد مرور ساعة يأتي أصعب خبر استشهاد عباس..
لم أكن أعلم أنّ عباس سوف يرحل ولن يكون معي أثناء تقديمي لامتحاني الرسمي؛ وهو من درسني طوال هذة السنة التي مرت وأعطاني القوة لإكمالها بالنجاح ولكن رغم كل الصعوبات أكملت وكان نجاحي هدية لعينيه..  
فهنيئا لك حبيبي.. يا من كنت تمهد لي فجرا.. أنك رحلت في نعش كله ورد وجمال.. أنت من اخترت وأنت من حققت..  


المصدر: العابرون.

التعليقات (0)

اترك تعليق