مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشهيدة بنت الهدى قرّرت الاستشهاد

الشهيدة بنت الهدى قرّرت الاستشهاد

الشهيدة قرّرت الاستشهاد
 
بعد أن اعتُقل السيّد الشهيدرحمه الله عادت الشهيدة إلى المنزل، فقلت لها: كان المفروض أن تتريّثي قليلاً؛ كي تتبيّن الاُمور وتتوضّح، إنّ هذا الخطاب من الممكن أن يؤثّر عليكم سلباً، ويفتح صفحة جديدة لكم في سجلاّت الأمن، وتزداد مراقبة الأمن لكم، إضافة إلى الآثار التي ستترتّب على السيّد.
فقالت الشهيدةرحمها الله: إنّ المسؤوليّة الشرعيّة والواجب الدينيّ هو الذي دفعني إلى اتّخاذ هذا الموقف، إنّ زمن السكوت انتهى، ولا بدّ أن نبدأ صفحة جديدة من الجهاد، لقد سكتنا طويلاً، وكلّما طال سكوتنا كبرت محنتنا، وازدادت أتعابنا، لماذا أسكت وأنا أرى مرجعاً مظلوماً يقع في قبضة هؤلاء المجرمين؟
قلت: إنّ هولاء المجرمين لا يتورّعون من أن تمتدّ أيديهم القذرة إليكم، ويمكن أن ينالك الإعدام.
فقالت: والله إنّي أتمنّى الشهادة في سبيل الله، ولقد قرّرت أن اُستشهد منذ اليوم الأوّل الذي جاءت فيه الوفود، فأنا أعرف هذه السلطة، وأعرف وحشيّتهم وقساوتهم، وأعلم أنّ الرجل والمرأة عندهم سواء، أمّا أنا فسيّان عندي أن أعيش أو أموت، ما دمت واثقة بأنّ موقفي كان لله ومن أجله تعالى.
لقد كنت أستمع للشهيدة وكأنّي أستمع لزينب بنت أمير المؤمنينعليه السلام إنّها تتكلّم من أعماقها كلام الواثقة كلّ الثقة بعقيدتها وقضيّتها. لقد جسّدت بنت الهدى إيمانها العظيم وصلابتها الهائلة، ليس في حادث اعتقال السيّد الشهيد فقط، بل وفي طيلة فترة الاحتجاز وفي يوم اعتقالها كما سيأتي.


المصدر: من كتاب "الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف"، آية الله العلامة كاظم الحسينيّ الحائريّ.

التعليقات (0)

اترك تعليق