أبو أسماء يتّصل ببنت الهدى
أبو أسماء يتّصل ببنت الهدى
في هذه الأثناء اتّصل أبو أسماء مدير الشعبة الخامسة وطلب أن يتحدّث مع السيّدة بنت الهدى:
أبو أسماء: "ما هذا الضجيج والتظاهرات ضدّنا؟ [لماذا تثيرين الناس ضدّنا؟! لماذا تخرجين إلى الشارع وتردّدين الشعارات ضدّنا؟!]".
بنت الهدى: "وهل تعلم ما فعلت قوّات أمنكم؟ وهل أنت لا تعلم باعتقال السيّد! إنّ الناس هرعوا للاحتجاج والاستنكار على أعمالكم وتصرّفاتكم".
أبو أسماء: "ليس هناك ما يوجب ذلك، كلّ ما في الأمر أنّ القيادة طلبت أن تلتقي بالسيّد ليس إلاّّ وليس هناك أمر باعتقاله".
بنت الهدى: "هل تعتبر مجيء مدير أمن النجف في الساعة السادسة صباحاً زيارة للسيّد مع هذا العدد الكبير من القوات التي حاصرت بيتنا من الليل حتّى الصباح؟!".
[أبو أسماء: "أنا سوف أقطع لسانك عاجلاً أم آجلاً"
وكان السيّد الصدر (رحمه الله) حاضراً يسمع ما يقوله فقال له: "تأدّب واحترم نفسك][1]".
فتكلّم نائب المدير بكلمات غير لائقة وغير مؤدّبة[2]، فقال له السيّد الصدر (رحمه الله) بصوت مرتفع: "تأدّب"، فقال له: "أنا لك.. سأقطع لسانك.."، وانصرف.
عندها توجّه السيّد محمود الخطيب إلى السيّد الصدر (رحمه الله) قائلاً: "سيّدنا، الوضع ليس واضحاً لحدّ الآن ولسنا نعلم ماذا يريدون.. بالراحة..".
السيّد الصدر: "ابني.. الموت مرّة أم مرّتين؟!".
السيّد الخطيب: "مرّة".
السيّد الصدر: "خلص، مرّة.. أنت فقط اصبر".
ثمّ دخل زهير مرّة ثانية موجّهاً كلامه إلى السيّد الخطيب بشدّة: "أنت.. قم، انهض..". فأجابه السيّد الخطيب: "بسيطة"، فقام وقبّل يد السيّد الصدر (رحمه الله) الذي قال له: "كان الله معك، اطمئن[3]".
ثمّ بعد ذلك نقلوا السيّد محمود الخطيب إلى زنزانة انفراديّة، وكان قد اتّفق مع السيّد الصدر (رحمه الله) على الأمور التي يجيب عنها[4]، ونقلوا السيّد الصدر (رحمه الله) إلى غرفة المدير العام (فاضل البرّاك).
________________________________________
[1] الشهيدة بنت الهدى، سيرتها ومسيرتها: 126. وما بين [] مستفادٌ من مذكّرات السيّد محمود الخطيب. وقد ورد في المصدر الأوّل أنّ ذلك كان أثناء عودة السيّد الصدر (رحمه الله) إلى النجف، وما أثبتناه مستفاد من السيّد محمود الخطيب الذي كان حاضراً.
[2] لا يليق ذكر ما قاله (زهير).
[3] حدّثني بذلك السيّد محمود الخطيب بتاريخ 15/5/2004م.
[4] الإمام محمّد باقر الصدر... معايشة من قريب: 108.
المصدر: محمد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، أحمد عبدالله أبو زيد العاملي، ج: 4.
اترك تعليق