مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

بنت الهدى(رحمها الله) تترك مدراس الزهراء(عليها السلام)

بنت الهدى(رحمها الله) تترك مدراس الزهراء(عليها السلام)

بنت الهدى (رحمها الله) تترك مدراس الزهراء(عليها السلام)

صدر قرارٌ عن مجلس قيادة الثورة البعثي نصَّ على تأميم المدارس الأهليّة كافّة وقد ادّعى بعض المعاصرين تارةً بأنّ السيّد الصدر (رحمه الله) عدل عن أطروحته أو تراجع عنها (مسائل في البناء الفكري: 9 - 10؛ نظرات إلى المرجعيّة: 9، 32؛ صحيفة المبلغ الرسالي، العدد 108، 10/4/1997م: 10)، وأخرى بأنّ مشروعها بقي في ذهنه ولم يشهد التطبيق (مقدمّة الحقّ المبين، ط30 :2). وبعيداً عن التهافت الحاصل بين دعوى العدول والتراجع وبين دعوى بقاء المشروع في ذهنه (حيث تعني الدعوى الثانية عدم التطبيق مع عدم العدول)، فإنّه وبحسب التعبير العلمي: لا يؤثّر المقتضي في مقتضاه إلاّ إذا تحقّق الشرط وارتفع المانع، ولا يكشف بالضرورة عدمُ المقتضى عن عدم المقتضي.
وإلحاقها بوزارة التربية والتعليم ونقل مسؤوليّة الإشراف التام عليها إلى الوزارة، وكان من أهداف هذا القرار القضاء على (قلاع الحجاب) بحسب وصف أحدهم إيّاها.
وبالرغم من أنّ القانون -وبحسب ما ورد فيه- قد شمل المدارس الأهليّة كافّة، إلاّ أنّ السلطة سرعان ما أعادت الشرعيّة إلى المدارس المسيحيّة والأرمنيّة والمدارس الأهليّة الأخرى، مع دعمها ماليّاً وإعلاميّاً.. واتّضح فيما بعد أنّ الهدف من وراء القرار المذكور كان هذه المدارس بالذات، ولم يكن أمام السيّدة آمنة الصدر (رحمها الله) إلاّ أن تخرج، وقلبها يتفطّر أسىّ وحزناً..
لم تقتنع (رحمها الله) أبداً بالرجوع إلى موقعها، بالرغم من الكتب الرسميّة التي بعثت إليها.. وكانت تجيب مَن يسألها عن سبب قرارها الحازم هذا بالقول: «لم يكن الهدف من وجودي في المدرسة إلاّ نوال مرضاة الله، ولمّا انتفت الغاية من المدرسة بتأميمها، فما هو جدوى وجودي بعد ذلك؟»(1).


_______________________________
(1) نبذة عن حياة الشهيدة بنت الهدى (ملف)؛ وانظر: الشهيدة بنت الهدى، سيرتها ومسيرتها. 


المصدر: محمد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، الشيخ أحمد أبو زيد العاملي، ج2.

التعليقات (0)

اترك تعليق