مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

رسالة من الشهيدة بنت الهدى لصديقتها في لبنان الست عزة

رسالة من الشهيدة بنت الهدى لصديقتها في لبنان الست عزة

بسمه تعالى


أختي الغالية الست عزّة.. أعزّك الله ورعاك ولا حرمني أخوتك الصادقة وصداقتك الوفيّة..
عزيزتي..
لا أدري ماذا أكتب والمشاعر تزدحم في فكري والذكريات تتسابق في مُخيلتي وتمرّ أمام ناظري بما تحمل لي من لقاءات سعيدة وعواطف صادقة وأخوّة فريدة عشناها لفترة من الزمن ولا أزال أستشعر طعم حلاوتها وأحنّ إلى عطاءاتها الروحية كحنين الصاوي إلى الماء أو الطاوي إلى الغذاء
ذكريات خامرت فكري وذهني      لستُ أدري أيها أقرب مني 
فأنا يا عزيزتي ومهما فرّقتنا الأيام أو تطاولت بيننا الأعوام سوف أبقى أعيش ذكرى أخوّتك وأستعيد صور قربك أيام إذ كُنّا ننهل من معين الود الخالص والأخاء الصادق ما طاب لنا في كل صباح ومساء ولم أكن لأحسب أنّ الدهر سوف يُفرّق بيننا على هذا الشكل الذي تطاولت أيامه سنين وأعوام.

ولكن هذه السنين بآلامها وآمالها لم تتمكن أن تطمس من ذهني معالم وجودك يا عزّة فهل أنت كذلك يا ترى؟

عزيزتي كتبت لك رسالة في السنة الماضية لم أستلم جوابها ولعلّ العنوان كان مغلوطاً لأني كنتُ قد دونته في فكري فقط وهو هكذا- بيروت- برج البراجنة- عين السكّة_محل عطوي_ وعلى كل حال فلم يكن عدم الجواب هو ما منعني عن الكتابة فأنا لا أقيس العواطف على حساب الصدف التي لعلّها حالت دون وصول رسالتي إليك أو دون وصول رسالتك إليّ ولكنّها المشاغل الكثيرة المستمرّة التي لعلّ أم جعفر تتمكّن أن تعطيك صورة عنها هذه المشاغل هي التي جعلتني لا أتمكن من التفرّغ إلى عواطفي الخاصة التي أنت في المحل الرّفيع الرفيع منها. ثم أرسلتُ لك. صراع. مجموعة قصصي مع (الحجيه) ولم أعرف إذا كان قد وصلك أم لا، والآن وأم المرام عازمة على السفر إلى لبنان الحبيب شعرت بحنين جارف دفعني أن أكتب إليك هذه الكلمات على عجل، ولا أدري لماذا لا تحدثك نفسك بزيارة العراق لتدخلي السرور على القلوب التي تهفو إليك هنا..

وأخيراً وليس آخراً تقبلي من جديد فائق حبي وحنيني ودعواتي والسلمى لمن لا تنساك أبداً.

 

بــنت الهـــدى

التعليقات (0)

اترك تعليق