مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أختي العزيزة الغالية الست عزة... لا عدمتك

أختي العزيزة الغالية الست عزة... لا عدمتك.. رسالة من آمنة إلى عزة

باسمه تعالى


أختي العزيزة الغالية الست عزة... لا عدمتك


ستة أشهر، نعم ستة أشهر انصرمت منذ أن فارقتك يا أخيّة ولم تصلني طيلتها منك رسالة بل لم يردني أي خبر حتى ولو كلمة نعم كلمة واحدة كفيلة بإرواء ظمأي ولكنها لم تصلني ومع كل الأسف ولماذا وأنا أترقب وصولها في كل يوم وفي كل ساعة ولماذا لأني كنت على موعد معك، أن لا تناسي أختك آمنة صديقتك آمنة القائمة على حبك والمعتكفة على محراب الوفاء لك..

ولكن الأسابيع مرّت وتبعتها الشهور وأنت كما أنتِ وأنا كما أنا، أما أنا فكيف أنا لستُ عتبانة ولا غضبانة وعلم الله أنّي لو أردتُ أن أعتب عليك أو أغضب لما تمكنتُ من ذلك ولما توصلتُ إليه ولكن فشلانة خجلانة ومصدومة مألومة تارة أخرى وفي كلا الحالتين مشوشة كأن أخشى ما أخشاه أن يكون مانعك عن الكتابة عرض أو مرض وإلا فما الذي قعد بك عن مراسلتي وأنا التي أوقفت عليك قلبي وسلّمتك مفاتيح عواطفي وأحللتك جديرة بالمحل الرفيع الرفيع جدا من روحي.

فأنا لا أصدّق أنك نسيتني أو تبرّمتِ بالكتابة أو هانت لديك مقاطعتي أو ثقلت عليك صداقتي إلى غير هذه المعاني لا أنا لا أصدّق هذا حتى ولو صرّحتِ به أنتِ بنفسك لقلت لا بدّ أن تكوني مندفعة وراء غاية وأنك لا تقصدين ما تقولين، وأنا لا أقول أن قلبك مرآة لا ينعكس عليه إلا الذي أمامه لا فقد جربتك من قبل وعرفت وفائك وإخلاصك، فلماذا بالله عليك هذه القطيعة اللّهم إلاّ إذا كان لديك مانع من الكتابة من ناحية زوجك مثلاً فأنا أعرف بعض من لا يروق لهم أن تتراسل زوجاتهم مع صويحباتها وصديقاتها وعند هذا فقط أعطيك الحق كل الحق فمن واجب كل زوجة إطاعة زوجها فيما يُريد وهذا الاحتمال وحده هو الذي منعني من الكتابة إليك طيلة هذه المدّة ولكن الآن خطر لي أن أكتب فلعلّ لديك ما يمنعك غير هذا.. 

وعلى كل حال فاعلمي يا أخية أني مهما طال بي العهد عنك ومهما انقطعت أخبارك عني سوف أبقى كما كنت أختك وصديقتك والباقية على حبك وودادك إلى الأبد وليكون من الواضح لديك يا عزيزتي أنّي لن أكلفك من أمرك رهنا ولن أرضى لنفسي أن أخلق لك في سبيل مكاتبتي مشكلة أبداً فإن مشاكِلُكِ مشاكلي وراحتك راحتي وأقصى ما أتمناه أن تكون موانعك عن الكتابة موانع لا ترجع إلى صمتك أو أي شيء مهم مثلها وإن كنت في الوقت نفسه أتألم لذلك وأأسف لكونك سمحتِ لعرض من العوارض الطارئة أن تبعدك عني وتمنعك عن الكتابة لي ولكن المهم أن تكوني سالمة غانمة سعيدة والمهم أيضاً أن أكون على ثقة من أنك في الصميم الصميم من قلبك تحتفظين لي بحبك القديم وإخلاصك السابق..

أما أنا فسأبقى أستعيد أيام مضت إلا من فكري وانمحت إلاّ من قلبي وبعدت إلا عن روحي وقد أكتب لك مرة أخرى بقصد أن أبثك لواعج قلبي وأن أشكو إليك الزمان وأحابيله فأنا لن أنساك ساعة كما لم أنساك منذ سفرك لحد الآن مع كثرة المشاكل التي صادفتني منذ سفرك لحد الآن وأهمها مرض السيدة الوالدة وابتلائها بمرض عرق النسا الشديد المصحوب بالآلام الهائلة وبعد مراجعة خمسة دكاترة  في بغداد وأخذ الأشعة، بدأت باستعمال الدواء وهي الآن وبعد خمسة أشهر من بداية العارض تعد أحسن بكثير والحمدلله ولكنها لحدّ الآن لا تتمكن من الصعود إلى الصطح (السطح) أو السير براحة أرجو من فضل الله ولطفه أن يشفيها الشفاء الكامل انشالله (إن شاء الله)...

عزيزتي الجميع من هنا يسلمون ويشتاقون ويتلهّفون على أخبارك العزيزة كما أني أسلّم على السيدة والدتك المحترمة وعلى أخواتك العزيزات وختاماً تقبّلي أصدق حبي وإخلاصي والسلمى للمخلصة.


آمنة

التعليقات (0)

اترك تعليق