مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أهمية الوعي الإيماني للنساء المجاهدات

أهمية الوعي الإيماني للنساء المجاهدات

نساء اليمن... صمود أسطوري وعطاء بلا حدود

 

لا أبالغ أبداً إن قلت أن عظمة المقاتل اليمني التي يسطرها كل يوم في جبهات الشرف والكرامة وهو يدافع عن الأرض والعرض ويجعل العالم يقف مذهولا مستغربا متسائلا عن سبب هذه القوة والبسالة لا أبالغ إن قلت أن المرأة اليمنية تكون أحد أهم أسرار صمود المقاتل اليمني في الجبهات؟
كيف لا وهي من تدعمه نفسيا ومعنويا وهي من يلهج لسانها بالدعاء له آناء الليل وأطراف النهار؟ كيف لا وهي من تشجعه على الثبات وهو فلذة كبدها أو ربما يكون زوجها وأبو أولادها أو شقيقها وسند ظهرها ولكنها تصبر وتحتسبهم في سبيل الله فرغم أنها تملك القلب الحنون والعاطفة الجياشة إلا أنها تبغي مرضاة ربها ولا تزال تشعر بالتقصير أمام الله تعالى؟ 
كيف لا وهي تخلت عن اهتماماتها كامرأة وأصبح جُل اهتمامها هو رفع مستوى الوعي لمن حولها وفي مواجهة العدوان بكل ما تستطيع؟
تغلبت المرأة اليمنية على الظروف القاسية وتأقلمت مع كل الأوضاع وصنعت من المستحيل ممكنا تحملّت أعباء أسرتها في غياب زوجها المجاهد الذي هو بدوره منشغل بالعمل الجهادي سواء في الجبهات الداخلية أو الخارجية.. تخلّت عن حقوقها واهتماماتها وأصبح كل أملها هو أن ترى النصر الكبير يتحقق مهما كانت التضحية ومهما كان الثمن.
هناك نماذج لصمود المرأة وقوتها في مواجهة العدوان برزت منذ ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر وحتى يومنا هذا فكانت المرأة تحرك فتيل الثورة في قلوب المتقاعسين والمتخاذلين المرأة وقفت وبكل قوة وحملت سلاحها سلاح الحديد وسلاح الإيمان وسلاح القلم وأقواهن سلاح الإيمان بالله والثقة فيه والتوكل عليه.
مهما كتبت ومهما قلت ومهما وصف الشعراء عظمة المرأة اليمنية فلن يستطيعوا أن يفوها ولو جزء من حقها وهي تستقبل جثمان شهيدها بالزغاريد مع الدموع التي تنهار من عينيها فهي أم وزوجة ولكنها تعرف أنهم اختاروا الحياة الأبدية وتوقن أنهم نالوا ما كانوا يتمنونه وفازوا بمجاورة النبي والشهداء وهذا ما يخفف عنها ويجعلها ترضى تماما فقدانهم بل وتستعد لتقديم المزيد من التضحية حتى تلحق بركبهم.            
 
 (صوت المرأة اليمنية وصل للخارج)
كان للمرأة اليمنية صولات وجولات في مجالات عدة فكان لها صوت في مواقع التواصل الاجتماعي واحتلت أعلى المراتب وهي تعمل جاهدة إلى جانب أخيها الرجل في إيصال مظلومية الشعب اليمني إلى العالم فكانت شريكاً أساسياً في الإعداد لحملات التويتر وفي ترجمتها لعدة لغات وفي التحشيد للمشاركة فيها.
وكان لها حضورٌ في المحافل الدولية حتى وصل صوت إحدى الناشطات اليمنيات والتي تقيم في بريطانيا إلى أن رفعت دعوة قضائية ضد النظام البريطاني بتهمة بيع الأسلحة للنظام السعودي الذي يقتل به أطفال ونساء اليمن
ومن النساء من حملت ريشتها لترسم لوحات ستظل خالدة تشهد على بشاعة الظلم والإجرام الذي تعرض له الشعب اليمني العزيز فكانت المرأة تنظم للمعارض التشكيلية وللفعاليات الثقافية التي تزيد من نسبة وعي المجتمع من حولها.
كان للمرأة أيضاً صوتٌ في الإعلام المقروء والإعلام المسموع فكانت الكاتبة التي تخط أقوى المقالات وكانت الشاعرة التي تنظم القصائد لفضح بشاعة ما تعرضت له المرأة اليمنية من ظلم وقتل وكانت الإذاعية الحرة التي لا تخاف في الصدع بكلمة الحق لومة لائم.
عانت المرأة اليمنية معاناة شديدة نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها الوطن الحبيب فكانت السند والمعين لكل أفراد أسرتها لتصبِّرَهم وتدعوهم للثبات وتحثهم بالصمود وأن عاقبة الصبر هو الفلاح وكانت ولا زالت تجود بمجوهراتها وبأموالها لتشتري رضاء الله وتنصر بها المظلومين.
فعندما أشاد السيد عبدالملك رضوان الله عليه بالمرأة اليمنية وقوتها وصلابتها في مواجهة العدوان  في عدة خطابات لم تأت هذه الإشادة من فراغ أبدا فكل كلمة نطق بها علمنا وقائدنا  كانت نابعة من عظمة المواقف التي سجلتها المرأة اليمنية بصدقها وإخلاصها وعزيمتها التي لا تلين ولا تستكين.
قد أُتهم بالمبالغة في وصف نساء اليمن العزيزات وقد يرى البعض أن الوصف الذي وصفته عن نساء اليمن لا يشمل الجميع لأن بعض النساء لا زلن يعشن في حالة من اللامبالاة تجاه ما يحصل في بلادهن وبحقهن ولا زلن بعيدات عن الواقع!
أقول لهؤلاء: - لا أنكر أن هناك  الكثير من النساء اللواتي لم يدركن ويستوعبن أهمية الدور الذي عليهن القيام به وذلك نتيجة قلة الوعي الاطلاع وعدم المتابعة لمجريات الأحداث.. وهذا طبعا مثلما هو حال بعض الرجال ولا يقتصر جانب القصور على المرأة فقط فسياسة التجهيل المتعمدة والثقافات المغلوطة والمناهج الدراسية القاصرة والإعلام المضلل الذي عمل بكل طاقته على أن يعيش المجتمع في ضلال وفي تغييب عن التاريخ وعمد الأعداء على سياسة التجهيل من كل النواحي الفكرية والتاريخية كل هذا كان له دور كبير وتأثير في مستوى وعي المرأة والرجل على حد سواء.
ولكن بفضل الله تعالى وبفضل المسيرة القرآنية التي عُمّدت بأطهر الدماء وأزكاها بدأ الوعي يزيد بنسبة كبيرة جدا في أواسط المجتمع وبعد بدء العدوان السافر على بلادنا بدون مبرر سقطت كل الشبهات واتضحت كل الأمور التي كانت ملتبسة وعرف غالبية الشعب أنهم ما حاربونا واعتدوا علينا وتحالفوا علينا إلا لأننا على الحق  فكان أن رأينا نماذج عظيمة ومشرفة وبطولات خالدة وتضحيات فريدة سيسجلها التاريخ لنساء اليمن بشكل خاص ولرجالها الأبطال ولكل المجتمع بشكل عام.   
ستظل المرأة اليمنية أنموذجاً مشرفاً لكل بنات جنسها من نساء العالم العربي والإسلامي والتي لم  يشهد التاريخ شبيهاً لها في صبرها وقوة إيمانها واستقبالها لفلذة كبدها بالزغاريد وبالفرح إلا بين نساء المقاومة الإسلامية في لبنان نساء حزب الله وكذلك النساء الإيرانيات أيضاً في الحرب العبثية التي شنها العراق على إيران وراح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء فكانت تلك المشاهد تتكرر من أمهات عظيمات عرفن طريق أهل البيت عليهم السلام وارتبطن بالزهراء عليها السلام في سيرتها وشجاعتها وبالسيدة زينب الحوراء سلام الله عليها  فمن عرف طريق نساء أهل البيت عليهن السلام فمحال أن يكون من الخانعين والمستسلمين ومحال أن يكون من الضالين.

 


المصدر: yemenscholars.com

الكاتب: أ.أمة الملك الخاشب

التعليقات (0)

اترك تعليق