نسخة عن الصفحة الأولى من وصية زهراء فضل الله التي كتبتها قبل استشهادها
الصفحة الأولى من وصية زهراء فضل الله التي كتبتها قبل استشهادها.
بسم الله الرحمن الرحيم
- بسم الله قاصم الجبارين، بسم الله مذلّ المتكبرين، بسم الله مبير الظالمين، بسم الله ناصر المستضعفين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله المرسلين، حبيب قلوب المؤمنين سيدنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
- السلام على أئمة الهدى وعلى شهيد كربلاء، ومسلوب العمامة والرداءن والسلام على سيدتنا فاطمة الزهراء وعلى جميع المرسلين الغرّ الميامين، السلام على حجة ابن الحسن روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفدى [الفدا] وعلى نائبه بالحق الإمام الخميني، والسلام على آية الله السيد الخامنئي ورحمة الله وبركاته.
- إخوتي أخواتي إنً [إني] لقريباً سوف أرحل عن هذه الدنيا الفانية وعجرفتها وهذا حقاً على عباد الله جمعاء، في غمرات الليل أكتب الوصية التي أوصانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكتابتها.
- الموت آتٍ آتٍ لا مُحال وهذا الموت لا يرحم طفلاً أو صغيراً أو كبيراً أو شيخاً، فالأمانة لا بُدّ أن ترى مهما طال الزمن. وعندما خلقنا الله لم يستشر أحداً وحيث يأخذنا لن يستشر أحد.
إنّي كم أتمنى أن لا أكون من أموات الفراش بل من أموات "شهداء" ساحات الجهاد ضدّ العدو، ولا أرغب بأن يبقى جسدي كما هو بل أن يتمزّق إلى أشلاء وكلُّ نتفتاً منه محروقة ولكن الله يختار طريقة موت عباده.
- الشهادة لشيءٌ عظيم لا يستطيع الإنسان وصفه، ولكن من يريد أن يصل هذا الشرف العظيم عليه أن يضحي بأعزّ ما يملك، فهذا الطريق شاقٌ وصعب، وعلى كلِّ من يريد السير فيه أن لا يفكّر بالمصاعب. بل علينا التفكير بالجنة ولقاء الله والأئمة الميامين.
- سوف يقول الكثير أني أتكلم عن الشهادة وهي بعيدة عن الفتيات لسبب تافه "أنّهم لا يستطيعون عمل ما عملهُ الشباب". وإنّما أقول الفتيات نصف المجتمع والبناء لا يرتكز على نصف الأساس، "إذن يستطيعون الاستشهاد"، فكثيرات من فلسطين استشهن [استشهدن] وآخرون ينتظرون فرج الله.
لن نتخل [نتخلى] عن الشهادة في سبيل الله ما دام يوجد اسرائيل وأمريكا وبريطانيا المثلث المشؤوم في بلادنا الإسلامية وبخاصة أرض الوطن (لبنان) وأرض الشهادة العراق وأرض المعراج (فلسطين). وأوصي جميع الشباب المسلم بالدفاع عن
[ أعظم المقدّسات فلا دين بلا مقدّسات ولا شعب بلا أرض. وأخيراً أوصيكم أيّها الإخوة والأخوات بتقوى الله والصّلاة فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولا يظنّ أحد منكم أنّه لا يستطيع نيل الرضى والمغفرة وهو بيته.
العبدة الفقيرة المقصّرة أختكم زهراء فضل الله ]*.
- وصية زهراء فضل الله التي استشهدت مع مجموعة من أفراد أسرتها في حرب تموز 2006، في قريتها عيناتا، قضاء بنت جبيل.
- مأخذ: جريدة الإنتقاد 3/11/2006
-*أخذت تتمة الوصية: من كتاب "تموز إن حكى" إصدار جمعية الرابطة اللبنانية الثقافية، قصة "وصية شهادة".
اترك تعليق