مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كيف تغرس أفلام

كيف تغرس أفلام "ديزني" الفكر النسوي في عقول الفتيات... بسام حسن المسلماني

كيف تغرس أفلام "ديزني" الفكر النسوي في عقول الفتيات

 
من الصعب خلال فترة طفولتك في الماضي ألا تكون قد شاهدت أحد أفلام والت ديزني، واليوم مع التحول لعصر السماوات المفتوحة، ووجود عشرات القنوات الفضائية المتخصصة في الرسوم المتحركة، والتي تبث أفلام كارتون على مدار الساعة، أصبحت أفلام ديزني متغلغلة بشكل فج وكبير داخل بيوتنا، لتشكل وعي وثقافة الأجيال الناشئة. لكن يبقى السؤال: ما هي المضامين والقيم التي تحملها هذه الأفلام؟
وهناك الكثير من المقالات والدراسات التي تناولت القيم السلبية التي تحملها أفلام ديزني، سواء على العقيدة أو الأخلاق أو الثقافة أو السلوك، لكننا سنحاول التركيز على البعد النسوي، فيما تطرحه والت ديزني من أفلام وتأثيرها على الفتيات، وكيف يمكن أن تشكل وجهات نظرهن للعالم؟
اعتمدت استوديوهات ديزني في البداية على إنتاج سلسلة من الأفلام القصيرة، والتي شملت شخصيات مألوفة، مثل: ميكي ماوس، ودونالد داك، وجوفي، ومع تقدم الرسوم المتحركة، قررت ديزني إنتاج أول فيلم رسوم متحركة طويل، فقامت بإنتاج فيلم  )سنو وايت والأقزام السبعة( عام 1937م، ومع نجاح الفيلم بشكل كبير قررت ديزني المضي في إنتاج المزيد من الأفلام الطويلة مثل: فيلم سيندريلا عام 1950م، وفيلم الأميرة النائمة عام 1959م.
وتنتقد النسويات أفلام هذه المرحلة الكلاسيكية وتصفها بالرجعية، حيث تبدو المرأة فيها بمظهر الجنس الأضعف، الذي لا يمتلك أية مهارة أو موهبة، وتنتظر النجدة من الرجل ليخرجها من أزمتها، كما أن النساء الشابات في هذه الأفلام هن ربات بيوت سعيدات ينتظرن أزواجهن، في حين تبدو الشخصيات الذكورية أكثر بروزًا وقوة، يملكون الاستقلالية في الرأي والشجاعة والجرأة والقوة والحزم.
لكن لم يستمر الأمر طويلاً هكذا، فمع صعود التيار النسوي خلال حقبة الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمانينيات وظهور بيتي فريدان ونشرها كتابها (الغموض الأنثوي Betty Friedan, The Feminine Mystique)، عام 1963م، ثم صدور كتاب كيت ميليت عن السياسات الجنسية (Kate Millett, Sexual Politics) عام 1970م، شهد المجتمع الأمريكي تغيرات جذرية
(1)، كان لابد من حدوث تغييرات مماثلة لها في مضامين أفلام ديزني، باعتبارها انعكاسًا للثقافة الأمريكية.
يشير الصحفي في جريدة (بوسطن) كاثي مايو مؤلف كتاب (عرائس ديزني Disney Dolls) إلى هذا التحول في شخصيات ديزني النسائية، من ربات البيوت المستكينة إلى شخصية أكثر استقلالية، قائلاً: "على مر السنين يمكن أن ندرك ونلاحظ (النضج) في أميرات ديزني، حيث أصبحن أكثر استقلالية، ولم يعد الاعتماد على الذكور ضروري في إنقاذهن، كما كان من قبل".
(2)
 
وفيما يلي سنعرض نماذج لهذه الأفلام وما تتضمنه من أفكار نسوية:
 
كارتون الحورية الصغيرة
في عام 1989م، أصدر ديزني فيلم الحوريّة الصغيرة (The Little Mermaid)، وامتدح النقاد البطلة الجديدة المعاصرة، على عكس سابقاتها، حيث كتب روجر إيبريت يمتدح شخصية بطلة فيلم الحورية "أريل" قائلاً: "هي شخصية لأنثى متكاملة.. تفكّر وتتصرّف بشكل مستقل، بل بشكلٍ متمرّد أحيانًا"، وقد وصفتها  النيويورك تايمز بــــ"الشجاعة الطائشة".(3)
 قصة الكارتون: تدور حول آريل حورية البحر، صاحبة الصوت العذب التي تعيش بأعماق البحار، وهي الابنة الصغرى لملك البحار شيبان، تهوى جمع مقتنيات البشر وتراقبهم عن كثب من حين لآخر، ورغم تحذيرات والدها المتكررة من الاختلاط بالبشر، تقع آريل في حب الأمير عريق، والذي أنقذته بنفسها عندما احترقت سفينته، ومع عدم تفهم والدها الملك لأحلامها وقيامه بتدمير مقتنياتها عند اكتشافه لأمرها، تقرر اللجوء لساحرة البحار أرسولا، بعد إيعاز من مساعديها ثعابين البحر (الموراي الأخضر)، تلجأ لها لتساعدها للتحول لآدمية لتتمكن من الزواج من الأمير، إلا أن أورسلا تخطط للاستيلاء على حكم والدها بالضغط عليه للتنازل عن مملكته في سبيل تحرير ابنته، وتقايضها لتحقيق حلمها بالتنازل عن صوتها، وتمهلها ثلاثة أيام، حتى إذا مضت وغابت شمس اليوم الأخير، ولم توقع الأمير في حبها، فإنها تتحول لطحلب بحر وتصير ملكًا لها.
البعد النسوي في الفيلم: النسويات يعتقدن أن المرأة يجب أن تكون مستقلة، ولا تخضع لأوامر السلطة الأبوية، وتتمرد على هذه السلطة، وتقوم باستكشاف العالم بنفسها، هذا هو المعنى الذي تحقق من خلال كارتون حورية البحر آريل، حيث ظهرت في شخصية الفتاة المتمردة على البطريركية الأبوية، طموحة تحقق أحلامها بنفسها، وتسعى لاكتشاف العالم، وتستقل بآرائها حتى ولو تسبب هذا في مشكلات لها.
 

كارتون مولان
مع إنتاج فيلم مولان (Mulan) عام  1998م، بدأت تظهر صورة الأنثى القوية المسيطرة في أفلام ديزني، حيث يعتبر كارتون مولان البداية الحقيقية للكارتون الذي يعبر عن وجهات نظر النسوية بشكل كامل ومباشر. وقد بلغت تكلفة إنتاج الفيلم نحو 90 مليون دولار، بينما حقق أرباحًا تقدر بـ 304.3 مليون دولار.
قصة الكارتون: تدور أحداثه عن الفتاة مولان التي تذهب إلى الجيش الصيني، بدلاً عن والدها الذي لا يستطيع الذهاب لكبر سنه، فتتنكر في صورة رجل ويرافقها في رحلتها تنين أسطوري صغير الحجم وصرصور، وعندما تذهب إلى الجيش لم يشك أحد بأنها فتاة، بل وعندما بدأت الحرب أنقذت قائد الجيش، ولكنها جُرحت أثناء المعركة، فعرف الجنود أنها فتاة، وكان عقابها الإعدام، إلا أن قائد الجيش عفى عنها لإنقاذها حياته.
وبعد ذلك عندما تكون في طريقها للرجوع إلى بيت والدها، تعرف أن المتطرفين سيهاجمون العاصمة أثناء الاحتفال بالعيد الصيني لسماعها لهم يخططون للهجوم، وفي يوم العيد عندما تحاول أن تنذر الجيش الذي يتواجد في الاحتفال في العاصمة لا أحد يصغي لها، بل إنهم يتجاهلونها، وعندما يبدأ الهجوم تنقذ الإمبراطور الذي كان مستهدفًا من الاعتداء، وبهذا ترجع ثقة القائد، بل وثقة كل الجنود في مولان.
البعد النسوي في الفيلم: يجسد الفيلم قصة الفتاة مولان، التي تمكنت من تعلم العديد من الصفات الذكورية، كالقوة في القتال، والسعي للمغامرة، والسفر بعيدًا بمفردها، والكلام بصوت عال، حتى استطاعت بعد ذلك من حماية المجتمع الذكوري، وأن تنقذ بلدها؛ لذلك هذا الفيلم يحتوي على كل ما تطالب به النسوية، وارتداء الفتاة ملابس الرجل، والقيام بمهام يصعب قيام الرجل بها، نفس المفهوم الجندري أن الأنثى لا تولد أنثى، وإنما المجتمع هو من يحولها لأنثى من خلال معاملته لها، في حين أنها لو وجدت في ظروف مختلفة لتغيرت الصفات الأنثوية، وهي الفكرة التي تعبر عنها رائدة النسوية سيمون دي بوفوار في كتابها  الأكثر شهرة: (الجنس الآخر) بقولها: "لا تولد الواحدة امرأة، بل تصبح كذلك"، أي أن ثقافة المجتمع وممارساته هي التي تشكل الهوية الجنسية، وهو ما تحقق لمولان، فعندما تعلمت وتدربت على الحديث مثل الرجال، والمشي مثلهم والتصرف كما يتصرفون، تمكنت من أداء الأدوار التي يؤديها الرجال.
كما يتناول الفيلم قصة ما يسمى بـ(الصراع  بين المجتمع الذكوري والأنثوي)، والذي تحاول النسوية الترويج له، حيث يتناول الفيلم فكرة عدم ثقة المجتمع الذكوري في الأنثى، وعدم تمكينه لها من المشاركة في الجيش وأعمال الرجال، وتحديده للمرأة أدوارًا معينة تقوم بها، كما أن للرجال أدوارًا أخرى يقومون بها، لكن مولان تثبت من خلال الأحداث تفوقها على الرجال، ومن ثم تتغير قناعة الرجال بقدرة المرأة.
أي أن الفيلم "تحدى الصور النمطية الاجتماعية السائدة في المجتمعات عن الرجل والمرأة، كما حاول إلغاء النظرة السائدة في المجتمعات عن أدوار الجنسين"، وسعى لتحقيق وجهة نظر النسوية الليبرالية، والتي تطالب بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة".
(4)
بعد فيلم مولان لا يوجد فيلم تبنى المنظور النسوي بهذا الوضوح والشمول، لكن تم إدراج بعض القضايا النسوية بشكل ضمني في عدد من الأفلام.
 

كارتون رابونزل
قصة الكارتون: كانت هناك زهرة سحرية ترجع الشباب، وتشفي الجرحى والمرضى، تستعملها امرأة عجوز تدعى جوثيل، ولم تُعلم أحد عن هذه الزهرة، وفي ذات يوم مرضت الملكة مرضًا شديدًا، وقد كانت على وشك الولادة، فذهب شعبها الذين يحبونها ويحبون الملك ليبحثوا عن علاج لها، حتى وجدوا تلك الزهرة التي كانت سببًا لشفاء الملكة، وولدت فتاة جميلة تدعى رابونزل.
كان شعر رابونزل يتمتع بخصائص الزهرة من "إعادة الشباب وشفاء الجرحى"، ولكن لم يعلم أحد بهذا الأمر، إلا أن العجوز (جوثل) اكتشفت هذا الأمر، فقامت بخطف رابونزل، وحبستها في برج عال لا يعلم أحد مكانه، ثم رعتها واهتمت بها على أنها أمها، ومنعتها من الخروج إلى العالم الخارجي؛ لأنه مخيف ومرعب، ولا يوجد به سوى أناس يريدون قص شعرها وبيعه، وكان كل هذا كذبة منها لإبقائها في منزلها، حتى لا يعثر حراس الملك عليها، كبرت رابونزل وكبرت معها رغبة الخروج للخارج، وفي كل عيد ميلاد لها تطلب ذلك، ولكن أمها ترفض رفضًا شديدًا، إلى أن يدخل شاب بيتها، ويتعرف عليها ويخرجها من بيتها لتكتشف الحقيقة لتعود لوالديها.
البعد النسوي: يدور الكارتون حول فكرة أن المرأة التي تبقى في البيت للقيام بأعمال الطهي والتنظيف: هي امرأة ضعيفة ساذجة، تخاف من كل شيء، لا يمكنها الاعتماد على نفسها، وتحتاج لشخص آخر لمساعدتها، ولا يمكنها حماية نفسها وأداتها في الدفاع عن نفسها هي المقلاة أداة الطهي، وليس السيف مثل الآخرين، ولكي تتخلص من حالة الضعف والاعتماد على الآخرين لابد أن تخرج من بيتها.
وهي الأفكار نفسها التي طرحتها رائدة الحركة النسوية في الولايات المتحدة بيتي فريدان في  كتابها (الغموض الأنثوي Betty Friedan, The Feminine Mystique)
(5)، حيث يركز الكتاب على قضية دور المرأة الذي يقتصر على كونها ربة المنزل، وينتقد هذا الدور، تقول فريدان: "تُصارِع كل ربة منزل في الضواحي هذا الغموض بمفردها. فبينما ترتب الأسِرَّة، وتبتاع البقالة، وتنتقي أغطية المقاعد المتناسقة، وتأكل شطائر زبدة الفول السوداني مع أطفالها، وتوصِّل الأولاد والبنات إلى معسكرات الكشافة، وترقد بجوار زوجها في الليل، كانت تخشى أن تطرح ولو على نفسها هذا السؤال الذي لم يتجاوز شفتيها: أهذا كل شيء؟".
ويناقش الكتاب حياة العديد من ربات البيوت، من جميع أنحاء الولايات المتحدة الذين كانوا غير راضين على الرغم من أنهن يعيشن في حالة من المستوى المادي المناسب، ومتزوجات ولديهن أطفال، لتعلن أنه "لم يعد بإمكاننا تجاهل ذلك الصوت داخل المرأة الذي يقول: "أريد شيئًا أكثر من زوجي وأطفالي وبيتي".
ليطالب الكتاب بتحقيق المساواة، ويهاجم إعلاء دور المرأة كأم وزوجة، ويدعو إلى تحقيق المرأة لذاتها، من خلال التعليم والعمل، وينتقد محاولات تصوير المرأة ربة المنزل كامرأة سعيدة. وترى فريدان أن تحرر النساء يبنى على تحريرهن في المجال الخاص (الأدوار الإنجابية والخدمية)، وانتقالهن إلى المجال العام (الأدوار المجتمعية)، وهذه المعاني يتم طرحها بشكل غير مباشر من خلال كارتون رابونزل.

 
كارتون أسطورة ميريدا
وفي السياق نفسه يأتي كارتون أسطورة ميريدا (Brave) حيث يتبنى بعض القضايا النسوية، والتي تم تضمينها لأحداث الكارتون بشكل غير مباشر، لكنها تترك رسالة قوية في نفس المتلقي.
 قصة الكارتون: تدور أحداث هذا الفيلم منذ زمن قديم في مملكة اسكتلندية عن الأميرة ميريدا، التي يتحكم والديها في كل ما تفعله، ويريدان أن يزوجاها من أحد الوجهاء، فتتمرد الأميرة على سلطة الأسرة، فيعود هذا بالمشاكل على المملكة بأسرها، حتى تتمكن من السيطرة على الفوضى، وتعيد الأمور إلى سابق عهدها، فيقتنع والديها برأيها.
 البعد النسوي: يكرس الكرتون فكرة التمرد على الأسرة، ورفض الأميرة فكرة الزواج؛ حتى تظل لنهاية الكارتون دون زوج، ويظهر الأنثى بصورة المقاتلة الشرسة التي تتفوق على الرجال في القتال، وبالتالي فمن حقها رفض الزواج لتفوقها عليهم.
والزواج في رأي النسويات، يمثل النظام القانوني الذي يسوغ حبس المرأة فيما يسمى بالأسرة، فالزواج والأسرة عند النسويات هما التجسيد العملي لتصورات الرجل، والميدان الذي يمارس فيه نزعته الاستعبادية المشروعة دينًا وعرفًا، حيث يعتبرن الأسرة مؤسسة لإخضاع المرأة.
هذه الرؤية لإنهاء سلطة الرجل، تتمثل في الثورة على نظام الزوجية وإحلال الشذوذ محله، تقول الشاعرة الأمريكية والباحثة النسوية أدريان ريتش (1929- 2012م): "ربما يدَّعي بعضهم بأن القمع حالات فردية، ينبغي ألا نحكم بها على الزواج مطلقًا، لكن القضية الأساسية ليست فيما يترتب على الزواج، ولكن في نظام الزواج نفسه".
(6)
ولضمان نجاح هذه الحملة ضد الأسرة، تقلل النسويات من شأن مفهوم الأمومة، الذي يتشكل في إطار مفهوم الوظيفة الطبيعية والبيولوجية، وتدعو النسوية إلى الاستفادة من تقنيات الأجنة الحديثة، لوضع حد لهيمنة نظام الزوجية باعتباره سبيل التكاثر الطبيعي، وتحلم بعض الكاتبات النسويات من أمثال شارلوت جيلمان بتطوير وسيلة التكاثر اللاجنسي.
كما ترتب على الدعوة لنقض النظام الأسري الدعوة لتحديد النسل، وإتاحة موانع الحمل للجميع وإباحة الإجهاض"
.(7)
 
 
الهوامش:
(1) حول نشاط الحركة النسوية خلال هذه الفترة، راجع مقالنا في موقع (لها أون لاين): قراءة تاريخية لحركة تحرير المرأة الأمريكية (الحلقة السادسة).
(2) انظر: Gender roles in Disney
 Animation، http://www.american.edu/soc/film/upload/gender-roles-in-disney.pdf
(3) انظر: مقال واشنطن بوست Researchers have found a major problem with ‘The Little Mermaid’ and other Disney movies 
https://www.washingtonpost.com/news/wonk/wp/2016/01/25/researchers-have-discovered-a-major-problem-with-the-little-mermaid-and-other-disney-movies/
(4) انظر: How Disney Portrays Gender in Mulan?
 https://prezi.com/33-_rw9lwqmv/how-disney-portrays-gender-in-mulan/
(5) انظر مقالنا حول كتاب الغموض الأنثويK راجع مقالنا في موقع (لها أون لاين)K قراءة تاريخية لحركة تحرير المرأة الأمريكية (الحلقة السادسة).
(6) انظر مقالنا في موقع لها أون لاين: النسوية وتفكيك الأسرة في المجتمعات الغربية.
(7) المرجع السابق.

 
المصدر: https://www.iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=40069
بسام حسن المسلماني

التعليقات (0)

اترك تعليق