مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

نقد الفمنزم أو حركة التمركز حول الأنثى

نقد الفمنزم أو حركة التمركز حول الأنثى: أدى التطور في مفهموم حركة تحرير المرأة وتحولها الى النسوية


أدى التطور في مفهموم حركة تحرير المرأة وتحولها الى النسوية الى وجود تناقضات عدة تطورت مع الزمن، حتى انفصلت في زمننا هذا عن الأصل, فلم نعد نجد في مطالب وتصورات بعض النسويين الدعوة الى حقوق المرأة ومساواتها بالرجل, بل تحولت المطالب الى دعوة للتخلي عن كل ماهو ذكوري, ودعوة إلى إيجاد عالم خال من الرجال.
ومن أهم المآخذ التي تسجل على الحركة النسوية مايلي:
 
1- وجود تناقض كبير بين أهداف ومنطلقات ومنهجيات الحركات النسوية, فهناك تناقضات على مستوى المقولات, ففي حين تزعم انها تهدف الى تحرير الإنسان نجدها تثبت التضامن النوعي, وفي حين تطالب بإلغاء الفروق النوعية تنادي أيضاً بالوعي النسائي.
إضافة الى ذلك تلحظ ايضاً تناقصات على مستوى الحركة نفسها, إذ لايوجد اتجاه نسوي واحد, بل عدة اتجاهات, فهناك "النسوية الليبرالية المحافظة"، [و"النسوية الارديكالة" و"النسوية الماركسية"...] ولكل من هذه الاتجاهات أطروحاتها المتناقضة احياناً مع غيرها.
وقد تبينت من خلال دراسة قامت بها "إيليان إيلماليه" استاذة علم الاجتماع بجامعة مانس الفرنسية تحت عنوان :"أوضاع وقضايا المرأة الأمريكية", إضافة الى دراسة اخرى عن الحركات النسائية بجامعة كاليفورنيا,ملاحظات عدة منها:
 أ- إن الحركة النسائية الأمريكية هي حركة متغيرة ومتشابكة الى أقصى الحدود.
ب- إن الصراع والجدل بين أنصار حقوق المرأة والمناوئين لها قد استقر لصالح المواقف السياسية.
ج- إن كثيراً من نساء أمريكا يرفضون نداء الجمهوريين للعودة الى القيم المحافظة!.

2- وجود تحول كبير في الأهداف, فمن "تحرير المرأة" الى "النسوية",ومن المساواة الى الصراع, ومن المطالبة بالحقوق الى التركيز على تميز المرأة وأفضليتها على الرجل, ومن نقد "الأبوية" الى طرح "الأموية" والدعوة الى الثقافة النسوية المستقلة, ومن ثم من الدعوة الى "المساواة بين الجنسين" الى "الحرب بين الجنسين" بل وصل الحد الى المطالبة بالقتال من أجل عالم بلا رجال.
وقد انتقل هذا الصراع الى تنابذ بين المرأة والرجل داخل المجتمع, فانتشرت الكتابات التي تؤكد تفوق الرجل وإثبات تميزه على المرأة,"وتعددت الحجج التي ساقها معارضو النسوية، فبنى فريق آراءه على أسس دينية, وحاول فريق ثان إثبات تفوق الرجل بيولوجياً ونفسياً, في حين اجتهد آخرون في إثبات دونية المرأة ونفي قدرتها على الإبداع مستعينين في ذلك بالأمثلة التاريخية".

 مأخذ: Balagh.com
د.نهى القاطرجي

التعليقات (0)

اترك تعليق