كلمة من دفتر الشهيدة أم ياسر الموسوي: أهمية زيارة الامام الحسين عليه السلام
موقعية زيارة الامام الحسين عليه السلام
ما أكثر المناسبات التي نحياها ومأمورون بإحيائها كمسلمين، لكن على كثرتها وأهميتها نجد أنّ أهم هذه المناسبات والقضايا التي يجب إحياؤها هي المناسبات التي ترتبط بكربلاء، بل أكثر من هذا نجد أنّ أهل البيت (ع) ربطوا كل القضايا الإسلاميّة والمناسبات بكربلاء، مثلاً نحن نعلم بأنّ أيام الأعياد، من عيد الفطر لعيد الأضحى، لعيد الغدير، لنصف شعبان [يوم وليلة النصف من شعبان]*، يوم المبعث، الوقوف بعرفة، ..فالأعياد التي هي أيام فرحة المؤمن بعد اكتمال صومه، أو بعد إتمام حجته، هذه الفرحة لا تتم، بنظر أهل البيت (ع)، إلا بعد أن نتوجه إلى الحسين (ع)، ومن الأعمال الأساسيّة: زيارة الإمام (ع) وقراءة هذه الزيارة؛ يعني أن نقرأ دستوراً يحتوي على نقاط أساسيّة شاملة لكل عالم الإسلام والشريعة، وهذه نقطة مهمّة وهي أن أهل البيت (ع) وجّهوا وجهنا باتجاه كربلاء، وبأنّ كل الأعمال والواجبات لا قيمة لها إن لم تكن في ظلّ الخليفة المعصوم أو الحاكم العادل، بل هي عرضة للزوال. الناس [في زمن] الإمام الحسين (ع) كانوا جميعاً مصلّين وصائمين، بل كانوا [يتنافسون] في المستحبّات والنوافل الليليّة والنهاريّة، ومع ذلك إمامهم المعصوم كان عرضة للقتل، كعبتهم كانت عرضة للهدم أو الحرق. فالمقصود بالتوجه باتجاه كربلاء هو إحياء أصل من أصول الدين وهو الإمامة و[أن يأخذ الإمام أو نائب الإمام دوره الطبيعي]..لذا نجد أنّه قد يلتبس، وقد يلتبس عليهم شهادة باقي الأئمة (ع).
أمّا ظروف شهادة الإمام الحسين (ع) بتلك الطريقة [التي] خطّط لها "يزيد"، والمنفّذ للذبح [هم]* الذين استدعوه برسائلهم للقتال ضدّ يزيد ثمّ [انقلبوا] عليه، لا لشيء إلا لأنّهم شعب مسالم اعتاد السلم، ولم يستفد من تربية روحه في حال السلم، [بل]* أدى به الركون إلى السلم أن ينقاد لذبح إمامه دون أيّ رادعٍ يردعه، [لم يستفق] إلا بعد أن فات الأوان. ومن أشدّ الأمور التي تلفت انتباهنا هي تلك المقالة التي [نقرؤها في إحدى] الزيارات للإمام الحسين (ع) وهي: "واجعل أفئدةً من الناس تهوي إليه، ما خاب من تمسك بك وأمن من لجأ إليك.."، وهذه العبارة هي نفس دعاء النبي إبراهيم (ع) في سورة إبراهيم.
ويستفاد من استعمال الإمام المعصوم (ع) هذه العبارة في زيارة الإمام الحسين (ع)، هو أنّ الإمام (ع) قد أوضح بأنّ هذه الآية ليست خاصة بالكعبة فقط، التي هي القبلة العامة للمسلمين، بل تنطبق على حرم الإمام الحسين (ع)، والذي أراد الله من ذلك أن تكون كربلاء هي كعبة وقبلة للمؤمنين خاصة..[..]. ولذا نجد أنّ الإمام الحجة (ع) سيستعمل في خروجه كلا القبلتين؛ انطلاقته من الكعبة، القبلة العامة للمسلمين، وأهدافه وتحركه الروحي هو من كربلاء، قبلة المؤمنين وقبلة الأحرار.
*محرر الموقع.
مصدر: مركز دراسات المرأة والأسرة والطفل
ما أكثر المناسبات التي نحياها ومأمورون بإحيائها كمسلمين، لكن على كثرتها وأهميتها نجد أنّ أهم هذه المناسبات والقضايا التي يجب إحياؤها هي المناسبات التي ترتبط بكربلاء، بل أكثر من هذا نجد أنّ أهل البيت (ع) ربطوا كل القضايا الإسلاميّة والمناسبات بكربلاء، مثلاً نحن نعلم بأنّ أيام الأعياد، من عيد الفطر لعيد الأضحى، لعيد الغدير، لنصف شعبان [يوم وليلة النصف من شعبان]*، يوم المبعث، الوقوف بعرفة، ..فالأعياد التي هي أيام فرحة المؤمن بعد اكتمال صومه، أو بعد إتمام حجته، هذه الفرحة لا تتم، بنظر أهل البيت (ع)، إلا بعد أن نتوجه إلى الحسين (ع)، ومن الأعمال الأساسيّة: زيارة الإمام (ع) وقراءة هذه الزيارة؛ يعني أن نقرأ دستوراً يحتوي على نقاط أساسيّة شاملة لكل عالم الإسلام والشريعة، وهذه نقطة مهمّة وهي أن أهل البيت (ع) وجّهوا وجهنا باتجاه كربلاء، وبأنّ كل الأعمال والواجبات لا قيمة لها إن لم تكن في ظلّ الخليفة المعصوم أو الحاكم العادل، بل هي عرضة للزوال. الناس [في زمن] الإمام الحسين (ع) كانوا جميعاً مصلّين وصائمين، بل كانوا [يتنافسون] في المستحبّات والنوافل الليليّة والنهاريّة، ومع ذلك إمامهم المعصوم كان عرضة للقتل، كعبتهم كانت عرضة للهدم أو الحرق. فالمقصود بالتوجه باتجاه كربلاء هو إحياء أصل من أصول الدين وهو الإمامة و[أن يأخذ الإمام أو نائب الإمام دوره الطبيعي]..لذا نجد أنّه قد يلتبس، وقد يلتبس عليهم شهادة باقي الأئمة (ع).
أمّا ظروف شهادة الإمام الحسين (ع) بتلك الطريقة [التي] خطّط لها "يزيد"، والمنفّذ للذبح [هم]* الذين استدعوه برسائلهم للقتال ضدّ يزيد ثمّ [انقلبوا] عليه، لا لشيء إلا لأنّهم شعب مسالم اعتاد السلم، ولم يستفد من تربية روحه في حال السلم، [بل]* أدى به الركون إلى السلم أن ينقاد لذبح إمامه دون أيّ رادعٍ يردعه، [لم يستفق] إلا بعد أن فات الأوان. ومن أشدّ الأمور التي تلفت انتباهنا هي تلك المقالة التي [نقرؤها في إحدى] الزيارات للإمام الحسين (ع) وهي: "واجعل أفئدةً من الناس تهوي إليه، ما خاب من تمسك بك وأمن من لجأ إليك.."، وهذه العبارة هي نفس دعاء النبي إبراهيم (ع) في سورة إبراهيم.
ويستفاد من استعمال الإمام المعصوم (ع) هذه العبارة في زيارة الإمام الحسين (ع)، هو أنّ الإمام (ع) قد أوضح بأنّ هذه الآية ليست خاصة بالكعبة فقط، التي هي القبلة العامة للمسلمين، بل تنطبق على حرم الإمام الحسين (ع)، والذي أراد الله من ذلك أن تكون كربلاء هي كعبة وقبلة للمؤمنين خاصة..[..]. ولذا نجد أنّ الإمام الحجة (ع) سيستعمل في خروجه كلا القبلتين؛ انطلاقته من الكعبة، القبلة العامة للمسلمين، وأهدافه وتحركه الروحي هو من كربلاء، قبلة المؤمنين وقبلة الأحرار.
*محرر الموقع.
مصدر: مركز دراسات المرأة والأسرة والطفل
اترك تعليق