مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أم ياسر ورحلة الشهادة

أم ياسر ورحلة الشهادة

ليلة السادس من شباط 1992م، نام السيد عباس "أبو ياسر" في بيته في النبي شيت، بينما جافى النوم عيون زوجته السيدة سهام الموسوي "أم ياسر"، وفي الفترة القصيرة التي غفت فيها، رأت في منامها السيد عباس "أبا ياسر"، وهو يجلس بجانبها في سيارة تسير ضمن قافلة على طريق الجنوب، وإذا بامرأة يهودية تمد يدها من النافذة، فتقطع عقداً من اللؤلؤ يلف عنقها، فتصحو وقد أقلقها الحلم.
وفي صباح اليوم التالي، بدأ الركب يستعد للمسير، حيث رغبت السيدة أم ياسر في مرافقة السيد عباس، فرفض، فأخبرته بالمنام، وأنها كانت إلى جانبه.
ثم ألم يصطحب الإمام الحسين (ع) أفراد أسرته معه إلى كربلاء؟
وهكذا كان، رافقته السيدة أم ياسر وابنه حسين في رحلة الشهادة إلى جبشيت.
وفي جبشيت، ومن على منبر شيخ الشهداء وشيخ الأسرى، خطب السيد عباس خطبة الوداع، خطب بكلام الأنبياء والأوصياء والوصية الأساس حفظ المقاومة، ودع السيد عباس أهل بيت الشيخ راغب حرب، سائلاً ولده: هل توصي شيئاً لأبيك؟ ومضى السيد في طريق العودة، عندما كمنت له مروحية صهيونية، استهدفت موكبه بصواريخ موجهة الكترونياً عن بعد.
من كلمات السيد عباس الموسوي: "أُقدّم روحي وجسدي، والخجل يعتصرني محتاراً كيف أعيد الأمانة ملوثة".

المصدر: تاريخ لبنان المقاوم في مئة عام: عبد الله الحاج حسن. ط1، دار الولاء، بيروت، 2008م.

التعليقات (0)

اترك تعليق