مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حبيبتي الغالية جميلة الجمال

حبيبتي الغالية جميلة الجمال: رسالة من أسير إلى ابنته قبل أن يختطفها الموت...





































الآنسة جميلة قصفي
                  
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجى، بهم نتولى ومن أعدائهم نتبرّأ في الدنيا والآخرة.
كريمتي الغالية جميلة أكتب لك هذه الكلمات في ذكرى ميلادك الثاني...
ذكرى مولدك الطاهر إلى الدنيا... دنيا الحياة... ذاك اليوم من أيام الربيع، يوم ابتسمت الازهار بوريقاتها وهي تتفتح، مثل ما تفتحت رموش عينيك على النور...
أكتب لك والجو لطيف مثل لطافتك، والسماء صافية مثل صفائك، والعصافير تغرّد وتنشد نشيد الحياة بيوم مولدك... والشمس مبتسمة بنورها مثل ابتسامتك الجميلة، حبيبتي الغالية جميلة الجمال وأنت نجمة الجمال في سماء بيتنا وفي سماء عائلتنا.
حبيبتي ثماني سنوات من يوم ميلادك، ذاك اليوم من أيام الربيع، ربيع الطفولة وربيع الأزهار، وأنت زهرة يفوح أريجها في حياتنا (أنا ووالدتك) جميلة بجمال وجنتيك الورديتان والحمرويتان كاحمرار الورد الجوري، وثغر وجهك عندما يبتسم يملأ وجهك الحياء. جميلة بجمال الكون في يوم مولدك، ومبتهجة القلب ومسرورة النفس، وسعيدة الفؤاد.
حبيبتي، مهما طال الفراق، فإنّ يوم اللقاء آتٍ لا محالة له، فإلى اللقاء، إلى يوم اللقاء، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته*.

والدك ومحبك أبو حسن (جواد)
10 نيسان 1997م



*رسالة من الأسير أبو حسن (جواد قصفي) إلى ابنته جميلة التي توافاها المرض قبل خروجه من المعتقل.

مصدر: مركز دراسات المرأة والأسرة والطفل

التعليقات (0)

اترك تعليق