مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

آداب تعامل الزوج مع الزوجة

آداب تعامل الزوج مع الزوجة

آداب تعامل الزوج مع الزوجة:
1- إطعامها بيده: عن النبي(ص): "إنّ الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته"(1).
2- الجلوس معها: عن النبي(ص): "جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"(2).
3- خدمة البيت معها: ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت علي وفاطمة(ع) حيث روي عن علي(ع) قوله:
"دخل علينا رسول الله(ص) وفاطمة(ع) جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: اسمع، وما أقول إلا ما أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه الله من الثواب ما أعطاه الله الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسى(ع)، يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب الله اسمه في ديوان الشهداء، وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم، وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل الله، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفئ غضب الرب ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة"(3).
4- الصبر على سوء خلقها: في الحديث: "من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب(ع) على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"(4).
5- أن يوسع عليها في النفقة: ما دام قادراً لكن لا يبلغ حد الإسراف.
يقول زين العابدين(ع): "إنّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله"(5).
6- التجاوز عن عثراتها: من الممكن أن تخطئ المرأة كما الرجل فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها وإلحاق الأذية بها بل على العكس تماماً فليكن لما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثلرة فقد تقدم في بعض الأحاديث قوله(ع): "وإن جهلت فاغفر لها".
وإلا فإنّ الوقوف عند كل صغيرة لا يمكن أن تستمر معه الحياة الزوجية وتستقر به العشرة خصوصاً مع التوصية الواردة في حقّها حيث قال رسول الله(ص): "أوصاني جبرئيل(ع) بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة"(6).
7- استمالة قلبها: وهي تتم بأمور:
أ‌- التجمّل لها وإبداء الهيئة الحسنة في عينها حيث يؤكّد الإسلام على التنظيف والأناقة وتزين الزوج لزوجته بما يتناسب معها وترضاه كما أنّ عليها ذلك في قباله.
عن الحسن بن جهم أنه قال: رأيت أبا الحسن(ع) اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال(ع): "نعم إنّ الهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهن التهيئة ثم قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا، قال: فهو ذاك"(7).
ب‌- التوسعة عليها بالنفقة.
ت‌- المعاشرة الجميلة.
جاء عن الصادق(ع) قوله: "لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها"(8).
والحديث جامع للأمور الثلاثة.
ث‌- خطاب المودّة: حيث يقول النبي(ص): "قول الرجل للمرأة إنّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"(9).
وبالإمكان في ختام أن نضع ميزاناً توزن به الشخصية المؤمنة عبر أدائها للحقوق المفروضة أو التقي ربها وبالخصوص مع الالتفات إلى قول الرسول(ص): "ألا خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي"(10).
وفي رواية أخرى: "ألا خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(11).

الهوامش:
1- المحجة البيضاء، 3- 70.
2- تنبيه الخواطر، 2- 122.
3- مستدرك الوسائل، ج13، ص42.
4- ميزان الحكمة، حديث 7891.
5- م.ن، حديث 7909.
6- الوسائل، ج7، ص 121.
7- الكافي، ج5، ص567.
8- البحار، ج78- 237- 70.
9- ميزان الحكمة، حديث 7873.
10- وسائل الشيعة، ج7، ص122.
11- م.ن، ومكارم الأخلاق، ص 116.

المصدر: الحياة الزوجية: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. ط5، 1430هـ- 2009م.

التعليقات (0)

اترك تعليق