النساء والدفاع المقدس (2).. ودور النساء خلف الجبهات
5- الشهادة والروح الاستشهادية عند النساء
إنه نور القرآن والإسلام الذي تجلّى في قلوبكن وفي قلوب جميع أبناء الشعب الإيراني، إنّ نور الإيمان هو الذي جعلكن أيتها النساء لا ترهبن الشهادة.
(من حديث للإمام الخميني في جمع من نساء جنوب طهران: 6/5/1979)
شبابنا جميعاً على أهبة الاستعداد للشهادة، إنّ رجالنا ونساءنا على أهبة الاستعداد للشهادة.
(من حديث للإمام (قده)في جمع من الطلبة الجامعيين: 9/5/1979)
إحداهنّ تصرّ بأن اسمحوا لنا بالذهاب إلى كردستان، فقلت لها: كلا، مسألة كردستان سوف تحلّ، ولا توجد ضرورة لذهابكن.
واحدة أخرى تطلب منّي أن أدعو لها بالشهادة، فقلت لها: أدعو لكِ بأن تنالي ثواب الشهيد وتواصلي خدمتك للإسلام.
إنها صور من التحولات التي شهدها صدر الإسلام، إذ تقدّموا بمثل هذه الروحية التي تتطلع للشهادة، واستطاعوا أن يفتحوا المعمورة في نصف قرن تقريباً: فتحوا العالم المتحضر آنذاك.
(من حديث في جمع من أعضاء جهاد البناء: 3/9/1979)
تطلب منّي بعض النساء بأن أدعو لهنّ أن يستشهدن في كردستان.. إنّ بعض النساء جئن إلى هنا وطلبن منّي أن أسمح لهن بالذهاب إلى كردستان ليذهبن للقتال هناك، فقلت لهن: ليس من الصلاح، الشعب والجيش يؤديان دورهما هناك. (من حديث في أعضاء الحكومة: 2/10/1979)
بعض النساء تأتي إلى هنا وتطلب منّي أن أدعو لهن بالشهادة، كذلك بعض الإخوة يطلبون ذلك منّي، يجب المحافظة على هذا التحوّل الروحي والفكري الذي حصل لأبناء الشعب بجميع طبقاته، الجميع تطلع لشيء واحد هو الجمهورية الإسلامية، وهذا ما قادهم للانتصار، لأنه حق، والحق منتصر.
(من حديث في جمع من أعضاء الاتحاد الإسلامي لوزارة البريد: 3/10/1979)
كلما أرى استعداد النساء المحترمات بعزم راسخ وإرادة حازمة، لتحمل أنواع المعاناة بل الشهادة، اطمئن بأن طريقنا هذا سينتهي بالنصر.
(من حديث في جمع من نساء طهران بتاريخ 31/12/1979)
كنت أجريت هنا عقد قرآن لشاب وفتاة، ولما أرادت الفتاة أن تذهب سلّمتني ورقة. قرأت الورقة فرأيت أنها كتبت في خاتمتها، بعد أن ذكرت أشياء كثيرة، من أن شبابنا كذا وكذا، كتبت تقول: إنني اعشق الشهادة. وهناك الكثير من المواقف. إن هذا التحول الإنساني من صنع الله. فاعرفوا قدره. إنه هبة إلهية وهبها الله سبحانه لكم.
(من حديث في جمع من أعضاء جهاد البناء بتاريخ 2/1/1980)
كما تعلمون أن شبابنا يعشقون الشهادة. فكثيراً ما يلتقي بي هؤلاء الشباب، وبعض النساء، ويأخذون عليّ الأيمان الغلاظ لأن أدعو لهم بالشهادة. وأنا أدعو بأن ينالوا ثواب الشهداء وأن ينصرهم الله.
(من حديث في جمع من قوات تعبئة المحافظات بتاريخ 15/4/1980)
منذ اليوم الذي بدأت فيه هذه النهضة، كثيراً ما كان يأتي إليّ النساء والرجال ويصرون عليّ بأن أدعو لهم بالشهادة. وأنا أدعو بأن يُوفقوا وينالوا ثواب الشهادة.
لا تألوا جهداً في خدمة الإسلام. إن هذه الروحية تأخذ بأيديكم إلى التقدم. احرصوا على المحافظة على هذه الروحية.
(من حديث مع العقيد صدري قائد الفرقة 38 في كردستان بتاريخ 15/5/1980)
منذ أوائل النهضة تقريباً حيث كنت آنذاك في النجف وحتى اليوم، تأتي المرأة والرجل والشباب، يأتون هنا ويرجوني بأن أدعو لهم بالشهادة. وأنا أدعو لهم بأن ينالوا ثواب الشهيد.. ففي إحدى مجالس العقد الذي أجريته قبل فترة، وبعد أن عقدت قرانهما أعطتني المرأة ورقة، ولما قرأتها رأيتها تطلب مني أن أدعو لها بالشهادة. المرأة التي تزوجت لتوها تطلب مني أن أدعو لها بالشهادة.. هل يخشى مثل هذا الشعب التدخل العسكري.
(من حديث في جمع من الضيوف الأجانب بتاريخ 4/6/1980)
الشعب الذي قدّم الشهداء على طريق الإسلام، من النساء والرجال، ويتطلع أبناؤه من النساء والرجال للشهادة؛ شعب لن يرى الذل. إننا نعقد آمالاً كبيرة على هذا السيل المتدفق من أبناء الشعب، الذي تقف في طليعته النساء المحترمات اللاتي هن من أكثر طبقات الشعب شجاعة، واللاتي لا يألين جهداً من أجل تحقق الأهداف الإسلامية.
نبارك للشعب الإيراني هذه البطولة، ولا ترهبنا أية قوة؛ لأن الشعب الذي تقف نساؤه ورجاله على أهبة الاستعداد للتضحية وينشدون الشهادة، ليس بمقدور أية قوة أن تواجهه. إن قوتكم قوة إلهية.
(من حديث في جمع من نساء أردبيل بتاريخ 18/8/1980)
إن الشعب الذي يتطوع أبناؤه من العرسان للشهادة، ويقف على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ في سبيل الله؛ لن يرهبه شيء. إن الشعب الذي يعتبر الشهادة سعادة؛ شعب منتصر. الشعب الذي يضحي بنفسه وبكل ما يملك من أجل الإسلام؛ شعب منتصر. نحن منتصرون قتلنا أم قُتلنا.
(من كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لـ17 شهر يور بتاريخ 8/9/1980)
إن شعبنا اليوم بكل فئاته وطبقاته، عاقد العزم على الصمود في وجه الاعتداءات التي تمارس ضده، والتضحية بأرواح أبنائه ثمناً للحرية والاستقلال، وفداءً للخروج من نير الظلم، ونأمل من جميع الشعوب والحكومات أن تتطلع إلى هذا الهدف الإنساني.
(من حديث في جمع من السفراء الأجانب بتاريخ 11/2/1981)
سلام الله على النساء اللاتي نلن درجة الشهادة الرفيعة في هذه الثورة وفي الدفاع عن الوطن.
(من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 24/4/1981)
إن الشعب الذي يغلي عشق الشهادة في قلوب نسائه ورجاله، صغاراً وكباراً؛ ويتسابق أبناؤه للفوز بالشهادة، لاهين عن الشهوات الحيوانية والدنيوية، ومؤمنين بعالم الغيب والرفيق الأعلى؛ إن مثل هذا الشعب لن تهزمه هذه الخسارة وإن كانت عظيمة.
(من حديث بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لانتصار الثورة بتاريخ 11/2/1982)
إن النساء والرجال والأطفال النموذجيين الذين يتغنون بنشيد الشهادة تحت القصف الجوي، ومن فوق أسرّة المستشفيات، ويتمنون العودة إلى جبهات القتال المربية للإنسان وهم مقطعو الأيدي والأرجل؛ إن هذه الروحية أسمى مما نتصوره، ومما يسجله الفلاسفة والعرفاء، ويصوره الفنانون والرسامون.
إن ما توصل إليه هؤلاء بالسبل العلمية والاستدلالية والعرفانية؛ توصل إليه أولئك بالخطوات الغيبية. وان ذلك الذي بحث عنه هؤلاء بين طيات الكتب، وجده أولئك في ميدان الدم والشهادة على طريق الحق.
(من كلمة إلى عوائل الشهداء والأسرى والمعوقين بتاريخ 28/8/1983)
الشعب الذي يتطلع للشهادة.. الشعب الذي يعشق نساؤه ورجاله الشهادة.. إن مثل هذا الشعب لا يعبأ إذا ما قلّ الشيء الفلاني أو كثر، أو اشتدت المعاناة الاقتصادية. إن كل هذا يشغل أولئك الذي ربطوا حياتهم بها. إن الذين ارتبطوا بالله لا يعبأون بالشيء الفلاني زاد أم نقص، ارتفع سعره أم انخفض.
(من كلمة بمناسبة بدء العام الجديد بتاريخ 8/2/1985)
تأتون وتفجرون صلاة الجمعة تتصورون بضربكم لصلاة الجمعة أن شعبنا سيتراجع! لقد شاهدتم ماذا فعلوا في صلاة الجمعة.. إنه مشهد تاريخي جدير بالتحدث عنه.. ليس بوسع الكلمات أن تعبر عن أبعاد هذا المشهد التأريخي. فما لم ير المرء بنفسه من الصعب أن يصدق: المرأة وطفلها على صدرها، الرجل وابنه إلى جواره، ثابتون في أماكنهم لا يخشون الانفجار ولا يتحركون من أماكنهم.
وفي الجهة الأخرى، يقف أولئك الجبناء، والانفجار الذي شاهدتموه جميعاً، رغم كل ذلك عاد الجميع ليجلس كل واحد في مكانه بكل اطمئنان ولن يتركه أبداً.. هذا هو شعبنا.
(من كلمة بمناسبة بدء العام الجديد بتاريخ 18/2/1985)
ج- دور النساء خلف الجبهات ودعمهن للمقاتلين
عودوا للتاريخ؛ هل تجدون نماذج مثل هذه النسوة والشابات، اللاتي يفترض أن يلتفتن إلى شبابهن؟ هل تجدن مثل هذه المرأة العجوز التي تبذل كل جهدها لتقدم الدعم والمساعدة لأفراد الجيش وقوات حرس الثورة؟ هل رأيتم مثل هذا؟ هل سمعتم بمثل هذه المواقف في مكان ما؟ فإذا سمعتم دلّونا عليها.. في أي مكان تجدون مثل هذا، حيث تقف النساء إلى جنب الرجال من أفراد الجيش والحرس وشرطة الحدود وترافقهم؟
(من حديث في جمع من مسؤولي البلاد بتاريخ 28/10/1980)
إنكم ترون الآن مختلف أنحاء البلاد في حالة حرب.. الفتيات داخل بيوتهن في حالة حرب أيضاً. إذ إنهن يعملن من أجل الجبهات.
(من حديث في جمع من الطلبة السائرين على نهج الإمام بتاريخ 3/11/1980)
هل تجدون قرية واحدة في العراق تقدم مثل هذا الدعم إلى هؤلاء؟ بالطبع إن أولئك يأخذون بالقوة، ينبهون.. في أي قرية من قرى العراق يعمل شبابها ونساؤها في تحضير الخبز وإرساله إلى الجبهات؟ هل يخاف أحداً مثل هذا الشعب؟ ولماذا يخاف؟
(في حديث في جمع من الطلبة السائرين على نهج الإمام بتاريخ 3/11/1980)
الآن حيث تتواجدون في جبهات القتال، ويتواجد جنودنا ينصرهم الله في الأماكن الحساسة؛ مَن الذي يقوم بتوفير احتياجاتهم؟ إن النساء هن اللاتي يقمن بإعداد الخبز لكم. وإن الشعب هو الذي يقدم الذخيرة لكم، ويتبرع بالأموال اللازمة لكم.. إنه الشعب المسلم.
ألم تشاهدوا في تلفزيوناتكم؛ امرأة عجوزاً كل ما تملكه عشر بيضات، تأتي وتتبرع بها إلى المقاتلين. أو طفلاً لديه عشرة تومانات يأتي ويتبرع بها. من أجل ماذا يقدم هؤلاء كل هذا؟ إنهم يقدمونه من أجل الإسلام.. من أجل البلد الإسلامي.
(من حديث في جمع من خريجي القوات المسلحة بتاريخ 16/11/1980)
افترضوا أنّ حرباً اندلعت في عهد محمد رضا، في الأهواز مثلاً، فهل كانت نساء خراسان تعدّ للمقاتلين الخبز؟ أم تدعو الله لهزيمتهم؟ فهل الأوضاع الآن بهذا النحو؟ أين تجدون مثل هذا الدعم الشعبي الذي يقدّم للحكومة وللجيش؟ نحن لا نعرف مكاناً في العالم يوجد فيه مثل هذا. إنه أمر فريد، لن تجدوا نظيراً حتى في التاريخ، فهو فريد من نوعه، بدءاً من الأطفال الصغار الذين يتبرعون بعشرة توماناتهم مروراً بالقوات المسلحة، وانتهاءً بتلك المرأة العجوز ذي الثمانين عاماً التي تبرعت بمجموعة من البيض، إن لهذا العمل قيمة كبيرة، لابد لنا من المحافظة عليها، ولقد انتصرنا لهذه القيم، وإن انتصار القلوب هذا أسمى من انتصار الدول.
(من حديث في جمع من محافظي البلاد بتاريخ 6/12/1980)
إن جميع أبناء شعبنا ـ وليس الشباب المتواجدين في جبهات القتال وحدهم ـ يتواجدون الآن في ساحة المعاناة وفي ميدان القتال. فالجميع يرى نفسه في جبهة الصراع.
(من حديث في جمع من أعضاء مجلس الشورى بتاريخ 19/3/1981)
عندما أُشاهد في التلفزيون هذه النساء المحترمات اللاتي يعملن في مناصرة الجيش ودعم القوات المسلحة، أشعر بمكانة لهن في نفسي لا أشعر بها تجاه أي شخص آخر.
إن هذه النسوة يؤدين عملاً لا يتوقعن من ورائه شيئاً أو مكافأة من أحد. إنهن جنديات مجهولات يتواجدن في جبهات الجهاد، بل منهمكات فيه.
إن لم تحقق الجمهورية الإسلامية شيئاً سوى هذا الحضور الشعبي من جميع الفئات وكل الطبقات في الساحة، وإشرافهم على إدارة شؤون البلاد، لكان هذا يكفي. وتلك معجزة لا أعتقد إنها وجدت في مكان آخر. إنها نعمة إلهية لم تتدخل فيها يد الإنسان، لقد حبانا الله تبارك وتعالى بها، ويجب علينا أن نعي قدرها، وان نقتدي بهذه النسوة والأطفال الذين يمارسون نشاطهم خلف الجبهات، وأولئك الصامدين في المدن التي لم تبق منها غير الأنقاض. علينا أن نتعلم منهم الأخلاق الإسلامية وقوة الإيمان والتوجه إلى الله.
(من حديث في جمع من أعضاء مجلس الشورى بتاريخ 19/3/1981)
لعلّنا لا نستطيع أن نجد على مرّ التاريخ، نظيراً لهذا الذي نشهده، حيث الأطفال الصغار والفتيان اليافعون والنساء والعجائز، والعرسان حاضرون جميعاً في جبهات القتال. الشعب كلّه حاضر في ساحة المعركة.
(من حديث في جمع من أهالي جنوب طهران بتاريخ 5/4/1981)
إن أبرز ما حدث في إيران هو التحول الذي حصل للنساء، فدور النساء في هذه النهضة والثورة كان أكبر من دور الرجال، كما أن نشاطهن خلف جبهات القتال أكثر من نشاط الآخرين أيضاً، إضافة إلى دورهن الكبير في هذه الثورة في مجال التربية، سواء تربية أطفالهن، أو عملهن في المدارس والمراكز الأخرى.
إن العواطف والأحاسيس التي تتصف بها النساء فريدة من نوعها وغير متوافرة لدى الرجال، ولهذا فإنّ ما يصدر عنهن خلف الجبهات بوحي من عواطفهن أكبرُ واهمّ وأكثر قيمة مما يصدر عن الرجال؛ وبفضل العواطف التي تتحلى بها النساء، أنجزن وينجزن أعمالاً مفيدة جداً لجبهات القتال.
(من حديث في جمع من النساء أعضاء الجهاد الجامعي بتاريخ 23/5/1981)
لقد منَّ الله تبارك وتعالى على هذا الشعب بأن حقق له هذا النصر. ونحن نأمل أن تصبح دعامة هذا الشعب والإسلام أكثر استحكاماً في المستقبل بفضل التزام النساء. فمن خلال مساعيكن أيتها النساء المحترمات، يتمكن الشباب من خدمة هذا الوطن والتوجه إلى جبهات القتال حتى تحقيق النصر، وممارسة نشاطهم خلف الجبهات في البناء والإعمار وأداء الأعمال النافعة الأخرى.(من حديث في جمع من النساء أعضاء الجهاد الجامعي بتاريخ 23/5/1981)
إن جميع أبناء الشعب الإيراني المسلم، أصدقاء الجيش ويساندونه. فكما أنكم منشغلون بالقتال في الجبهات، فإن الناس هنا أيضاً منشغلون خلف الجبهات بتقديم كل أنواع الدعم دون أن يجبرهم أحد على ذلك. الطفل الصغير يأتي ويتبرع بحصالة نقوده. والمرأة العجوز ذات السبعين عاماً تقدّم حليها ومجوهراتها التي ادّخرتها طوال عمرها.
(من حديث في جمع من قادة القوات المسلحة بتاريخ 14/6/1981)
إن تعاون الناس وتكافلهم اليوم لم يسبق له مثيل، ففي كل يوم نرى نساءً يأتين ويتبرعن بذخيرة عمرهن؛ بحليهن ومجوهراتهن، في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن الإسلام.
(من حديث في جمع من أئمة الجمعة في محافظة كيلان بتاريخ 25/5/1982)
تحية لكم أيّها الرجال الشجعان وأيتها النساء البطلات، يا منْ تزرعون الحماسة في نفوس المقاتلين الشجعان، وتهيئون دعامة قوية لهم من خلال تعبئة العشائر وإرسال المساعدات المادية وجهودكم الأخوية الأخرى، سواء في الخطوط الأمامية أو خلف الجبهات. لقد باتت جهودكم وسيلة لكشف مؤامرات أعدائنا وإحباطها.
(من كلمة إلى قوات التعبئة بتاريخ 4/6/1982)
إننا ـ والحق ـ مدينون لجهود هذه الجماهير العظيمة التي لن تتوانى عن تقديم كل ما بوسعها، ولا تنتظر مقابل ذلك شيئاً، بدءاً من أولئك العجائز اللاتي يجدن بما ادّخرنه طوال عمرهن من أجل الإسلام، وانتهاءً بهؤلاء الأطفال الذين يفتحون حصّالات نقودهم ويأتون بما ادخروه ليتبرعوا به من أجل الإسلام.
إنني عاجز عن تكريم هذا الشعب ووصف خدماته؛ ولكن أُوكِلُ ذلك إلى الله تبارك وتعالى ليشمله بعنايته الخاصة وينعم عليه بعطائه. يحفظكم الله ويبقيكم ويمنّ عليكم بالمقاومة والصمود في خنادقكم.
(من حديث في جمع من علماء الدين بتاريخ 17/10/1982)
ينبغي أن اشكر أهالي مدينة قم ونساءها المعظمات؛ ففي مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد في مواجهتها للقوى الكبرى والقوى الفاسدة، وتتعرض للهجوم من كل صوب، تقوم هذه النسوة خلف الجبهات بأداء خدمة لا تقل عن تلك التي يؤديها أولئك الأبطال في الجبهات. فكما أن أولئك الأبطال منهمكون في الدفاع عن هذا البلد، أنتن أيضاً منهمكات في ممارسة نشاطكن المتمثل ـ أولاً ـ في بناء أنفسكن وتربية البنين والبنات. وثانيا، في تقديم الدعم للمقاتلين الرابضين في جبهات القتال. إن مثل هذا العمل جدير بالشكر والثناء الجميل، وهو عمل قيّم ذو أجر جميل لدى الله تبارك وتعالى.
(من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 13/3/1983)
إن أبناء هذا الشعب من البسطاء والعوامّ، من أبناء القرى والأرياف، هم الذين يقدمون الدعم والمساعدات للجبهات وخلف الجبهات. إن الجميع نساءً ورجالاً، كباراً وصغاراً، منهمكون في الخدمة.
من الذي دفع هؤلاء لتقديم هذه الخدمات؟
(من حديث في جمع من العلماء المرافقين لقوافل الحجاج بتاريخ 17/8/1983)
لو لم تكن مجاهداتكم ومجاهدات إخوتكم وأخواتكم الكبار في الجبهات وخلف الجبهات، والذي بفضل صدقكم وإخلاصكم حظيتم بالعناية الخاصة للقادر المتعال؛ فأي قوة وأي معدات حربية كان بمقدورها أن تنقذ الجمهورية الإسلامية وتنقذ بلادكم العزيزة، من هذا البحر المتلاطم الأمواج، الذي تظافرت فيه جهود الشرق والغرب وأذنابهم، من أجل إغراقنا.
(من بيان في تكريم شهداء الثورة الإسلامية بتاريخ 7/2/1985)
نتقدم بجزيل شكرنا وتقديرنا، نحن الذين نعترف بعجزنا، إلى المقاتلين الأعزاء الذين دافعوا عن وطنهم الإسلامي من خلال مقاومتهم وتطوعهم للشهادة، وأناروا بدمائهم الطاهرة طريق الحرية أمام جميع الشعوب التي ترزح في الأسر.
كذلك نشكر الأُمّهات والآباء والأخوات والزوجات والإخوة الذين لم يتقاعسوا خلف الجبهات عن الدفاع المقدس والذود عن الإسلام والبلد الإسلامي، وهبّوا لحماية المجاهدين الأعزاء، ولم يبخلوا بشيء في هذا المجال. كما نشكر جميع أبناء الشعب العظيم والملتزم، الحاضرين في الساحة دوماً.
(من نداء إلى المجاهدين في جبهات النور بتاريخ 1/9/1985)
ينبغي لكن أيتها النساء أن تعلمن أنه مثلما يجب على الرجال الإقدام والتضحية في جبهات القتال؛ يجب عليكن تقديم العون والمساعدة خلف الجبهات.
(من حديث في جمع من النساء بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 2/3/1986)
إن المبلغ الذي تبرعت به النساء العراقيات المعظمات مبلغ جيد وأرجو الله سبحانه أن يوفقهن أكثر فأكثر، لخدمة الإسلام والمقاتلين الأعزاء، للقضاء على شرّ القوى الكبرى وأذنابها المتفانين في خدمتها، أسأل الله المتعال السلامة والسعادة للجميع.
(من بيان للإمام يثمن فيه تبرعات الأخوات العراقيات المسلمات إلى جبهات القتال
بتاريخ 19/12/1987)
...........................................................................................................................
- كان سماحة الإمام الخميني يعيش في منفاه بمدينة النجف الأشرف في العراق منذ 5/10/1965 ولغاية 24/9/1978.
- إشارة إلى حادث انفجار قنبلة في صلاة الجمعة بطهران بتاريخ 15/3/1985.
- قبل توحيد القوى الانتظامية، كانت شرطة الحدود التي تمثل جزءاً من هذه القوات، تمارس وظيفتها في أنحاء واسعة من البلاد؛ خاصة في القرى والأرياف والمناطق الحدودية.
- يقصد النظام البعثي العراقي.
- تقع مدينة الأهواز مركز محافظة خوزستان في القسم الجنوبي من البلاد إلى جانب نهر الكارون.
- تعتبر خراسان أكبر محافظات البلاد، حيث تحدها من الشمال جمهورية تركمنستان، ومن الشرق أفغانستان، ومن الجنوب محافظة كرمان وسيستان، ومن الغرب محافظة أصفهان وجرجان، وتمثل مدينة مشهد الدينية المقدسة مركز هذه المحافظة.
- عشرة تومانات، عملة إيرانية صغيرة، يتقاضاها الأطفال من آبائهم كمرتب يومي في تلك الأيام.
- العشائر هم جزء من أبناء الشعب الإيراني المسلم، ويقطنون في الجبال والهضاب الصالحة لرعي المواشي، وحياتهم بسيطة وادعة، ينتقل أكثرهم من مكان إلى آخر طبقاً لفصول السنة. وقد كان لهم دور فعال ومصيري طوال التاريخ الإيراني في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وإبان استعمار بريطانيا لإيران كان لهم وقفة عظيمة في وجه المستعمر. وعند انتصار الثورة الإسلامية المباركة بايعوا قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني، وكان لهم حضور واعٍ وفعال في شتى مراحل الثورة الإسلامية والدفاع عنها، وخاصة إبان الحرب العراقية الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية.
مصدر: مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني (قده)- مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني
اترك تعليق