مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مسؤولية الأم والآثار السلبية المترتبة على عزل الأبناء عن أحضانها

مسؤولية الأم والآثار السلبية المترتبة على عزل الأبناء عن أحضانها

 إنهم يريدون القضاء على هذه الشريحة بالحديد والنار، يريدون أن يبعدوا نساءنا عن مآثرهن، وعن الخدمات التي يؤدينها لهذا الشعب، يريدون أن يعطّلوا طاقاتهن ويحولوا دون أداء الدور الأصيل الذي ينبغي لهن أداؤه، ويحولوا دون ممارستهن لتربية الأطفال الذين ستكون مقدّرات البلاد بأيديهن.

إنّ هؤلاء لا يسمحون للنساء بأداء هذه الخدمة، لأنهم يخشون أن ينشأ الأطفال على التقوى في أحضانهن، يخشون أن يتربى الأبناء بأحضان الأمهات تربية إسلامية ووطنية، لأنهم يدركون جيداً أنه إذا ما تربى الأبناء على هذه التربية، فسوف تذهب جميع مساعيهم هدراً، سواء تلك التي تمارَس من خلال الإعلام المضلل، أو من خلال الأساتذة الذين يزرعونهم في المدارس والجامعات، أو الخطباء الذين يعملون لحسابهم في المدارس والجامعات، ولن يتمكنوا من التأثير فيهم او التحكم بهم، ولذلك كان مخططهم يرمي إلى إقصاء هذه النسوة عن المنزلة الشامخة التي يتمتعن بها، وبزعمهم: لتحرير نصف المجتمع الإيراني.

                     (من حديث للإمام الخميني في جمع من نساء مشهد: 16/5/1979)

 طبيعي أنّ العمل السليم للمرأة لا مانع دونه أبداً، ولكن ليس بالنحو الذي يريده هؤلاء، فإنّ دافعهم ليس حصول المرأة على عمل، بل الحطّ من مكانتها ومكانة الرجل أيضاً..

إنهم لم يسمحوا لشريحة من النساء أن تنمو نمواً طبيعياً، وهكذا الرجال، إذ أنهم لا يروق لهم أن يتربى أطفالنا تربية إسلامية، ولهذا وقفوا بوجه ذلك منذ البداية، وحرموا أحضان الأمهات (التي هي مهد تربية الأطفال) من ممارسة دورها. وبعدها: حيث يذهب الأطفال إلى المدارس، هناك أيضاً عملوا على انحرافهم من خلال إعلامهم السيئ ومناهجهم الدراسية المنحرفة، وعندما انتقلوا إلى الجامعة، فإنّ عملاء السلطة لم يسمحوا لهم أن ينموا نمواً صحيحاً، لم يسمحوا لهم أن يكونوا علماء صالحين وأن يتربوا تربية وطنية صالحة وإسلامية سليمة.

                     (من حديث للإمام (قده) في جمع من نساء مشهد: 16/5/1979)

 للأسف أنّ الأجانب حطّوا من دور الأمومة وجعلوه مبتذلاً في أنظارنا، وفرّقوا بين أطفالنا وأمهاتهم (ليس كلهم، بل بعضهم).

لقد حطّوا من مكانة هذا العمل العظيم لئلا ينشأ في أحضان الأم طفل صالح، وإذا ما أضحى في رعاية الأب، فإنهم يشغلونه (الأب) بعملٍ ما حتى يبعدوه عن الاهتمام بأولاده ويهمل تربيتهم.. وبعد ذلك، وعندما ينتقل الطفل إلى المدرسة يمارَس الشيء نفسه بحقه، وهكذا في مراحل حياته الأخرى.

إنّ هؤلاء لا يروق لهم أن يكون ثمة إنسان في هذه البلاد، لأنه إذا ما وُجد إنسان في هذه البلاد فسوف لا يكون لهم وجود فيه، لا يروق لهم أن يكون في هذه البلاد أناس مسلمون حقاً.. مؤمنون بالله يعتبرون الشهادة فوزاً عظيماً.

(من حديث في جمع من أعضاء السلك التعليمي والطلبة الجامعيين: 24/5/1979)

 للأسف أنّ المسؤولين في الحكومة الطاغوتية كانوا يتطلعون إلى تجريد الأمهات من دورهن في التربية.. لقد شنوا حملة إعلامية لتضليل المرأة بعدم جدوى إنجاب الأطفال، وجهدوا للحط.

 من هذا العمل النبيل في أنظار الأمهات ليتخلين عن تربية أطفالهن، ثم يأخذونهم ويربونهم في دور الحضانة، فيما تذهب الأمهات لتشتغل بالأعمال التي يحلو لهؤلاء انشغالهن بها، فالطفل الذي ينشأ في دار الحضانة ليس كالطفل الذي يترعرع في أحضان الأم العظيمة، بل ينشأ معقّداً.. فإذا ما أريد للطفل في دار الحضانة أن يتعامل مع الغرباء بعيداً عن الأم، وإذا ما أريد إضعاف محبة الأم وحنانها تجاه ابنها، فإنّ هذا الطفل سوف ينشأ معقّداً.

إنّ الكثير من المفاسد التي تحدث في المجتمع تصدر عن هؤلاء الأطفال المعقّدين، إنّ هذا الفصل بين الطفل وأمه هو مصدر عقدة كبيرة، وإنّ حنان الأمومة وعطفها ضروريان للطفل، ومن هنا كانت التربية عمل الأنبياء، فقد بُعثوا لتربية الإنسان، وهي عملكن الأول: تربية الطفل أولاً.
                  (من حديث في جمع من نساء مدينة دزفول: 11/6/1979)

 طوال حكم النظام الشاهنشاهي: جهدوا لعزل الأمهات عن الأطفال، وضللوا الأمهات بعدم جدوى الأمومة بإقناعهن بالعمل في الدوائر، فيما انتزعوا الأطفال الأبرياء من أحضان الأمهات وجاؤوا بهم إلى دور الحضانة وأماكن أخرى ليتولى تربيتهم تربية فاسدة أناس غرباء ليس في قلوبهم رحمة.

إذا ما أُبعد الطفل عن أمه، فسوف ينشأ معقّداً أينما نشأ، وإذا نشأ معقّداً أصبح مصدراً للكثير من المفاسد. إنّ الكثير من حوادث الإجرام التي تحصل هي وليدة هذه العقَد التي تظهر لدى الأطفال.

    (من حديث في جمع من أعضاء الاتحاد الإسلامي لوزارة الصحة: 17/7/1979)

 إنّ العقَد تجد طريقها إلى الأطفال الذين أُبعدوا عن أحضان أمهاتهم ونشأوا في دور الحضانة،  لأنهم حُرموا من حنان الأمومة وتربّوا على أيدي أناس غرباء.. ومثل هذه العقَد تكون منشأ جميع المفاسد التي تشهدها البشرية (أو معظمها)، فالحروب التي تحدث هي وليدة هذه العقَد التي تحملها نفوس هؤلاء: مصاصو الدماء، وهذه السرقات والجرائم معظمها ناتج عن العقد التي لدى بعض الناس الذين انتُزعوا من أحضان أمهاتهم ونشأوا معقّدين نتيجة لحرمانهم من حنان الأم وعطفها، ثم سيقوا إلى المفاسد.

لقد كانت الأجهزة الحكومية موظّفة بسوق أطفالنا إلى المفاسد، فمنذ البداية لم يسمحوا بتربيتهم في أحضان المحبة، ولم يسمحوا لهم أن يترعرعوا في ظلال حنان الأمومة، وبذلك وجدت العقد طريقها إليهم، وفي المدارس لم يسمحوا لهم أن يتربوا تربية إنسانية: من خلال المعلمين الذين زرعوهم فيها، وهكذا الأمر في الجامعات التي أسسوها بأنفسهم، وكلّها فساد من أولها إلى آخرها، ومهمتها إخراج الناس من النور إلى الظلمات.

               (من حديث في جمع من أعضاء الاتحاد الإسلامي للمعلمين: 17/8/1979)

 إنّ هؤلاء لا يروق لهم أن يوجد إنسان، لذلك جهدوا للحط من مكانة تربية الأبناء في أحضان الأمهات.. مارسوا تضليلاً لدرجة صدّقت الأمهات مزاعمهم، وأرسلن أطفالهن الأبرياء إلى دور الحضانة، فحُرموا من أحضان الأم، وهناك حرصوا على تربيتهم تربية شيطانية.

                (من حديث في جمع من أعضاء الاتحاد الإسلامي للمعلمين: 17/8/1979)

 تقع على عاتقكن مسؤولية عظيمة، إنّ إنساناً صالحاً من الممكن أن يهدي عالَماً، وإنّ إنساناً فاسداً قد يسوق العالَم إلى الفساد، فالفساد والصلاح يبدأ من أحضانكن، ومن تربيتكن، ومن المدارس التي تعملن فيها.. هؤلاء يريدون أن يبعدوا الأطفال عن أحضان أمهاتهم ويرسلونهم إلى دور الحضانة.

                   (من حديث في جمع من أعضاء الاتحاد الإسلامي للمعلمين: 17/8/1979)

 تقع على عاتق النساء مسؤولية أسمى، وهي تربية الأبناء، لا تخدعنكم مزاعم هؤلاء الذين يتنكرون لجدوى الأمومة وإنجاب الأطفال وتربيتهم، وينظرون إلى كل ذلك نظرة استهجان . إنهم يكيدون لكم، يريدون أن يحرموا الأطفال من هذه الأحضان التي يراد لها أن تربّي أطفالاً صالحين، يريدون أن يرسَل الأطفال منذ البداية إلى دور الحضانة لكي يتربوا تحت إشراف الآخرين وعلى أيدي الغرباء.. إذ لا يروق لهم أن يتربى إنسان، وأحضانكن تربّي الإنسان.. لا يريد هؤلاء أن يكون أطفالكن بينكن، لا يريدون أن يتربى إنسان.

                  (من حديث في جمع من أعضاء الإتحاد الإسلامي للمعلمين: 17/8/1979)


المصدر: مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني (قده)- مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني

التعليقات (0)

اترك تعليق