مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أم حبيبة زوج الرسول(ص)

أم حبيبة زوج الرسول(ص)

هي أم حبيبة أم المؤمنين، اسمها اسمها آمنة أو رملة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب وأمها صفية بنت أبي العاص عمة عثمان بن عفان، وقد اختلف في وقت نكاح رسول الله(ص) إياها وموضع العقد، فقيل: أنها عقدت بأرض الحبشة سنة ست وزوجه منها النجاشي، وأمهرها أربعمائة دينار، وقيل: أربع مائة آلاف درهم من عنده، وبعث النبي(ص) شرحبيل بن حسنة، فجاء بها إليه ودخل بها بالمدينة، وقيل: إنه عقد عليها بالمدينة وزوجه منها عثمان بن عفان، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين.
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص). وفي أسد الغابة: كنيت بابنتها حبيبة من عبد الله بن جحش. وروى الكافي عن الباقر(ع) قال: تدري من أين صار مهور النساء أربعة آلاف؟ قلت: لا، فقال: إن أم حبيبة بنت أبي سفيان كانت بالحبشة فخطبها النبي(ص) وساق إليها عند النجاشي أربعة آلاف. وفي أسد الغابة: "هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي إلى الحبشة، وتنصر عبيد الله بالحبشة ومات بها وأبت هي أن تتنصر فتزوجها النبي(ص) وهي بالحبشة (إلى أن قال) ولما جاء أبو سفيان قبل الفتح إلى المدينة فدخل عليها لم تتركه يجلس على فراش النبي(ص) وقالت له: "أنت مشرك" وأني أعتبرها لذلك من الحسان. أقول: بل كانت من القباح، فكانت من الشجرة الملعونة فجذبها عرقها إلى أصلها، ففي مروج المسعودي: بعثت بقميص عثمان مخضبا بدمائه مع النعمان بن بشير إلى أخيها معاوية. وفي تذكرة سبط ابن الجوزي لما بلغ أم حبيبة خبر قتل محمد بن أبي بكر وإحراقه شوت كبشا وبعثت به إلى عائشة تشفيا بقتل محمد بن أبي بكر بطلب دم عثمان، فقالت عائشة: قاتل الله ابنة العاهرة! والله لا أكلت شواء أبدا. وفي أنساب البلاذري في قوله تعالى: «تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ» أي: تعتزل، وكان ممن عزل أم حبيبة.
روى عنها جماعة كثيرة، لها ترجمة أيضا في: (الطبقات الكبرى) (8/ 96) توفيت في خلافة معاوية سنة (44 هـ)، وفي (الإستيعاب) (4/ 421) اسمها رملة لا خلاف في ذلك- و(4/ 296) أيضا- وفي رواية الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال: قدمت منزلي في دار علي بن أبي طالب عليه السلام فحفرنا في ناحية منه فأخرجنا منه حجرا فإذا فيه مكتوب: هذا قبر رملة بن صخر فأعدناه مكانه -وفي (الإصابة) (4/ 298) برقم/ 434، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوجها حليفهم عبيد الله بن جحش فأسلما ثم هاجرا إلى الحبشة فولدت له حبيبة فبها كانت تكنى وقال ابن أبي خيثمة في وفاتها سنة تسع وخمسين وهو بعيد. ولها في (البخاري) حديثان -وفي (المشكاة) خمسة أحاديث، وعند أحمد (6/ 425) تسعة عشر حديثا، وعند الطبراني (23/ 218) خمسة وتسعون حديثا، وفي (تهذيب التهذيب) (12/ 419) برقم / 2749- روت عن النبي(ص) وزينت بنت جحش، وعنها ابنتها حبيبة وأخواها معاوية وعنبسة وابن أخيها عبد الله بن عتبة وعروة بن الزبير وأبو صالح السمان وشهر بن حوشب وصفية ابنة شيبة وغيرهم.. هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي إلى الحبشة وتنصر بها ومات وثبتت هي على الإسلام. ثم كتب رسول الله(ص) إلى النجاشي يخطب أم حبيب، فبعث إليها النجاشي، فخطبها لرسول الله(ص)، فأجابته، فزوجها منه، وأصدقها أربعمائة دينار وساقها عن رسول الله. وبعث إليها بثياب وطيب كثير وجهزها وبعثها إلى رسول الله، وبعث إليه بمارية القبطية أم إبراهيم. وبعث إليه بثياب وطيب وفرس. وأطعم رسول الله. وكان ازدواجها في سنة 6. وماتت سنة 44. جد ج 22 / 190، و192 و202 وج 21/ 43، وج 18/ 416، وكمبا ج 6/ 400 و582 و718، ومستدرك السفينة ج 2/ 163 لغة (حبب). وعن مروج المسعودي أنها بعثت بقميص عثمان مخضبا بدمائه مع النعمان بن بشير إلى أخيها معاوية.

قبر أم حبيبة زوج النبي (ص):
حدثنا محمد بن يحيى قال، أخبرني عبد العزيز بن عمران، عن يزيد بن السائب قال، أخبرني جدي قال: لما حفر عقيل بن أبي طالب في داره بئرا وقع على حجر منقوش مكتوب فيه: قبر أم حبيبة بنت صخر بن حرب، فدفن عقيل البئر، وبنى عليه بيتا. قال يزيد بن السائب: فدخلت ذلك البيت فرأيت فيه ذلك القبر(1).

الهامش:
1- ورد في وفاء الوفا 2: 98 ط. الآداب عن ابن شبة. أي محمد بن زيد بن علي كما يفهم من السياق- والخبر وارد في المرجع السابق من رواية ابن شبة.


المصادر:
1- الإكمال في أسماء الرجال: الخطيب التبريزي، تعليق: أبي أسد الله بن الحافظ محمد عبد الله الأنصاري مؤسسة أهل البيت عليهم السلام.
2- مستدركات علم رجال الحديث: الشيخ علي النمازي الشاهرودي. ط1، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة رجب المرجب 1415- طهران. ج8.
3- قاموس الرجال: الشيخ محمد تقي التستري. ط1، مؤسسة النشر الإسلامي شوال المكرم 1425- ج 12.
4- كتاب المحبر: محمد بن حبيب البغدادي. مطبعة الدائرة، ذي القعدة 1361.
5- تاريخ المدينة: ابن شبة النميري. دار الفكر، قم،  إيران، 1410- 1368 ش. ج1.

التعليقات (0)

اترك تعليق