مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أول امرأة مسلمة

أول امرأة مسلمة

السيدة خديجة عليها السلام.. أول امرأة مسلمة..

العاشر من شهر رمضان المبارك، سنوية ارتحال إحدى أفضل النساء الأربع في العالم؛ المرأة التي تركت وفاتها أثرا في قلب الرسول صلى الله عليه وآله حتى سمّى سنة وفاتها، عام الحزن.
المرأة التي يقول أفضل خلق الله في حقها:
لا يصل احترام أي امرأة إلى حرمة وعزة خديجة.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يذكرها بالخير دوما ويحترمها إلى حد وكأنه ليس كمثلها امرأة.
عائشة تقول:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ لَمْ يَسْأَمْ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا فَذَكَرَهَا ذَاتَ يَوْمَ فَحَمَلَتْنِي الْغَيْرَةُ فَقُلْتُ لَقَدْ عَوَّضَكَ اللَّهُ مِنْ كَبِيرَةِ السِّنِّ؛ قَالَتْ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله غَضِبَ غَضَباً شَدِيداً فَسَقَطْتُ فِي يَدِي (ندمتُ) فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ أَذْهَبْتَ بِغَضَبِ رَسُولِكَ صلى الله عليه وآله لَمْ أَعُدْ لِذِكْرِهَا بِسُوءٍ مَا بَقِيتُ قَالَتْ فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا لَقِيتُ قَالَ كَيْفَ قُلْتِ وَاللَّهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ النَّاسُ وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَرُزِقَتْ مِنِّي الْوَلَدَ حَيْثُ حُرِمْتُمُوهُ قَالَتْ فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْراً.[1]
قالت عائشة:
مَا غَرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِ‏ صلى الله عليه وآله إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا.[2]
النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاة خديجة سلام الله عليها كان دائما يذكر ذكرياتها وتضحياتها؛ وكلما كان يتذكرها، يبكي لفراقها. مثلا:
ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله خَدِيجَةَ يَوْماً وَهُوَ عِنْدَ نِسَائِهِ فَبَكَى فَقَالَتْ عَائِشَةُ مَا يُبْكِيكَ عَلَى عَجُوزٍ حَمْرَاءَ مِنْ عَجَائِزِ بَنِي أَسَدٍ فَقَالَ صلى الله عليه وآله صَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبْتُمْ وَآمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرْتُمْ وَوَلَدَتْ لِي إِذْ عَقِمْتُمْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَمَا زِلْتُ أَتَقَرَّبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ بِذِكْرِهَا.[3]
ويُروى أيضا:
أَنَّ عَجُوزاً دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَأَلْطَفَهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ سَأَلَتْهُ عَائِشَةُ فَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا فِي زَمَنِ خَدِيجَةَ وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ.[4]
وبحسب نقل آخر عن عائشة أيضا:
مَا غَرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا قَالَتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ فَيَقُولُ أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ قَالَتْ فَأَغْضَبْتُهُ يَوْماً فَقُلْتُ خَدِيجَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا.[5]
إن فضائل أم المؤمنين الكبرى، السيدة خديجة سلام الله عليها، لا تنحصر ببيان زوجها، النبي صلى الله عليه وآله، بل ذَكرها باقي المعصومين عليهم السلام بالخير أيضا. من باب المثال؛ الإمام الحسين عليه السلام في خطبته بيوم عاشوراء وهو يُعرّف نفسه يقول:
قَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَدَّتِي‏ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَأَوَّلُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِسْلَاماً؟[6]
الإمام السجاد في مجلس يزيد في دمشق يُعرّف نفسه في خطبته هكذا: أنا ابن خديجة الكبرى.[7]
يقول أبو سعيد الخدري:
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال‏ إن جبرئيل قال لي‏ ليلة أسري بي وحين رجعت فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة فقال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام- وحدثنا عند ذلك- أنها قالت حين لقيها نبي الله عليه وآله السلام فقال لها الذي قال جبرئيل، قالت: إن‏ الله‏ هو السلام‏، ومنه‏ السلام‏، وإليه السلام، وعلى جبرئيل السلام.‏[8]
 
الهوامش:
[1] الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج‏1، ص512
[2] إبن بطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، ص393
[3] الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج‏1، ص508
[4] المجلسي، بحار الأنوار، ج‏16، ص8
[5] إبن بطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، ص393
[6] الفتال النيشابوري، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، ج‏1، ص186
[7] المجلسي، بحار الأنوار، ج‌ 44، ص‌ 174
[8] تفسير العياشي، ج‏2، ص279



المصدر: موقع الولاية نت.

التعليقات (0)

اترك تعليق