عمات النبي(ص) بنات عبد المطلب بن هاشم
عمات النبي(ص) بنات عبد المطلب بن هاشم
وجملتهن ست عاتكة وأميمة والبيضاء وهي أم حكيم وبرة وصفية وأروى. ولم يسلم منهن إلا صفية أم الزبير بلا خلف. واختلف في أروى وعاتكة فذهب أبو جعفر العقيلي إلى إسلامهما وعدهما في الصحابة وذكر الدارقطني عاتكة في جملة الاخوة والأخوات ولم يذكر أروى، وأما محمد ابن إسحاق وغيره فذكروا أنه لم يسلم من عماته(ص) غير صفية.
ولنذكر طرفا من أخبار كل واحدة منهن ومن تزوجهن وما ولدن:
- أم حكيم البيضاء:
وهي شقيقة عبد الله أب النبي(ص) وأبي طالب والزبير وعبد الكعبة أمهم فاطمة بنت عمرو بن عايذ. وقد تقدم ذكرها كانت عند كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف فولدت له عامرا وبناتا.
- عاتكة المختلف في إسلامها:
أمها فاطمة أيضا فتكون شقيقة عبد الله أب النبي(ص) وكانت تحت أبي أمية بن المغيرة المخزومي فولدت له عبد الله وزهيرا وكلاهما ابنا عم أبي جميل وأخوا أم سلمة زوج النبي(ص) لأبيها. هكذا ذكره أبو عمر.
وذكر أن أم سلمة عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس وان أم عبد الله وزهير عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله(ص) وأما أبو سعيد فذكر في شرف النبوة أن أم سلمة ابنة عمة النبي(ص) عاتكة بنت عبد المطلب فتكون أخت عبد الله وزهير لأبيهما والأول أثبت لان معه زيادة علم والثاني لعله اشتبه عليه.
- برة بنت عبد المطلب:
أمها فاطمة أيضا وكانت عند أبي رهم بن عبد العزى العامري ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال المخزومي فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد الذي كانت عنده أم سلمة قبل النبي(ص). وقيل كانت أولا عند عبد الأسد ثم خلف عليها أبارهم. ولم يذكر أبو سعيد غيره. والوجهان ذكرهما أبو عمر.
- أميمة بنت عبد المطلب:
وكانت تحت جحش بن رياب أخي بنى غنم بن دود بن أسد بن خزيمة فولدت له عبد الله وعبيد الله وأبا أحمد وزينب وأم حبيبة وحمنة أولاد جحش بن رياب.
- أروى بنت عبد المطلب:
المختلف في إسلامها أمها صفية بنت جندب أم الحرث بن عبد المطلب هي شقيقته. وكانت تحت عمير بن وهب بن عبد قصى فولدت له طليبا ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى، وأسلم طليب وكان سببا في إسلام أمه. ذكر الواقدي أن طليبا أسلم في دار الأرقم ثم خرج فدخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال اتبعت محمدا وأسلمت لله عز وجل فقالت إن أحق من واددت وعضدت ابن خالك والله لو قدرنا على ما يقدر عليه الرجال لمنعنا وذببنا عنه فقال لها طليب ما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة؟ قالت أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون من إحداهن قال فقلت إني أسألك بالله إلا أتيتيه فسلمت عليه وصدقتيه وشهدت أن لا إله إلا الله قالت فانى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم كانت بعد تعضد النبي(ص) بلسانها وتحض على نصرته والقيام بأمره، وهذا دليل قول من قال إنها أسلمت.
- صفية بنت عبد المطلب:
أسلمت باتفاق وشهدت الخندق وقتلت رجلا من اليهود، وضرب لها النبي(ص) بسهم. وروت حديثا واحدا رواه عنها ابنها الزبير بن العوام ذكر ذلك الدارقطني. أمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة شقيقة حمزة والمقوم وحجل. وكانت في الجاهلية تحت الحرث بن حرب بن أمية بن عبد شمس ثم هلك عنها فخلف عليها العوام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد زوج النبي(ص) فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة. وتوفيت بالمدينة في خلافة عمر سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون ودفنت بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة. وكانت لما مات النبي(ص) رثته بهذه الأبيات:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا * وكنت بنا برا ولم تك جافيا
وكنت بنا(1) برا رؤوفا نبينا * ليبك عليك اليوم من كان باكيا
كأن على قلبي لذكر محمد * وما خفت من بعد النبي المكاويا
أفاطم صلى الله رب محمد * على جدث أمسى بيثرب ثاويا
فدى لرسول الله أمي وخالتي * وعمى ونفسي قصدة وعياليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقا * ومت صليب الدين أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقاك بيننا(2) * سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية * وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته * يبكى ويدعو جده اليوم نائيا
روى هذه الأبيات الحافظ السلفي بسنده عن هشام بن عروة.
الهوامش:
1- في نسخة (وكان بنا).
2- في نسخة (أبقى نبينا).
المصدر: ذخائر العقبى: أحمد بن عبد الله الطبري مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي - القاهرة، 1356.
اترك تعليق