مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أريد أن أبقى معكم

أريد أن أبقى معكم

كان أبي مرافقا مسلحا للسيد مصطفى والد الإمام، وطبعا كانت أسرتنا تقيم إلى جوار منزل السيد مصطفى، وكان لي أخ توفي في الأيام الأولى من ولادته، وقد قالت عمة الإمام لوالدي: علمت بأن طفلك توفي، وإن أمّ روح الله صدرها لا يدر الحليب، فإن حاولت (خاور) إرضاعه، سوف تثاب وتنقذ حياة الطفل فقال والدي اسمحي لي أن استئذن زوجتي. وجاء إلى المنزل وقال:
يا خاور! تقول شقيقة السيد، إذا ما كان صدرك يدر الحليب ولم يكن لديك مانعا من إرضاع روح الله، فسوف تكسبين ثوابا كبيرا، فردت عليه والدتي ضاحكة: أجل، وحينها لن تمس صدري نار جهنم، فعاد والدي مسرعا يخبر عمة الإمام بما دار بينه وبين زوجته، وحملوا هم بدورهم مهد روح الله إلى منزلنا على الفور.
لما جاءوا بالسيد روح الله، نهضت والدتي وغسلت ثدييها وقرأت سورة الحمد وسورة التوحيد، وطبعت على وجهه قبلة ووضعت ثديها في فمه، طلب والد السيد روح الله من والدتي أن لا تتناول طعام أحد طالما كانت ترضع روح الله، وكان يرسل لها عدة وجبات من الطعام كل يوم، وقد استمر السيد روح الله يرضع من صدر أمي حتى أكمل السنتين، وبعد السنتين فطموه وعادوا به إلى منزل والده، ولكنه كان يتردد كثيرا على والدتي. وكانت تبتهج لذلك وتضحك وكان والدي يقول له: عزيزي روح الله، إنك لم تعد تتناول اللبن، فلماذا لا تذهب إلى منزلكم؟ فقال يرد عليه: (أريد أن أبقى معكم).


المصدر: موقع الإمام الخميني(قده).

التعليقات (0)

اترك تعليق