مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مداعبة الإمام لأبناء الشهداء

مداعبة الإمام لأبناء الشهداء

في أحد الأيام كنت في جماران، وكان الإمام قد جاء حديثا للإقامة في جماران. كان ذلك في الأيام الأولى من الحرب. كان من بين الحشود التي جاءت لرؤية الإمام، امرأة شابة فقدت زوجها في الحرب وكانت برفقتها صبية بعمر الزهور. كانت الطفلة مضطربة ولا تكف عن البكاء. كان التراب يغطي رأسها ووجها، والدموع تموج على وجناتها. كانت الأم حزينة تتمنى لو تتمكن هذه الطفلة، التي فقدت أبيها، من الوصول إلى الإمام لعلـّها تهدأ قليلا. كانت المرأة تقول: لست حزينة لاستشهاد زوجي، لأني أنا الذي قمت بإعداد مقدمات ذهابه إلى الجبهة، غير أن هذه الصبية تؤلمني وأتصور أن السبيل الوحيد لهدوئها هو احتضان الإمام لها، وقد قرر شقيقي أن يأخذها بيدها ويأتي بنا لرؤية الإمام، كان الإمام يتمشى في باحة المنزل، وكنا نتصور بأن الإمام إذا ما رأى الطفلة سوف يمسح بيده على رأسها ونعود بها إلى أمها، ولكن عندما رأى الإمام هذه الطفلة، مكث قليلا ثم جلس جنب الحوض وأخذ الطفلة واحتضنها ومسح بيده الحنونة على رأسها ومسح دموعها وأخذ يفعل ذلك حتى هدأتـ، ثم طلب منا أن نأخذها لأمها.

المصدر: موقع الإمام الخميني(قده).

التعليقات (0)

اترك تعليق