في يوم العيد
مُنذ أيام الطفولة كان الإمام يعطينا "عيدية" في كل عيد، وقد تغير مقدارها بمرور الزمان ووصل اليوم إلى (٣٠٠ تومان)، وهو يعطي العيدية للجميع بدءا من السيدة [زوجته] إلى الخادم الذي يعمل في البيت أو الضيف إذا نزل عنده أيام العيد، يعطي الصغار (١٠٠تومان) والكبار (٣٠٠تومان)، وأتذكر أن العيدية التي كان يعطيها في النجف هي ديناران. وفي أحد الأعياد (لا أتذكر أنه كان من الأعياد الدينية أو عيدًا وطنيًا مهمًا) كنا ننتظر أن يعطينا العيدية لكنه أعلن: «ليست لدي اليوم عيدية»! سألناه باستغراب عن السبب فقال: «إنما أعطيكم العيدية كل مرة من أموالي الشخصية لا من الأموال العامة، وليس لدي اليوم مالٌ شخصي، فمن الطبيعي أن لا أقدر على أن أعطيكم العيدية»! لكننا لم نستطع أن نغض الطرف عن عيديته، فتقرر أن تقرضه أختي الكبيرة لكي يعطينا العيدية فإذا حصل على المال سدد القرض، فقال الإمام: «لعلي لا أحصل على مال أسدد به القرض، فيبقى قرضك في ذمتي»! أجبناه: ستحصل -إن شاء الله- على ما تسدد به القرض. فذهبت أختي الكبيرة وجاءت من عندها بمال وأعطته للسيد فأعطانا العيدية وقد سدد هذا القرض بعد فترة(1).
الهامش:
(1) السيدة زهراء المصطفوي.
المصدر: حكايات وعبر من حياة الإمام الخميني، حيدربلال البرهاني، ط١، دار الحوراء، بيروت، لبنان، ١٤٣١ھ، ٢٠١٠م.
اترك تعليق