جرس الساعة
كنتُ أنام في غرفة الإمام في الأيام التي كانت تسافر فيها والدتي، لكنه كان يقول لي: «لا حاجة لأن تنامي أنتِ هنا، فنومك خفيفٌ جدًا وهذا الأمر يؤذيني»! لقد لفَّ الساعة التي كان يستفيد منها للإستيقاظ بقطعة من القماش، ووضعها في مكان بعيد عني لكي لا يوقظني صوت جرسها. وفي سحر إحدى الليالي كنتُ مستيقظة لكنني لم أظهر ذلك لأنه كان قد قام لصلاة الليل، وفي الصباح سألني: «هل سمعتِ صوت جرس الساعة؟» لقد أراد أن يعرف إن كنت قد استيقظت أم لا، فأجبته بسؤال أردت أن أتهرب به من الإجابة الصريحة، لكنه عرف هدفي من هذه الإجابة، فقال: «أجيبي عللى سؤالي بوضوح: هل اسيقظت على صوت جرس الساعة؟»، فاضطررت إلى القول: أتصورُ أنني كنت مستيقظة قبل ذلك، وكنت صادقة في ذلك لأن صوت الساعة كان بعيدًا وضعيفًا جدًا إلاَّ أنه قال رغم ذلك: «لا ينبغي أن تنامي لإي غرفتي بعد الآن، فهذا يجعلني دائمًا في قلق بسبب احتمال إستيقاظك لأقل صوت». فقلتُ نحن نتعمد أن ينام عندك من يكون نومه خفيفًا لكي يستيقظ بسرعة، إذا أصابتك وعكة، وكان ذلك بعد الأزمة القلبية الي أصابته وانتقل على أثرها إلى طهران، لكنه رغم ذلك قال: «كلا، لا حاجة لذلك، قولي لابنتك ليلى أن تنام في غرفتي بدلاً منك». فاستجبنا لأمره.
وبعد أيام قال: «لا حاجة لأن تنام ليلى هنا أيضًا، فهي تزيح عن نفسها الغطاء وهي نائمة فأضطر إلى القيام مرارًا في الليل لتغطيتها به»(1).
الهامش:
(1) السيدة زهراء المصطفوي (إبنة الإمام).
المصدر: حكايات وعبر من حياة الإمام الخميني، حيدربلال البرهاني، ط١، دار الحوراء، بيروت، لبنان، ١٤٣١ھ، ٢٠١٠م.
اترك تعليق