مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الإمام الخميني بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 24/4/ 1981

كلمة الإمام الخميني بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 24/4/ 1981

بسم الله الرحمن الرحيم
أهنئ الشعب الإيراني الشريف وأبارك له، لاسيما النساء المكرمات، يوم المولد السعيد للصديقة الطاهرة، وهو جدير بأن يتخذ يوماً للمرأة.
لقد وقعت هذه الولادة السعيدة في عصر وبيئة لم يكن ينظر إلى المرأة كإنسانة، بل كان وجودها مدعاة لشعور أسرتها بالضعة أمام الأسر الأخرى في الجاهلية. في مثل هذه البيئة الفاسدة المنحطة المهولة، أخذ نبي الإسلام العظيم بيد المرأة وأنقذها من مستنقع العادات الجاهلية. ويشهد تاريخ الإسلام على الاحترام الكبير الذي كان يوليه رسول الله(ص) لهذا المولود الشريف، لكي يلفت الأنظار إلى عظمة المرأة ومكانتها في المجتمع. فالمرأة إن لم تكن أفضل من الرجل فهي ليست بأدنى منه. إذن فمثل هذا اليوم هو يوم حياة المرأة، يوم ولادة فخرها وانطلاقة دورها العظيم في المجتمع.
إنني أعتز وأفخر بنساء إيران، وما حصل لهن من تحول مكّنهن من إحباط المخطط الشيطاني الذي دام أكثر من خمسين عاماً، والذي تضافرت لتنفيذه جهود المخططين الأجانب وعملائهم الأنذال بدءاً من الشعراء التافهين وانتهاءً بالكتّاب المندسّين والأجهزة الإعلامية المأجورة. وبذلك اثبتن للعالم بأن النساء المسلمات الكريمات لن يتبعن سبل الضلالة، ولن يتأثرن بأحابيل الغرب والمتغربين المشؤومة.
فطوال عمر السلطنة البهلوية الغاصبة، وباستثناء شرذمة من الطاغوتيات المترفات وأذنابهن من السافاكيات والمتملقات الذليلات، لم تستطع الأبواق المأجورة والدعايات المضللة من إغواء الطبقات المليونية من النساء الملتزمات اللاتي هن ركن الأمة الإسلامية، وإيقاعهن في فخ المبهورين بالغرب، بل قاومن ببسالة طوال الخمسين عاماً المظلمة، وخرجن من هذه المقاومة بوجوه مشرّفة أمام الله والخلق. وفي التحول الإلهي الأخير قضين والى الأبد على أحلام ذوي القلوب العمياء الذين كانوا ومازالوا يعتبرون الغرب قبلتهم.
النصر والعزة للنهضة الإسلامية ولنساء إيران الحرائر. والفخر لهذه الطبقة العظيمة التي ساهمت بحضورها الفاعل والشجاع في ميدان الدفاع عن الوطن الإسلامي وعن القرآن الكريم، في تحقيق النصر للثورة. وهي الآن تمارس نشاطها أيضا في جبهات القتال وخلف الجبهات، وتقف على أهبة الاستعداد للتضحية.
رحم الله الأمهات اللاتي دفعن بشبابهن البواسل إلى سوح الدفاع عن الحق، ويفتخرن بشهادتهم الكريمة.
لعنة الله على تلك الدمى القابعة في القصور الذليلة في الداخل والخارج والتي لا تعرف همّاً غير حياتها الحيوانية المنحطة، ولا تفكر إلاّ بشهواتها ونزواتها الإفسادية.
لتقطع تلك الألسن والأيادي المجرمة التي تحاول، من خلال أقوالها وكتاباتها، القضاء على الجمهورية الإسلامية، وجرّ بلدنا العزيز إلى أحضان اليمين أو اليسار.
تحية متواصلة للنسوة الملتزمات اللاتي يعملن اليوم، في مختلف أرجاء البلاد، على تربية الأطفال وتعليم الأميين، وتدريس العلوم الإنسانية والثقافية القرآنية الغنية.
سلام الله وثناؤه على النسوة اللاتي نلن في هذه الثورة وفي الدفاع عن الوطن درجة الشهادة السامية، وعلى اللاتي يعملن في المستشفيات والمستوصفات على خدمة المرضى والمعاقين.
والسلام والتحية للأمهات اللاتي قدّمن أبناءهن بكل اعتزاز وفخر.
مبارك يوم المرأة للنساء الملتزمات في البلدان الإسلامية، وكلّنا أمل في أن يستيقظ المجتمع النسوي من الغفلة والغفوة المصطنعة التي فرضت عليه من قبل الناهبين، وأن ينهض لنجدة المخدوعين والأخذ بيد المرأة على طريق تحقيق مكانتها السامية. وكلّنا أمل في أن تتعظ وتعتبر نساء العالم الإسلامي من التحول المعجز الذي تحقق لنساء إيران ببركة الثورة الإسلامية العظيمة، وأن يسعين إلى إصلاح مجتمعاتهن وقيادة بلدانهن إلى الحرية والاستقلال.
رحمة الله تعالى وبركاته على نساء الإسلام وإيران العزيزة الموقرات.
والسلام على عباد الله الصالحين من المؤمنين والمؤمنات. 


المصدر:http://iranwomen.org

التعليقات (0)

اترك تعليق