كلمة الامام الخميني بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 5/5/ 1980
إذا كان لا بد من يوم للمرأة، فأيّ يوم أسمى وأكثر فخراً من يوم مولد فاطمة الزهراء السعيد.. المرأة التي هي مفخر بيت النبوة، وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.. المرأة التي تماثل فضائلها الرسول الأكرم وآل بيت العصمة والطهارة غير المتناهية.. المرأة التي يعجز كل من عرفها -ومهما كانت نظرته- عن إيفائها حقها من المدح والثناء، لأن الاحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر فهم المخاطبين واستيعابهم؛ فمن غير الممكن صبّ البحر في جرّة. ومهما تحدّث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولن يبلغ منزلتها.
إذن، فمن الأولى أن نمرّ من هذا الوادي العجيب، ونتناول فضائل المرأة التي أرادت الاقلام المسمومة وأحاديث الخطباء الجهلة، خلال نصف القرن الأخير المظلم من عهد بهلوي المنحط، أن تجعل من المرأة سلعة، وجرّوا اللاتي كن مستعدات للتأثر إلى اماكن يعف القلم عن ذكرها. ومن أراد الاطلاع على جانب من تلك الجرائم، فليرجع إلى الصحف والمجلات وأشعار الأوباش والأراذل في عهد رضاخان منذ فترة السفور الاجباري وما تلاها، وليتعرف على مجالس ومراكز ومحافل الفساد في ذلك العصر. سوّد الله وجوههم، وتحطمت اقلامهم المأجورة.. ولا يُظن أن تلك الجرائم التي ارتكبت باسم تحرير المرأة والرجل كانت بعيدة عن تخطيط وتدبير الناهبين العالميين والمجرمين الدوليين.
إن أحد مخططاتهم كان جرّ الشباب إلى مراكز الفحشاء، وقد نجحوا في ذلك. لقد أفرغوا بلدنا من الشبيبة، العضو الفاعل في المجتمع، وجرّدوا عقولهم من القدرة على التفكير، لكي ينهبوا ما يتسنى لهم من ثروات هذا البلد العاجز والمتغرب، دون أن يعترض عليهم أحد.
اليوم وببركة النهضة الإسلامية، استعادت المرأة -العضو المؤثر في المجتمع- إلى حد ما مكانتها ومنزلتها. فإذا ما استثنينا العدة المعدودة من الطبقات المترفة (بقايا العهد المظلم البائد) ممن يرين مكانة المرأة في مظهرها وزينتها وحضورها مجالس اللهو والطرب، ولا يتوانين عن عرض أنفسهن كالسلع، وعن تنفيذ مخططات الأجانب.. إذا ما استثنينا هذه الفئة من النساء من أعوان (السي . آي . أي) والسافاك، فإن بقية النساء الشجاعات الملتزمات، انطلقن في بناء وإعمار إيران العزيزة جنباً إلى جنب الرجال الأعزة، في ذات الوقت الذي حرصن على بناء أنفسهن بالعلم والثقافة. فأنتم اليوم لا تجدون مدينة أو قرية تخلو من الجمعيات الثقافية والتعليمية التي تضم بين صفوفها النساء الملتزمات والمسلمات المكرمات. وإن النهضة الإسلامية هي التي أوجدت ببركة الإسلام مثل هذا التحول في نفس أبناء المجتمع من الرجال والنساء، بنحو قطعت طريق مئة عام في ليلة واحدة.
وأنت أيها الشعب النبيل! لقد شهدت كيف كانت نساء إيران المحترمات يتسابقن مع الرجال في النزول إلى الميدان، وتحطيم الصرح الشاهنشاهي المنيع. نحن جميعاً مدينون لنهضتهن ومواقفهن.
واليوم وبعد دحر القوى الكبرى واستئصال جذورها من هذه الأرض، حان الوقت لأن نخصص يوماً للمرأة، وأن نتحدث للعالم وللمجتمعات البشرية بفخر واعتزاز عن المرأة الإيرانية وتقدمها في ظل الجمهورية الإسلامية.
النساء في الجمهورية الإسلامية اليوم يجهدن في بناء أنفسهن وبلدهن جنباً إلى جنب الرجال، وهذا هو معنى تحرير المرأة والرجل، لا ذلك الذي كانوا يتحدثون عنه في عهد الشاه المخلوع، حيث كانت ممارساتهم للحرية تتجسد في السجن والاضطهاد والتعذيب والإيذاء.
إنني أوصي النساء بأن ينسين تصرفاتهن في عهد الطاغوت، وأن يتوجهن لبناء إيران العزيزة -التي هي لهن ولأبنائهن- بما يليق بها، وسنتخلص إن شاء الله من التبعية بكل صورها، بهمّة جميع الطبقات.
إنني أهنئ وأبارك لجميع النساء الملتزمات يوم العشرين من جمادى الآخرة، الذي هو يوم مبارك، وأسأل الله تعالى السلامة والسعادة لهن، والعظمة للإسلام والمسلمين.
المصدر:http://iranwomen.org
اترك تعليق